إب .. الأرض الخضراء التي تُشبه الزمرد
إب7برس Ibb7press
عبدالحميد الحداد
أرضها الخضراء التي تُشبه الزمرد، هي جوهرة اليمن الخضراء، إب قصيدة شعرية تُغنى بألحان الطبيعة، عروس تزدان في ليلة زفافها بحلّة من الخضرة والزهر. إنها لوحة رسمها فنان مبدع، تفيض جمالاً وسحراً.
سهولها وجبالها بساطًا أخضر يمتدّ بديعًا تحت سماء زرقاء، وكأنها مرآة تعكس وجه الطبيعة في أبهى حللها. جبالها تُعانق السماء برفق، تُحاور الغيوم بأحاديث لا يسمعها إلا الساكنون في صمت الطبيعة.
إب ليست مجرد مدينة، بل لوحة فنية أبدعتها يد الخالق، في هذه اللوحة الطبيعية والإنسانية، تُشرق إب نجمة ساطعة في سماء اليمن، تُضيء بنورها كل من يمر بها.
إب، ليست مجرد مكان، بل قصة تُروى لكل من يبحث عن الجمال والسكينة، كل زاوية كل ممر ودهليز وكل شجر حجر فيها يحكي حكاية حب.
إب، لوحة مرصعة بالعقيق والياقوت، تتداخل ألوان الطبيعة مع ألوان الزهور في مشهد يأسر القلب والعقل، مدرجاتها الزراعية مسرح عتيق، تتوالى المشاهد بألوانها الزاهية من الحقول المثمرة، وكأن الأرض تُصفق فرحًا بثمارها، لتُقدم لنا من خيرها الكثير، كأمٍ حنون تمنح أطفالها الرعاية والحب.
إنها إب القلب الذي ينبض حُبًا، والروح التي تعيش في كُل نسمةٍ من نسائمها العليلة، وكأن الريح فيها تهمس للحياة بأسرارها، تتردد بين الفروع وتداعب الأوراق، فتنشر أغانيها إلى الأفق.
المزارع المتدرجة على سفوح الجبال كعقد من اللآلئ، تتلألأ تحت أشعة الشمس وتُضفي على المكان رونقًا خاصًا، هذه المدرجات الزراعية، سلالم تصعد بنا نحو السماء، تحتضن المحاصيل كما تحتضن الأم طفلًا رضيعًا، تمنحه الحياة والنماء، والحقول المزهرة بالبُن، وكأنها كنزٌ مدفون يُستخرج من رحم الأرض، يُضفي نكهة مميزة على أجواء الصباح في كل منزل.
إب هي حكاية عشق أبدية بين الإنسان والأرض، ليست فقط مكانًا للعيش، بل هي وطنٌ يعيش فينا، يجري في عروقنا حبًا وحنينًا، هي الأرض التي يُقال عنها أنها الجنة، حيث يلتقي الإنسان بالطبيعة في سيمفونية من الجمال اللامتناهي وقلب اليمن الأخضر، وكنزٌ لا يُقدر بثمن.
قلب المدينة ومركزها مدينة إب القديمة، والتي تحمل بين طياتها عبق التاريخ والأصالة، حيث تضم مجموعة من المعالم الأثرية والتاريخية، منها المساجد القديمة والقصور التي تعكس العمارة اليمنية التقليدية بألوانها وزخارفها الجميلة، وفي أزقتها، تُسمع همسات التاريخ كما يُسمع صدى الأقدام على الأحجار القديمة، هذه المباني الطينية، بزخارفها ونقوشها، كتبًا مفتوحة تروي حكايات من زمن غابر، كل جدار فيها يحمل ذاكرة تتحدث عن أجيال مرّت، وعن قصص حب وشجاعة سطرها الزمان، تسكن السكينة في أزقتها القديمة، ويهمس التاريخ بحكاياته من بين جدران المنازل الطينية العتيقة، التي تحتفظ بروائح الزمن القديم وأصداء الأصالة، هذه الجدران، برغم صمتها، تُحدثنا عن أجيال مرّت من هنا، تاركة خلفها بصمات لا تُمحى.
مدينة إب بمبانيها البيضاء وطرقاتها الملتوية شاهدة على تاريخ طويل وثقافة غنية تعود لقرون مضت.
لا يمكن الحديث عن إب دون الإشارة إلى شعبها الودود، الناس في إب نهر جار، يفيضون طيبة وكرمًا، تجدهم كالنخيل في صحراء قاحلة، يقدمون ثمارهم الطيبة لكل عابر سبيل، إنهم كالأزهار التي تتفتح مع أول ضوء للشمس، ينثرون الحب والضيافة في كل مكان، هم أبناء الأرض، يعرفونها كما يعرف البحر صياده، يعشقونها ويفخرون بجمالها.
أما عن أجواءها الليلية، حين تتلألأ النجوم في سمائها الصافية، كأنها عباءة مخملية سوداء مرصعة بالألماس، في هذا السكون، تأتي الرياح بلحن موسيقى هادئة، تُداعب أوراق الأشجار وتهمس للزهور بأغاني الحب والحنين، الليل فيها ليس مجرد غياب للشمس، بل وقت للتأمل والصفاء، يستريح كل شيء في حضن الطبيعة الهادئ.
ختامًا، إب ليست مجرد مدينة جمالية، بل قطعة من الجنة على أرض اليمن، تجمع بين الطبيعة الساحرة والتاريخ العريق، مما يجعلها وجهة مثالية للهروب من صخب الحياة والاستمتاع بالسلام والهدوء في حضن الطبيعة، سواء كنت تبحث عن مغامرة في الطبيعة أو رحلة استكشاف للثقافة والتاريخ، إب تقدم لك كل ذلك وأكثر في تجربة لا تُنسى.