المرأة تعاني من عدم المساواة في النوع الاجتماعي المترسخ بشده في مجتمع موغل بالنزعة الذكورية والفوارق الشاسعة بين الجنسين..
إب 7 press
لقاءl مرسل الشبيبي
الاستاذة فائزة البعداني من القيادات النسوية البارزة بالمحافظة على المستوى السياسي والاجتماعي والحقوقي والتربوي وهي عضو مجلس محلي وهي كذلك رائدة تربوية قديرة، إذ تدير أكبر مجمع تربوي حكومي ” مجمع السعيد التربوي “في المدينة، واخيرا تم تعيينها ممثلا لمكتب حقوق الانسان بالمحافظة.
إب 7 press أجرت حوارا خاصا بالأستاذة فايزة
• بداية حديثنا عن خوضك للتجربة السياسية وفوزك وهل انت الوحيدة التي نافست وحققت نجاح وهل وجدت معارضة من الاهل والعائلة المقربة؟
– التجربة السياسية كانت بالنسبة لي تحدي كبير، خصوصا وضعي في دائرة انتخابية محسومة مسبقا لمرشح التجمع اليمني للإصلاح الذي، كان يحظى بشعبية كبيرة في دائرته، وبالنسبة للأسرة كانت هي الدافع والمشجع الاول لخوضي هذه التجربة ولهم الفضل الاول في ذلك.
• ما الذي برأيك يحد من طموح المرأة في محافظة إب؟
– المرأة نفسها من تحطم نفسها، والبعض الاخر من أبناء المجتمع كان رجل او انثى لهم دور في تحطيم طموحاتها، ناهيك عن صمتها حيال حقوقها. والذي كان له دور كبير في تحطيم طموحاتها، حتى وصلت قناعتها بعدم احقيتها في شيئ بالإضافة ايضا ان المرأة تخضع لهجوم المجتمع الذي لا يرحم.
• كيف وجدتي تجربتك في الجانب الانساني وهل يحقق مكتب حقوق الانسان انجازات لاسيما في، ظل الحرب والحصار؟
– سابقا لم يقدم المكتب الدور المطلوب لعدم وجود كادر يغطي مديريات المحافظة وينقل الاحداث اولا بأول، بينما حاليا وخلال فترة وجيزة بعد أن تم تعيين مدراء لفروع المديريات بدأ المكتب يبرز اعماله بشكل إيجابي ولو انه لايزال هناك قصور ولكن في، ظل الاوضاع والحرب، والحصار فأننا أثبتنا تواجدنا ولنا خطط مستقبلية بإذن الله نخدم من خلالها ابناء المحافظة والقضايا الانسانية.
• ماهي المعايير التي يتخذها المكتب لإشراك ناشطين وحقوقيين ضمن فريق عمله داخل المحافظة؟
– في مثل اعمال المكتب والتي تحتاج لفريق عمل نشيط فقد، تركزت معاييرنا على استقطاب من يكون نشيط في ميدان العمل ولديه رصيد سابق في المجال التطوعي اولا، والحقوقي ثانيا، وكذلك أن يكون لديه اطلاع ببعض القوانين المتعلقة بحقوق الانسان.
• هل يتم الاشراف ومتابعة مندوبي المكتب او ممثلي المكتب في المديريات حتى لا يتم استغلال موقع المكتب في بعض القضايا؟
نعم هناك متابعة بشكل خاص من قبلي شخصيا، وتلك المهمة من اولويات مهامي، ولا يمكن أن نسمح باستغلال أي جهة لنشاط المكتب وقضايا الحقوق
أيا كان ذلك من قبل افراد او جماعات او منظمات، ومن سيقوم بذلك فسوف يعرض نفسه للمسألة القانونية ولن نسكت عن ذلك.
• هناك من يقول أن المكتب استقطب افراد لا علاقة لهم في النشاط الحقوقي او أنهم مرتبطين بأعمال اخرى، فيما العشرات من الشباب الناشطين في الميدان لا أحد يكترث لهم كيف تردون على ذلك؟
– ليس استقطاب، بل تم التواصل مع مدراء المديريات بالترشيح وتم الترشيح من قبل مدراء المديريات وإذا ما تم من قبلنا شيء فهو مجرد تزكية، ومدراء المديريات هم أعلم بذلك منا وبالنسبة للناشطين داخل المحافظة فمن اراد ان يعمل معنا منهم فالباب مفتوح للجميع وليس لدينا أي مانع، المكتب مفتوح للجميع والعمل الانساني مطلوب من الجميع، وكلنا شركاء في ذلك ونرحب بالجميع، ولن يكون عملنا محصور على افراد بعينهم، فالميدان مفتوح ونحن فخورون بمن يعمل معنا.
