إب7 press
لقاء l أحلام المخلافي

الفنانة والرسامة إميليا الحميري: كوني امرأة في مجتمع ذكوري لا يغير هذا من قدري، والأعمال الفنية العظيمة تخرج من النساء

 

أحلام المخلافي

 

إميليا محمد الحميري، فنانة من محافظة إب، تجيد الرسم والفن التشكيلي، بدأت موهبتها في المجال الفني من خلال مشاركتها في المسرحية في المسرح المدرسي، حيث حصلت على جائزة أفضل ممثلة على مستوى المحافظة عام ٢٠٠٧م.

 

إميليا، فنانة متعددة المواهب، ولديها العديد من المهارات، منها التمثيل، والرسم، والكتابة الادبية، لكنها استقرت اخيرا على فن الرسم وأصبح هذا المجال عالمها الابداعي الوحيد.

 

تقول ” الحميري ” عن بدايتها في مجال الرسم:” لا أعلم بداياتي بالضبط، كل الذي اتذكره أن الرسم أصبح ملاذي الاخير وورقتي الرابحة والوسيلة الوحيدة لتفريغ الطاقة السلبية ومشاعر الحزن والكآبة التي قد تنتابني من الحين للآخر”.

 

وأكملت، بداياتي بشكل جدي كانت بعمر 15 عام، بعد ذلك أصبح الرسم من أولوياتي لمدة معينة ثم اضطررت لتوقف لعدة سنوات بسبب ظروف إجبارية، عقب ذلك حصلت على التشجيع من والداي والمقربين، وكذلك من إخواني وصديقاتي جميعهم كانوا يبدون إعجابهم بما أقدمه.

 

واستطردت، كما لا أنسى أنني قمت بتطوير مهارتي بمساندة زوجي العزيز، فهو الداعم الرسمي والأول والذي لا ينفك يحفزني ويفيض علي بالمعدات والأدوات الازمة حتى تصبح الرسمة بالمستوى المطلوب وطبعًا تشجيعه المستمر.

 

وواصلت حديثها: ” وهناك اسباب عملية اخرى لتطوري في هذا المجال منها الممارسة الشغف وحب الرسم، الاستمرار والابتكار وتجربة أكثر من اسلوب وأكثر من وسيلة والبحث في السوشل ميديا بشكل عام عن رسامين محترفين واخذ المفيد منهم “.

 

وتتحدث عن الصعوبات التي تواجهها والتي تواجه معظم الفنانين والفنانات الشباب: ” الصعوبات كانت اغلبها نفسية، مسألة المزاج كانت تؤثر بي وبشدة، يعني إذا ما اتت الرغبة من تلقا نفسها لا أستطيع أن أغصب نفسي على إتمام لوحة حتى لو كانت بسيطة.. وتوجد صعوبات اخرى لكني اظنها عرضية ولا تستحق ان اتكلم عليها “.

 

وتضيف، برأيي الصعوبات الحقيقية تأتي من الذات والشغف الذي لا يوقفه المجتمع او أي مؤثر خارجي.. أنا ارسم بين أربع جدران من سنوات طويلة، املك الوقت املك الطاقة والشغف، أملك الإحساس، أنا هنا على قيد الحياة، أظنني أغنى امرأة بما أملكه في داخلي.

 

وتكمل الفنانة إميليا حديثها: ” كما أن ظروف الحرب وما تتعرض لها البلاد من ظروف قهرية ضاغطة على الجميع دون استثناء الرسامين وغيرهم، فسألي الشاعر كيف تفجرت موهبته؟ ما الذي دفعه لكتابة قصيدة اثرت بالذين حوله، سوف يخبرك ان المعاناة والقهر هي ما جعلت حروفه تظهر وتنهض كأسطورة العنقاء من بين الرماد، فمن اليأس والألم يتفجر الابداع، وكذلك الرسم وكذلك الغناء والعزف والكتابة والاختراعات.. الظروف الراهنة في البلاد سوف تصنع كوكبة من المبدعين والمفكرين لا محاله، ولكن يبقى السؤال اين هم وكيف نُظهرهم؟ إذا لم تقم الجهات المعنية بإنشاء الندوات الشعرية ومعارض الفن التشكيلي وغيرها سيبقى كل شخص متقوقع حول ذاته يكتب ويرسم ويركنها لزمن “.

 

وتسرد معاناة المرأة المبدعة في المجتمع قائلة:” كوني امرأة في مجتمع ذكوري لا يغير هذا من قدري، فقط أنني لا أستطيع ان اختلط بكثرة واخرج بشكل متواصل بحكم واجباتي الاخرى التي لا أستطيع ان اتملص منها ولا اريد ايضاً، المرأة تحتاج فقط فرصة وتجمع رسمي خاص فيها، ولو تلاحظي أن أغلب الأعمال الفنية العظيمة تخرج من النساء، ومن هنا تتجلى مقولة الفن والابداع يولدان من رحم المعاناة “.

 

وحول أمنياتنا المستقبلية تقول:” أتمنى أن أحظى بفرصة متكاملة انطلق من بعدها، بحكم إني لا أستطع المشاركة بالمعارض لعدم علمي بوجودها وعدم وجودي بالساحة الفنية بشكل مباشر، وأرى أن النساء في مجتمعنا لهن وزنهن وثقلهن واحترامهن والساحة تتسع للجميع، وينبغي على المرأة ان تثبت ذاتها من خلال اتقانها اي شيء، حتى تقدم رسالة للجميع ان لا شي صعب طالما امتلك الشغف وحب الشي الذي اسعى لإتقانه واتميز به “.

 

وتضيف، لا اعتبر نفسي ناجحة فلم أصل لما ما اريد بعد، ولم اكتفي، لكني راضية بمستواي هذا إلى حد ما، لكن ليس هذا ما اطمح اليه لذلك أرى أن مشواري طويل وهذا السبب الذي يجعل الإنسان متطلعا دائماً، وعلى هذا الأساس فأنا اقوم بتطوير نفسي بشتى الطرق.

 

وتختم حديثها:” بالنسبة لسببي في تطوير موهبتي، الأمر لا يتعلق بالمال ولم يعد ايضا مجرد هواية، الأمر أصبح تحدي وانعكاس لشعور أفضل ينتابني حين أنجز لوحة معية اضع فيها كل مشاعري واخرج من خلالها كل طاقتي لتتجلى اخيرًا بالشكل المطلوب الذي رسمته بمخيلتي، ربما الأمر شخصي للغاية اشياء تشعرني بالسعادة، لكن لا مانع لدي إن حصلت على المال من خلالها، بالعكس هذا الشي يسعدني أن تكون لوحاتي مرغوبة ويصل معناها وإحساسها للمتذوق، وأتمنى إتاحة  فرص كالمعرض الذي اقيم بالمركز الثقافي والذي أعطاني الفرصة الأولى وليست الاخيرة لأظهر اعمالي للجميع، وخالص شكري لجميع القُراء والمتابعين،  ودمتم بود”.

#إب #ibb