أنتِ امرأة
إب7 press
أحلام المخلافي l مقال رأي
بينما كنت أفكر كيف لي أن أذهب إلى مكتب الأحوال المدنية ” السجل المدني ” لأقطع لي هويتي الوطنية ترددت كثيراً ..
كيف لا ونحن وإن طل ظلنا على باب منزلنا لاحقتنا الكلمات المعسولة وغيرها تلك الخادشة للحياء، ولا سبب ومتسبب في عيون المجتمع إلا المرأة إذ يقال “لا يأتي الكلب إلا مدعي ” جيد بأنك تعرف حينها بأنك من هذه الفئة ولكن قد يأتي الكلب أحياناً إن رأى ضحيته خائفة لا حامي لها ولا سند، أصبحنا نخاف حتى من الخروج من المنزل بل حتى نخاف أن نبدي رأينا في قول شيء او حتى في التنفس ..
إن المرأة هي أساس كل مشكلة نعم فلولاها لما أقيمت الحروب ولولاها لتحررت الاراضي العربية ولولاها لما حدثت الخلافات ولولاها لما تواجدت التحرشات والمعاكسات ..
نعم هكذا هي المرأة وينظر اليها بهذا القصور ووضعت في كلمة بين قوسين ( عـار ) حتى وإن تشاجرا رفيقين تجدهما يشتما بعضهما بعارهما كما يقولان والأخر يشتاط غضباً قائلاً لا تذكر عاري على لسانك أي عار وهي من تجرعت ألم حملك و أنجبتك وأرضعتك ومن قامت بالاهتمام بك في طفولتك وكبرك كـ أم وأخت وزوجة وكبنت كذلك ..
لازلت أتذكر واقع المسلسلات المصرية “الصعيدية ” التي لا تختلف كثيراً عما نحن فيه تصفية الدماء وقتل النساء لأتفه الأسباب، كبرت وأنا أنتظر متى سيحين دوري ليباح دمي ويقتلني أماني وسندي أخي الذي أحتمي به أو أبي الذي لطالما سهر ليأتيني باللقمة العيش الكريمة فكيف لكم أن تتخيلوا بأن الفتاة تخاف ممن يسندها ..
ولا انسى حلمي في دراستي الذي لطالما تمنيت أن أكون إعلامية وما كان موقف عائلتي الذي رفضوا حتى مناقشة الموضوع فعاداتنا لا تسمح لي بأن أزيل غطاء الوجه او حتى التحدث أمام المارة وكأنني رجل نعم هذا ما كانوا يقولوه لي ولازالوا يقولوه كلما تمردت على تلك العادات في شيء أنتِ امرأة كرهت هذا المصطلح وكرهنه العديد من الفتيات اللاتي ما أن يقرأن حروفي هذه حتى يقلن صدقتِ ولكنا نحن لا نستطيع الكلام ..
إن من أكثر الالام شدة ووجع هو أن تخلق امرأة ويمنية أبسط حقوقها لا تمتلكها، لا علينا بأن الدين كرمها فلا نكران في هذا، ولكن حتى في الدين دعاته غيروا مفاهيمه فسخروا النساء لخدمتهم ووضعوها كـ دمية يلعب بها ..
وأكثر ما قد يزيد أي امرأة خوف وقلق أن في الفترة الأخيرة زادت عدد نسب الوفيات المقتولات والمبتزات او فلنقل المعنفات بشكل عام ولم نجد حل رادع لكل مجرم حتى اللحظة، ما اقساها من حياة حينما تعيشها وتنتظر متى سيتم سجنك وتعنيفك بين 4 جدران أو قتلك ودفنك بدون الصلاة عليك او حتى جنازة .