صديقي طلق أمه..!
إب7 press
عمران هلال
محمد شاب عشريني (اسم مستعار)، وهو أحد أصدقائي المميزين للغاية، يسرد محمد لي قصة والديه بكل سلاسة وانسيابية والتي أصابتني بالدهشة، وبكل معاني التبلد والذهول.
تبدأ القصة المتفردة والنادرة للغاية، بقوله:” تزوج والداي وكانا يعملان في القطاع الطبي قبيل 25عام، ومع سنين العمل المضنية والتي أوجبت على البعض لحظات من التعامل القاسي والابتعاد نتيجة لضغط العمل وتباعد مناطق التوزيع الوظيفي بينهما للعمل، ومرت السنين بين تضجر والدي وتململه من هذه العيشة فهو لا يلتقي بوالدتي إلا في أيام الاجازات والعطل فقط”.
ويواصل، ” احتدمت المشاكل الأسرية بين والدتي ووالدي، فقررت أمي ونحن أن نزوج أبي وتحت ضغط والدتي واستجابة لرغبة أبي بالزواج فقد قمت أواخر العام 2017م، ومعي أمي، بطلب يد فتاة كزوجة لوالدي”.
ويضيف محمد، ” وبكل تقبل وانسيابية ذهبت معي أمي وطلبت يد زوجة أخرى لوالدي لعلها تريحه من لحظات تأففه وتضجره، وتريح نفسها من ضغطه، ولكونها تحت ضغط عمل متواصل فهي من ترعانا كعائلة أكثر ونحن نعيش معها وعلى ذلك تم تزويج والدي”.
ويستطرد، ” وفي عام 2018م تفاقمت المشاكل بين والدي ووالدتي، ولم تسعده زوجته الأخرى بما يكفي لينسى والدتي أو يخف ضغطه عليها فقررت والدتي الطلاق وطلبته منه غير أنه رفض حرصا علينا ومحبة بوالدتي، ولكن عناد والدتي كان أكبر من رغبته فقررت خلعه في المحكمة، وقدمت طلب للمحكمة ووكلتني أنا كوكيل منصب عنها للمطالبة بخلعها، كوني الأقرب فرضيت أن أكون وكيل لها لكيلا توكل شخص أخر فتحتدم المشاكل أكثر وتزيد المواجع “.
وقفت أمام المحكمة ضد والدي للمطالبة بخلع امي وكنت خجولا للغاية، على أمل أن يرفض القاضي الخلع، فموقفي حرج للغاية في المجتمع وأمام نفسي كوني أطالب بطلاق أمي بالمحكمة، ولكن كانت للأقدار حكمتها وكوكيل لها لتطليقها من زوجها كسبت القضية وخلعت أبي من امي ولله الحمد.
وفعلا كسب القضية وطلق أمه من أبوه وفصلهما عن بعض، ليكون بذلك أول شخص في مجتمعنا يزوج والده ويطلق والدته منه ولم تكتمل القصة إلى هنا، فقبل شهرين يقول محمد تقدم أحد زملاء والدتي لطلب يدها منها مباشرة، فقامت الوالدة وحدثتني بالأمر، وطلبت مني أن أقرر فالأمر بيدي وأبدت لي عديد الصفات المميزة في المتقدم كونه قريب منها ومن مكان عملها ويبدو أن هناك احترام متبادل، وتركا لي الأمر للتفكير حتى قدوم العيد، وجاء العيد وبدأت الأمور في التشابك فهل أفعالها وأكمل مسيرة تبديل الأزواج التي أجبرتني بها الظروف.
كان يحدثني وأنا أود أن أضحك ولكن كانت في أعماقي نظرة رقي وافتخار لشخص في مجتمع يمني تقتله العادة ويحرزه التقليد فيقدم على مثل هكذا عمل تحضري، أو ربما هكذا أرى من وجهة نظري.
أخبرته ان يراودها بوالده فان لم يعد النصيب فليزوجها على بركه الله فتلك حقوقها الفطرية التي لا يجب المساومة عليها ابدا..
وفعلا تم الأمر، وقررت الأم بدء حياة جديدة وهكذا فعل الأب، ليسجل ” محمد ” أعجب واظرف وأرقى موقف اجتماعي.