• ما يقارب 20% من الطلاب الوافدين للتعليم في السودان من محافظة #إب
  • تدهور الأوضاع الإنسانية للطلبة اليمنيين المبتعثين في الخارج، جراء تأخر صرف مستحقاتهم المالية..

 

  • الغربة والشوق للوطن …
#إب7 press
طاهر الزهيري
تأتي محافظة إب في مركز متقدم على مستوى اليمن من حيث أعداد المغتربين والمهاجرين، ويتوزع أبناؤها المغتربون في دول عديدة حول العالم، فمنهم من أغترب للعمل وطلب الرزق ومنهم غربة للتحصيل العملي، وفي السودان هناك الألاف من الطلبة اليمنيين وخصوصا من محافظة إب، حيث تضاعفت اعدد الطلاب المنيين الوافدين للتعليم في السودان خلال سنوات الحرب الأخيرة.
يقول رئيس اتحاد الطلاب اليمنيين في السودان الدكتور وليد العوه لـ إب7 PRESS: “هناك ما يقارب 6000 طالب في كل المراحل البكالوريوس والدراسات العليا والمعاهد منهم ما يقارب 20% من محافظة إب، وأنا أيضا أحد مواليد محافظة إب 1986م”.
ويضيف رئيس الاتحاد د. وليد “غالبية الطلاب يدرسون على نفقتهم الخاصة، وبنسبة 15 % يحصلون على مساعدات مالية وليس رسوم جامعية اما الرسوم فنسبة بسيطة جدا، ولا يوجد دعم من الدولة نهائيا وعلى الرغم من التدفق المثير للطلاب اليمنيين الى السودان”
منحت دولة السودان الشقيقة امتيازات للطالب اليمني، في الفترة الاخيرة وبعد الاحداث الجارية في اليمن اصبحت السودان منفذ جوي وحيد يسهل على الطالب اليمني العبور منه والوصول اليه دون تأشيرة مما سهل تدفق الطلاب وايضا صدور قرارات معاملة الطالب اليمني كأخيه الطالب السوداني في الرسوم وغيرها من الامتيازات كالمقاعد المقدمة من منظمة الطالب الوافد للطلاب اليمنيين.
  • اتحاد الطلاب اليمنيين في السودان
وفي حديثنا مع رئيس الاتحاد الدكتور وليد قال: أن اتحاد الطلاب اليمنيين في السودان قديم بقدم الابتعاث الى السودان لكن اختلفت المسميات حيث ابتدأ باسم دار الطلاب اليمنيين في السودان لبضع سنوات، ثم أنتقل الى الاسم الحالي اتحاد الطلاب اليمنيين في السودان عام 2012م، واستمر في تمثيل الطلاب ومعالجة اوضاعهم واقامة الانشطة المختلفة بمختلف دوراته حتى الان حيث تعتبر هذه الدورة السابعة للاتحاد، وتطور الاتحاد خلال دوراته السابقة حيث أصبح بمثابة مؤسسة صغيرة له لائحته الاساسية ومقره المركزي في الخرطوم ومقرات فرعية في الولايات.
الدائرة الأكاديمية والرياضية والثقافية والاجتماعية والمالية والعلاقات العامة
وعن عمل الاتحاد ودوائره ومهامها فيوضح لنا وليد بقوله: الاتحاد لديه دوائر أساسية، الدائرة الاكاديمية ومهمتها إقامة الدورات التخصصية واحتفالات الخريجين والتنسيق للتقديم للمنح المقدمة من الجانب السوداني، والدائرة الرياضية حيث تقيم الكثير من الانشطة الرياضية المتنوعة كالدوري العام لكرة القدم ومسابقات السباحة وكرة السلة والتنس وغيرها من الانشطة الرياضية، والدائرة الثقافية والتي تقيم النشاطات الثقافية كالمسابقة الثقافية العامة فيما يتعلق بالقصة القصيرة والرواية والرسم والتصوير والبحوث العلمية والانشاد، بالإضافة الى احياء المناسبات الوطنية ،الدائرة الاجتماعية والتي تختص بالجانب الاجتماعي وزيارات الشقق والمساكن الطلابية وتلمس احتياجات الطلاب وإحياء المناسبات الدينية والأعياد وتوزيع الاضاحي والسلال الغذائية وإقامة الرحلات الطلابية، والدائرة المالية والتي تختص بتوفير الموارد المالية للاتحاد من خلال اشتراكات الطلاب الربعية ومتابعة التجار والجهات الداعمة، والدائرة العلاقات العامة والرئاسة للإشراف وتنسيق الزيارات وتمثيل الاتحاد لدى الجهات السودانية ومتابعة كل ما يصب في منفعة الطالب اليمني في السودان.