• بمناسبة اليوم العالمي للعنف ضد المرأة ماهي اشكال وصور العنف التي تواجهها المرأة في المحافظة؟
– العنف تتعرض له المرأة اليمنية بسبب تزايد مسؤولياتها وتطور ادوارها المتعلقة بالنوع الاجتماعي، المرأة تعاني من عدم المساواة في النوع الاجتماعي المترسخ بشده في مجتمع موغل بالنزعة الذكورية والفوارق الشاسعة بين الجنسين، والنظام والقانون التمييزي وانعدام المساواة الاقتصادية الى حد مفاقمة الوضع الهش للمرأة فيما يخص تعرضها للعنف في كل الاوضاع، وزاد من تفاقم ذلك ما تتعرض له بلادنا من حروب، وحصار وتدمير للبنية التحتية وانهيار الخدمات، وهذا كله زاد من المشاكل الاسرية وزاد معه تعرض المرأة للعنف، بالإضافة إلى ثقافة المجتمع السائدة، وهناك عنف وظيفي وهناك عنف نفسي وعنف لفظي وعنف جسدي وعنف سياسي وعنف اجتماعي كل هذه الامور تتعرض لها المرأة.
• هل يساهم مكتب حقوق الانسان في الانتصار لقضايا المرأة والى اي مدى يصل دوره؟
-نعم يساهم المكتب في ذلك وقضايا المرأة من اولويات اعمالنا كونها تتعرض للحرمان من اغلب حقوقها وإنسانيتها.
• ما تأثير الحرب على المرأة في المحافظة؟
– الحرب لها تأثير سلبي على المرأة اليمنية بشكل عام وعلى المرأة في المحافظة بشكل خاص، الحرب دمرت كل شيء، والمرأة هي التي تحملت كل الاعباء الاسرية واصبحت تعول الاسرة في كثير من الاحوال لفقدان رب الاسرة او إصابته، والمرأة الموظفة في مؤسسات الدولة فقدت راتبها ولا تزال متواجدة في سوق العمل تعمل بدون مقابل، تربويات وصحيات وغيرهن في كل المجالات، وللملاحظة فإن اغلب مؤسسات الدولة قائمة بسبب تواجد الكادر النسائي ، وللأسف فقد وصل الحال ببعض ربات البيوت للتسول لجمع ثمن القوت الضروري للأسرة، والبعض من النساء امتهن اعمال كانت في عرفنا من اعمال الرجال ولكنها تجاوزت بذلك كل الاعراف لتثبت تواجدها وصمودها.
• ما الذي برأيك يمكن أن تقدمه المنظمات والمؤسسات الإنسانية والنسائية للنساء وللنازحات بشكل خاص؟
– المنظمات يمكنها تقديم الكثير والكثير، نحتاج المرأة لبرامج منها برامج الدعم النفسي والمعنوي والمادي والمهني وغيرها من البرامج الموجودة والتي تغطي حاجات المرأة، والمنظمات لديها المعرفة التامة بذلك.
• كيف تقيمين واقع المرأة في المحافظة؟
– المرأة تقوم بدور كبير وتعمل بضمير وخاصة في المجال التربوي والدليل عدم تسرب الفتيات واستمرارية التعليم في المدارس الخاصة بالفتيات، وفي مؤسسات الدولة الاخرى منها الصحة والجمعيات النسوية، وما تقوم به المرأة بشكل عام في كل المجالات، وهنا اتقدم بالشكر للمرأة الريفية التي ناضلت وتناضل في ظل هذه الاوضاع، فهي تخدم المجتمع وترفد المدينة بالمنتجات الزراعية والحرفية.
• هل المنظمات الانسانية الدولية تساهم في النهوض بواقع المرأة أم انها مجرد فعاليات وتحركات موسمية؟
– للأسف دور المنظمات سلبي وتحركاتها موسمية، ولكننا نأمل منهم القيام بما يلزم ووضع برامج تخدم المرأة.
• إلى ماذا تتطلع الرائدة فائزة البعداني، وماهي تطلعاتك لمستقبل المرأة في المحافظة؟
– ينتظر المرأة مستقبل كبير، ودورها مطلوب في بناء الوطن وتربية الاجيال، خصوصا بعد ما عاناه وطننا من احتراب وخراب وتدمير من قبل دول العدوان التي، تعدت على كل الحقوق، اتمنى أن أجد المرأة في سوق العمل مشاركة وقائدة، فالمرأة هي الام والزوجة والمربية، وهي المحرك والدينامو لحركة التجديد والتغيير والبناء.
• في الاخير هل تفكر الاستاذة فائزة البعداني بنيل مناصب كبيره في الدولة.. مثلا وزارية او نيابية او رئاسية؟
– بكل تأكيد طموحاتي بعيده طالما هي في خدمة الوطن فلن أتأخر عن أي فرصة أصل اليها، ولماذا لا فقد شهدت اليمن أزهى عصورها في ظل حكم المرأة، ولنا في ملكة اليمن بلقيس التي ذكرها القرآن وحكى لنا قصتها مع قومها وما وصلت اليه من قوة وبأس شديد ..خير دليل، وليست الملكة أروي بنت احمد الصليحي عنا ببعيد في مدينة جبلة فقد حكمت اليمن ولا تزال اعمالها قائمة حتى يومنا هذا.
#إب #ibb #فايزة_البعداني