إب7 press
ريم كمال

تعاني العديد من النساء اليمنيات في محافظة إب، وأغلب المحافظات اليمنية شبح سيطرت العادات والتقاليد على تفاصيل حياتهن، حتى ان تلك الموروثات الاجتماعية البائدة صارت قيدا كبل حرية الكثير واحال جيل طامح من الفتيات إلى الفشل والدمار الروحي والنفسي، وبات مصير البنت أو المرأة مرهون بمدى تشبث أسرتها بتلك العادات والتقاليد البائسة.
وجدت نسرين ذات 30 عاما فجأة نفسها مسؤولة عن طفلين بعد طلاقها من زوجها وزواجه بامرأة اخرى، وتخليه عن أطفاله منها، كان لابد لها أن تعمل، لكن أهلها رفضوا خروجها من المنزل، كما تتعرض وبشكل دائم لهجوم شرس بمجرد خروجها وغيابها لسويعات قليلة خارج المنزل، ” اتفاجأ برد فعل أخي فدائما ما يتهمني بالفجور وينعتني بألفاظ غير لائقة لأنني مطلقة وخرجت لنزهة فما بالك إذا رغبت بالعمل خارج المنزل “
هكذا قالت نسرين، وتضيف: ” انا قادرة على العمل لكنني متخوفة من نظرة المجتمع لي وردة فعل ذكور عائلتي، ربما اتعرض للضرب أو إجباري على الزواج مرة أخرى إذا قاومت رغبتهم وعدم بقائي بالمنزل والبحث عن عمل”.
ويرفض محمد عبده، وهو متعلم وحاصل على الثانوية العامة، أن تعمل زوجته حتى من داخل المنزل، رغم الظروف الاقتصادية السيئة التي يعيشونها، لأن ذلك بنظره أساءه له وتقليل من شأن رجولته وقوامته عليها، اما بالنسبة لعمل المرأة بالخارج فمن وجهة نظره أمر مهين المرأة بدرجة أولى فقد تزيد احتمالية تعرضها للتحرش وجعلها كالحلوى المكشوفة لكل من تسول له نفسه العبث بها ومهما كانت المرأة قوية وذات خلق ودين إلا أن هناك الكثيرون ممن لا يخافون الله قد تكون المرأة بالتزامها وتحفظها فريسة سهلة لهم.
فيما ترى سميرة أحمد رغبتها بالتعليم لكل ما هو جديد و العمل أيضا رغم تحفظ أسرتها قائلة :” انا أدرس واخرج وأفعل كل ما يحلو لي بشكل سليم و بدون معرفة اسرتي، فأمي إذا ما أخبرتها بشيء ترفضه بدون الإيضاح بسبب الرفض فقط العادات والتقاليد أو لأنك بنت ، هذا الكلام يستفزني للغاية و يجعلني جامحة لأجرب المزيد وأثبت لهم بأنني قادرة على فعل أي شيء بشكل سليم دون التسبب لي أو لعائلتي بأي أذى ماديا أو معنويا، انا حقا اقدر خوفهم عليا و لكن هذه حياتي ومن حقي ان أعيشها بأسلوبي الخاص بي بعيد عن عادات وتقاليد مجتمعنا المتوارثة منذ زمن أجدادنا”.
وبالعودة إلى نسرين المطلقة فقدت أضافت أنها لم تندم أثناء طلبها للطلاق من زوجها كما هي نادمة الآن فهي كانت تظن آنذاك أنها ستتخلص من زوجها الذي كان يسئ لها لفظيا ويجعلها تعاني نفسيا وستجد حياتها بالطلاق لكنها وجدت نفسها مجددا تعاني بسبب نظرة المجتمع لها وعاداته.
يبدو ان نسبة كبيرة من النساء اليمنيات تقتل احلامهن بدون رحمة وسط تشبث المجتمع الذكوري بالعادات والتقاليد، ووحدها المرأة اليمنية من تدفع الثمن باهظا.
في الآونة الأخيرة هناك العديد من الفرص التنموية تتكفل بتدريب المرأة وتنميتها وصقل مهاراتها الحياتية وتأهيلها وتمكينها لسوق العمل إلا أن المرأة في مدينة إب ما تزال متحفظة ونجد البعض منهن عازفات عن الاستجابة لمثل هذا المشاريع التنموية بسبب نظرة المجتمع القاصرة لهن رغم رغبة المرأة بكل ذلك إلا أنها تفضل أن تستجيب لصوت العادات والتقاليد بدل من الدخول بمهاترات التمرد عليها فتدفع حيال ذلك الكثير من كرامتها، فالمجتمع المقيد يريدها أنثى فاشلة حتى يشعر بالانتصار وانفرادية النجاح المزعوم.