  • تأخر المستحقات المالية للمبتعثين
تدهور الأوضاع الإنسانية للطلبة اليمنيين المبتعثين في الخارج، جراء تأخر صرف مستحقاتهم المالية، ويواجهون صعوبات عديدة مثل دفع إيجار السكن والمواصلات إلى جانب ارتفاع الأسعار وعدم استقرار الدولار، بالإضافة إلى الغربة والقلق على أسرهم في ظل الوضع السيء لبلادهم والحرب.
وذكر أحد الطلاب المبتعثين إلى السودان أنه يضطر للعمل لينفق على نفسه ليستطيع مواصلة تعليمه، بينما هناك من زملائه من تراكمت عليه الديون وأصبح في حالة نفسية سيئة أثرت على تحصيله العلمي.
وأكد طالب آخر أنهم يقومون بوقفات احتجاجية للمطالبة بمستحقاتهم المالية بين فترة وأخرى دون جدوى من ذلك، ويضيف: لقد تعبنا نداءات ومظاهرات غير أن كل التصريحات التي تصلنا أو الحلول لا تلبي مطالبنا ولا تصنع حلاً جذريا بل مؤقتاً هذا في بعض المرات فقط، ولذلك نتمنى من يسمعنا ويشعر بمعاناتنا.
أما الطالب عاصم فيقول: أنا أعتمد على المال المرسل من أسرتي، فبعد توقف صرف المستحقات أصبحت مضطرا لطب المال من والدي لاستكمال دراستي، ودفع نفقات التعليم من مسكن ومأكل ومشرب وملبس ومواصلات، رغم أن المخصصات المالية للمبتعثين صغيرة ولا تكفي لكل هذه النفقات وفي كلتا الحالتين لا غنى لي عن مال أسرتي، وأشعر بمعاناة زملائي المبتعثين وأرثي لحال بعضهم.
وبحسب رئيس اتحاد الطلاب اليمنيين في السودان الدكتور وليد العوه، فأن هناك بعض المشاكل العامة التي تهم جميع الطلاب في مختلف دول الابتعاث كتأخر المستحقات المالية للمبتعثين والرسوم الدراسية والتي على ضوئها تفاعل معها الاتحاد وصمم برنامج تصعيدي للمطالبة بالتنسيق مع مختلف الاتحادات اليمنية في مختلف دول الابتعاث، وبقية المشاكل ليست عامة حيث معظمها مشاكل فردية يعمل الاتحاد ويبذل الجهود في حلها فيما يتعلق بالمعاملات الجامعية او الإقامات وغيرها من التفاصيل الاجتماعية.
وصرح مصدر في السفارة اليمنية بالسودان لـ إب7 press فضل عدم ذكر أسمه، بأن الملحقيات لم تستلم أي رواتب لمدة سنة، وأنهم في السفارة لا يستطيعون مساعدة الطلبة الملتحقون في ظل ما يحصل في بلادنا اليمن، والدولة لا تستجيب للمطالب ولم تسلم الربع الأول والثاني حتى الآن.
وزارة التعليم العالي ـ في بيانات لها ـ كانت قد أرجعت تأخر صرف المستحقات المالية للطلاب اليمنيين المبتعثين في الخارج الى تأخر وزارة المالية في الحكومة ذاتها الا أن المالية والحكومة ككل لم تحرك ساكنا ـ وفق شكاوى أولئك الطلاب.
وتذكر مصادر إعلامية أنها تزايدت حالات الانتحار لطلاب يمنيين في الخارج خلال السنتين الآخرتين ويقول حقوقيون أن ذلك بسبب الحالات المادية الصعبة التي وصل اليها الطلاب، وقد خصص بعض الناشطون صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي لتناول قضايا ومعاناة الطلاب اليمنيين المبتعثين في الخارج.
  • الغربة والشوق للوطن
” إن الزمن الذي يخاف فيه أهلنا علينا من الغربة انتهى، وجاء زمنٌ نحن في غربتنا نخاف عليهم من الوطن ” هكذا يعبر حذيفة أحمد فرحان طالب كلية الطب سنة أولى عن الغربة والوطن، ويقول: ” الدراسة في السودان معاناة تؤدي إلى الاكتئاب، ومحاولة السرقة المتكررة في الشوارع والضرب، ويتم سرقة الكثير من الطلاب، وقد تعرضت أنا شخصياً لذلك وسمعت من زملائي الطالب العديد من القصص، والمعاناة هنا متعددة”
عبد الواسع الزكري_ جيولوجيا قسم الجيوفيزياء سنة خامسة جامعة إفريقيا بالسودان يقول: ” الغربة كربة، والشوق للوطن لا يضاهيه شيء آخر ومهما كان الوضع فيه صعبا فليس يداويه سوى أبنائه”
أما عبد الملك الخطيب _ طب بشري سنة رابعة جامعة افريقيا العالمية، فيتحدث عن الغربة بقوله: “الغربة الم تعب ارهاق معاناة لفقد الأحبة والاهل وكل شيء يجعل الحياة جميلة… لو تكلمت بشكل اوسع عنها وعن معاناتها وعن الاثر النفسي التي تركته في داخلي لما انتهيت.
