استعدادات المرأة للعيد في محافظة إب
إب7 press
بغداد المرادي
بعد انقضاء رمضان بكل فصوله الشيقة وألوانه البهية في نفس المرأة التي تعمل جاهدة لترضي كافة أفراد عائلتها في صناعة مختلف المأكولات ما طاب منها وما لذ لتسعد وتنعم بفرحة غامرة لرضى أفراد أسرتها بتلك الأشياء، وينتهي التعب المصاحب لها فور تبسمهم وثناؤهم عليها وعلى ما تقدمه لهم.
لم تنته مهمتها على ذلك فحسب طيلة الأيام المباركة في الشهر الفضيل لتبدأ مرحلة أخرى وهي مرحلة استعدادها للعيد والتي تبدأ من قبله بأسبوع من ترتيب للمنزل، وتنظيف له وتزيينه، وتغيير ما يلزم من ديكور وغيره.
ليلة العيد لها طقوس خاصة من قبل المرأة في محافظة إب، وهي لا تختلف كثيراً عن بقية المناطق في اليمن، فهي قبل العيد بأيام تخرج للأسواق لشراء حاجيات ومستلزمات العيد كالحناء ونقوشه الخاصة به، وهناك من ترغب بشراء الخضاب الأسود بدلا عن الحناء، كذلك شراء “جعالة العيد” من الزبيب والمكسرات واللوز والفستق، بحيث توضع بكميات متوسطة في إناء واحد، ويتم تقديمها للمهنئين والزائرين في يوم العيد.
كذلك في ليلة العيد تقوم المرأة بصنع ” كعك العيد “، إذ تجتمع نساء البيت للقيام بعمل حلويات العيد بمختلف أنواعها وأشكالها فهناك “المقصقص والكعك والغُريبة والمعمول والبسكويت “البتفور”، وغيرها من الأطباق الخاصة بهذه المناسبة العظيمة.
وقبل العيد بأيام تخرج النساء لشراء ملابس العيد للأطفال مع حاجياتهن المختارة بأنفسهن والتي لا يفهمها الكثير من الأزواج، وكذلك شراء ما يناسبهن وفقا للموضة التي تسري في تلك الفترة والتي لا يفقه بها الرجال شيئاً، ويصطحبن أطفالهن الصغار للسوق ويقمن باختيار موديلات جديدة وأحذية وميك أب وإكسسوارات وكافة مستلزماتهن العيدية.
وهكذا تقضي النساء الأيام الأخيرة من رمضان في السوق والمجمعات التجارية لساعات طويلة ما بين شراء الملابس لهن ولأطفالهن وما بين شراؤهن لمستلزمات العيد الأواني الخاصة بالزبيب أو الأكواب لتقديم الشاي بالحليب أو البن أو العصائر و مستلزمات العجائن الخاصة بحلويات وكعك العيد..
” فاطمة محمد “، 37 عام، ربة بيت، تروي لنا تفاصيل استقبالها للعيد، حيث تقول بأن العيد يوم فرحة عند جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وجميعنا يفرح فرحة غامرة به وخاصة الأطفال الصغار الذين يشاهدون تحركاتنا وتجهيزاتنا للعيد في كل تفاصيله، بدأ من شراء الملابس والأحذية لجميع المتواجدين في الأسرة صغيرها، وحتى مصافحة العيد وزيارة الأقارب والعيدية.
وتضيف بأن إستقبال المرأة للعيد أمر يجعلها بمنتهى السعادة والفرح لرؤيتها أفراد أسرتها فرحين بمقدم العيد فتعمل على اسعادهم وتلبية متطلباتهم بكل ما بوسعها.
وللمرأة العاملة دور في إستقبال العيد، إذ تؤكد ” بسمة عمار ” بأنها وقبل رمضان بأيام تأخذ إذن بالإجازة من عملها، لتقوم بدورها في إستقبال العيد كما هو سائر لدى جميع النساء، فتضيف بأنها تتعب كثيراً حين تخرج للسوق مع بناتها وشراء لهن الملابس الجديدة، معللة ذلك للعيد بإختلاف أذواقهن وصعوبته.
وتؤكد ” بسمة ” عدم تعبها في شراء ملابس الأولاد على غرار البنات التي تتعب في شراء ملابسهن وملحقاتها وحتى أدق التفاصيل لها.
وتكمل، أحيانا نخرج مع زوجي وأولادي وفي أغلب الاحيان أتحمل الأعباء بمفردي لعدم ثقتي، بعض الشي، بذوق زوجي وعدم مواكبته للموضة فأضطر للخروج وعمل كل ما من شأنه اسعاد اطفالي وزوجي في هذه المناسبة.
وهكذا هو العيد بالنسبة للمرأة في إب، الكثير من التعب، والكثير من السعادة المرصعة بالرضى ولحظات الفرح والدفئ الأسري الذي لا يعوض.