إب7 press
أحلام المخلافي

” م .ن ” فتاة تبلغ من العمر 14 عام، هي صغيرة اخوتها عاشت في منزل أبيها كأميرة، كيف لا، وهي مدللة المنزل الصغيرة وأخر العنقود وفيها من الجمال ما لا يوصف، حتى حدث ما لم يكن في الحسبان، توفيت والدتها، الصدر الحنون الذي احتواها منذ الصغر.

بعدها تحولت الامور، وانقلبت حياة الفتاة رأسا على عقب، وأضحت تلك السعادة جحيما ومعاناة ليس لها حدود.

التقيتها على مقربة من الوجع فأدمت قلبي وجوارحي، كان لقاءنا خفية في فناء جامعة إب، حيث لا أحد يكترث لاحد، استمعت اليها وكوتني بالدموع والحسرة.

تبدأ ” م .ن ” سرد حكايتها: ” كنت أعيش بين يدي أمي بسعادة مطلقة، فأنا صغيرتها المدللة، لدي خمسة أخوة وثلاث أخوات جميعهم متزوجين في دول أخرى، عداي أنا وأخاي الأوسط والصغير نعيش في كنف أبينا وأمنا ، لكن أمي توفيت عندما وصل عمري 14 عام، بعد ذلك  تحولت حياتي جذرياً”.

وتضيف، فأنا لا أجيد أي أمر من أمور المنزل، وكنت أظن أن هذا سيكون أكبر همي بعد وفاة والدتي ولكن لا، ففي ليلة من الليالي كنتُ نائمة وصحوت على شخص يتحسس جسدي ويحاول التحرش بي، حاولت مقاومته بكل قوتي ولم يكن أحد غريب كان أخي الأوسط هو من يحاول اغتصابي، بقيت ليلتها تحت لحافي أبكي حتى الصباح وأنا أرتجف”.

وتوصل الحديث، مر الوقت وهو يضايقني في كل فرصة قد تتاح له، حينها فكرت بالهرب من المنزل ولكن إلى أين …؟ فأنا حياتي مقتصرة على أفراد عائلتي..  قررت حينها أن أذهب لحضن الأمان بالنسبة لي والدي وقررت حينها أن أنام بقربه ليحميني من أخي، ومرت فترة بسيطة ورأيت في حضن أبي كل الحب والحنية وكنت أظن أن هذا بدافع الأبوة لا لشيء أخر.

أكملت باكية: ولكن كان مقصده شيء أخر، وكانت مضايقته أشد قسوة وتهور من أخي حينها هربت من بين يديه في أخر لحظة، وبقيت في حمام الغرفة أبكي حتى اليوم الثاني، ومن حينها والدي يمنعني من التقرب من أخوتي ويضربني إن كنت معهم، وأخي يضربني إن بقيت مع والدي ويقول ما الذي بينك وبينه …؟

حاولت حينها أن أعتمد على نفسي كنت أنام في المطبخ وأغلق الباب عليّ وأتأكد من هذا، كان يتقدم لي الكثير من العرسان لجمالي ولحسبي ونسبي المعروف الذي لو كان الأمر بيدي لتبرأت منه..

أكملت بعد تنهيدة عميقة وهي تمسح دموعها التي تفر منها بألم: حتى أتاني رجل عجوز وكبير أكبر من والدي في العمر، زوجني أبي له فهو لا يريد شاب يبقى معي يريدني أن أعود اليه في أقرب فرصة، زوجني إياه وبعد يومين تماماً أخذني منه وعاد لمضايقتي بشكل أكبر لا أستطيع وصف ما كان يقوم به ولكنه سيء جداً، طلقني من ذلك الرجل وطرد أخي من المنزل وكان يطلب مني ما يطلب الرجل من زوجته.

واصلت حديثها بسرحان قائلة بابتسامة ساخرة: أتاني شخص أكبر مني بـ 9 أعوام كنت حينها بالغة من العمر 17 عام، وكان جارنا الذي دائما ما كان يلاحقني منذ كنت في المدرسة، ورغم هذا يشهد الله لم يكن بيني وبينه أي تواصل، المهم والدي رفض رفضاً باتاً، ولكني أخبرت عمي أني موافقة وإن لم أتزوجه سأترك المنزل بين ليلة وضحاها، خاف عمي من العار كما يقولون وفعلاً زوجني إياه، تم الزواج وليته لم يتم الزواج هذا فقد كان أشد قسوة وظلم، رجل لا يخاف الله وليس له قيم.

وتتم حكايتها، كان الرجل والسيد ويعاملني وكأنني خادمة له، حاولت التقرب منه وحاولت ان أكسبه لكن ما عرفت.. احسست كأنه علم بما يصنعه ابي، تقريباً جلس شهرين ما في منه، وفجأة تغير تماماً، قلت يمكن فيمن عمل لنا سحر او شي داومت على قراءة سورة البقرة والرقية الشرعية والأذكار والصلاة، لكن ولا تغير، كلمت أخي الكبير، وهو كلمه، بيد انه أنكر وقال إنه أنا التي لا أهتم به ولا أحترمه، وأتهمني أني أخرج بدون استئذان، واجلس بالساعات على سماعة الهاتف، لكن ويا للغرابة، فانا لا املك هاتفا وليس لدي واتس ولا غيره.

 

في نهاية حواري معها، سردت الجمل الاخيرة ممزوجة بالبكاء، وقالت:” المهم عندي الآن طفلين توأم، وكل يوم تزداد سوءاً علاقتي بابيهما، لقد أصبح يضربني، ويطردني بشكل متواصل من المنزل، وانا ارفض الخروج واتحمل كل الاهانات، فلا اريد العودة لابي واخواني، بالرغم أن اشقائي الكبار في حالة مادية ميسرة، لكن لا أحد منهم متقبل فكرة أني أعيش عنده.

صمتت قليلا واردفت، هل تصدقين أنهم نسوني تماماً، وعندما حدثت مشاكلة بيني وبين زوجي قبل فترة طويلة، لم يحاولوا حتى الاتصال به، قالوا لي اصبري، واقسموا انهم سيقتلونني ان احدثت مشاكل، متذرعين بفضيحة الطلاق مرتين، ومؤخرا بات زوجي كثير السباب والضرب، ولم يعد حتى يصرف على البيت، ولا يأتي للبيت الا للنوم، ونحن احيانا لا نتناول في اليوم الى وجبة واحدة.

واستطردت.. مؤخراً أخو زوجي، جزاه الله، خير صار يعطينا بعض الطعام، وكذلك مبالغ مالية، دون معرفة زوجي، الذي جاء البارحة بدون أي سبب وقام بصفعي حتى تورمت عيني وركضني ببطني عدة مرات، وتوجه بكل سادية للنوم.. لقد تعبت، فليس لي أهل يقفوا إلى جواري، ولم أتعلم حتى أستطيع البحث عن عمل، درست فقط للصف السادس الاساسي، وحياة طوال 22 عام، هو عمري لم يكن سوى مأسي باستثناء الطفولة السعيدة وايام الوالدة رحمها الله.

وأنهت حديثها باكية بصوت متقطع الله على الظالم، وربي يهدي لي زوجي أو يعجل بموتي.