والشوق الى وطني الحبيب وأمي اليمن لا ينضب ولا ينتهي بالرغم من الجراح التي في وطني الحبيب الا انه هو من نأمل ان نعود الية ونبنيه هو من يصبرنا على آلام الغربة والصعوبات التي نواجها. الشوق للوطن لهيب يُحرق الصدر ويكوي الفؤاد أسال من الله ان يجمعنا بالوطن وبمن نحب على خير وفي أقرب وقت”.
وعن الدراسة في السودان يقول ” الخطيب “: الدارسة هنا في السودان رائعة ونتعلم الشيء الكثير والحمد لله ولكن ليست الافضل ربما لو كان بلدنا خالي من المشاكل سليم من المصائب التي حلت به كنا سننافس السودان ولما اضطر أغلبنا لعيش ألم الغربة.
  • شعب السودان مليء بحب الخير
يعقوب خالد: لم تعد الغربة كسابقة عهده، فبوسائل التواصل الاجتماعي قل الشعور بالبعد وكل بعيد صار قريب، وعن الشوق هو لم يتأجج بداخلنا بعد، لأننا في عناء مستمر، وما جعلنا في عناء غير فيالق الجهل التي حلت بوطن كنا به سعداء، وكان لنا من اسمه نصيب ولكن لازالت معنا انهار الأمل التي نرتشف منها ماء الحياة (العلم) ونحن كيمنيين لا زلنا في مرحلة العطش للعلوم.
وعن الدراسة في السودان فيقول ” يعقوب”: هي على وتيرة واحده مع جميع دول العالم الثالث وما يميزهم كمجتمع، هو هالة القدسية على العلم والمتعلم المتواضع. والسودان فيه، لعنة الطبيعة وعبقرية المكان، واحد أبرز المعضلات التي نواجها مزاجية العمل والتسويف والتباطؤ في العمل التنفيذي الإداري لا أخفيك ان شعب السودان شعب مليء بحب الخير.
  • علاقة اليمن والسودان علاقة قديمة وفي تقارب بين الشعبين حضارياً وثقافياً
زكريا الجابري إعلام سنة رابعة بجامعة أم درمان الإسلامية يقول: “الغربة مفهوم واسع بالرغم من صعوبتها إلا أنها تسربت لدواخلنا وصرنا نعيشها حتى وقت عودتنا لبلادنا وهنا يصبح وجع وألم الغربة أكبر، الوطن هو العائلة والأصدقاء والذكريات وجو الصباح وضجيج الأصوات… لقد سافرنا وتركنا جزء كبير منا ولكن ما يصبرنا على الشوق هو وضع البلاد الصعب الذي يمر به”
ويضيف الجابري ” الدراسة بالسودان فرصة وكانت السودان خيار أمثل لكثير منا كون علاقة اليمن والسودان علاقة قديمة وفي تقارب بين الشعبين حضارياً وثقافياً وهي فرصة نتمنى إنه نستغلها ونرجع نعطي بلادنا أفضل ما تعلمناه ونحدث تغيير أفضل لمجتمعنا وبلادنا، والحرب أكبر عائق واستمرارها يضاعف معاناتنا ويخلق لنا كثير من العراقيل في حياتنا بشكل مباشر أو غير مباشر”
ومن جانبه عقيد الرشيدي خريج طب أسنان في السودان له وجهة نظر مختلفة حيث يقول: ” الغربة مش كربة، الغربة معرفة وعلم وفهم للحياة، نحن كنا مقبورين في اليمن، ونعم هناك شوق للوطن وكل واحد منا يشتاق لقريته أو مدينته وللأهل والأحباب ونحن للعودة، ولكن نحن في حرب”.
ويبقى الوطن هو ربيع الكلام واللغة واشراقتها الأجمل والمعنى المسافر إلى الخلود، وهو النبض العذب الذي نغني على إيقاعه ونترنم به وبمجده وإنسانه.
#إب7_press