الوحدة اليمنية .. وحدة الأرض والإنسان

إب7 press
بغداد المرادي

احتفلت كافة أطياف المجتمع اليمني في الداخل والخارج  يوم أمس السبت بالعيد الوطني الواحد والثلاثون للوحدة اليمنية، والتي بزغ فجرها يوم الـ 22من مايو للعام 1990م، والتي نجم عنها توحد  شطري اليمن شمالاً وجنوباً ومعها اتحدت قلوب جميع اليميين على خير هذا البلد.

للوحدة أثر عميق وبالغ لدى كل يمني إذ ومع كل  التحديات والحروب والحصار والدمار والإقتصاد المتهالك ومشقة الوصول من مدينة إلى اخرى داخل جغرافيا الجمهورية ازداد الشوق والحنين للوحدة الوطنية لدى كل أبناء الوطن.

تطلعات وانطباعات أبناء اليمن الواحد حول هذه الوحدة المجيدة رصدناه من مختلف الشرائح المتواجدة في محافظة إب مقيمين ونازحي الحروب والصراعات من مختلف المحافظات اليمنية.

يذهب الأكاديمي والمحامي” جميل السامعي” إلى القول بأن الوحدة اليمنية هي محل افتخار واعتزاز لكل اليمنيين على حد سواء وهي الداعم الرئيس للبقاء على قيد الوطنية والحرية والجمهورية والديمقراطية.

فيما تطرق الأستاذ “زيد الآنسي” في حديثه لـ إب7 press إلى الكثير من النقاط العامة والخاصة في ترجمة كل معنى للوحدة وديمومتها وأنها رغم وجود الداعين إلى نبذها وتيسير كل ما من شأنه الابتعاد والخصومة بين أبنائها تظل مرتكزاً وجودياً وحدثاً هاماً لا يمكن غض الطرف عنه واحتجاب نور الوحدة عنهم مهما بلغ بأعدائها الكيد للنيل منها وتجزأة الوطن وعودته الى ماكان عليه سابقاً فتلك أمانيهم وإنهم إلا يخرصون .

وتقول “شموخ اليماني”، إسم مستعار، طالبة حقوق، نزحت من مدينة عدن واستقر بها الحال في مدينة إب، تقول:” كنت كل ما أتذكر حي الشيخ عثمان والمنصورة والمعلا اجهش بالبكاء والنياح وتقرحت أدمعي  من شدة حزني على فراق عدن “.

وتضيف، ” ومع كل هذا أثبت لي تعامل  جيراني الحسن  من أهل محافظة إب بأن اليمن ليست وحدة أرضٍ  بل هي وحدة قلب وافئدة بما للكلمة من معنى،  وأن إب هي عدن هي صنعاء هي تعز وحدة اليمن هي كل هواء نستنشقه ”

أما ” محمد طه “، أديب وشاعر، فيؤكد أن الوحدة ضرورة وطنية، لكن وفق محددات وثوابت وطنية، وبما يضمن العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة والسلطة وإعمال سيادة القانون.

ويرى محمود سعيد، نازح من محافظة تعز، أنه لم يعش أيام الرخاء والسلام إلا في ظل هذه الوحدة، فالحفاظ الحفاظ عليها وحذاري ممن يتربص لهذا المنجز الوطني الكبير الذي شكل نواة لفكرة الوحدة العربية المشتركة.

وحول الاحتفاء الخافت والباهت بذكرى الوحدة، تشير أسماء محمد، طالبة جامعية، إلى أن الوحدة هي من أعظم المشاريع في العصر الحديث الذي وحد وألف بين قلوب  جميع اليميين شمالاً وجنوباً وشرقاً وغربا، وكذلك سياسياً، واقتصاديا، اجتماعيا، عسكريا، وإن لم تكن تلك الاحتفالات كما كان معهودا لها سابقاً، لكنها كانت بسيطة في الشكل قوية في المضمون حيث  بعثت برسالة واضحة من كل مؤيد للوحدة نابذ للتفرقة بأن الوحدة باقية ما بقيت سواعد أهل اليمن تمتد بالصمود والتطلع لمستقبل أفضل.

وبلكنة بسيطة تقول ” آمنة خميس ” نازحة من منطقة حرض الحدودية، في محافظة حجة تقول :” والله يا أختي ما عتقد ان الشعب يرضى يفرط بوحدة شعبه لأن الشعب كلما زادت عليه المحن والفتن تمسك أكثر بالوحدة وامله بالله كبير دون غيره ممن يرون أنها لم تعد صالحة في ظل الظروف الراهنة”

ويتحدث عماد قايد الجماعي، صيدلي، عن الوحدة حيث يقول: ” الوحدة باقية منتصرة مهما طالتها يد الكيد لشرذمة ابنائها وتفريقهم وتمزيقهم وجعلهم لقمة سائقة، وشغلهم في لقمة العيش، إلا أن اليمنيين يدركوا أن هناك ما هو أعظم وما يمكنهم أن يتمسكوا به، وستبدو اليمن في قادم الأيام عصية على كل من تسول له نفسه المساس بوحدة اليمن أرضاً و إنسانا”.

يؤكد الجميع دون إستثناء بأن الوحدة باقية مهما عصفت باليمن زوابع الحروب والمهاترات السياسية التي لن تثني أبناء اليمن الواحد عن وحدتهم وعميق تمسكهم بها، وأن الوحدة وجدت لتبقى ولن تزول، وأن اليمن بلد واحد وسيظل كذلك مهما تكالبت عليه شتى أنواع الحروب والحصارات، وكذلك مهما تم تضييق الخناق على اليمني الوحدوي من جميع الجهات.