ظلال وحروف
إب7برس Ibb7press
مروة جمال مهدي | رأي
-
حديث مثمر
كيف بزغ هذا الأنس المباغت، بل من أين جاءها؟
أ كان القدر يصنعه على عينيه ليأتها في ساعات أجدب الأمن فيها؟
عجبًا لتساؤلاتهم تلك!
كأنّ التغيير في منظورهم لا يأتي إلا بعد مشاعر لم يوفِّ حقها فتلتمس عوضًا عنها وبديلا لمن أرسلتها إليه ذات يوم، أو بعد اهتمام مفرط قوبل بالبرود، أو نزعة تشاؤم جعلتك ترى الوجود عدمًا وصلاح الأشياء فسادًا…
فإذا ذهبنا نلتمس للتغيير أسبابًا ودوافعَ، فرأيي مستقر في معنى واحد هو من أجل الشخص نفسه قبل كل شيء، لأجل تنمية الفضائل والمواهب، وتطوير الذات وتزكية النفس، وإن لم يكن هذا ولا ذاك فليكن من أجل المجتمع، من أجل الوطن الذي ترعرعت فيه، ومن المحال ألّا شيء من هذا المذكور بقادر على الإقناع بالتغيير الإيجابي…
التغيير ينجم عن قناعة تخرجك من مدارك الأول إلى مدارك الجديد وليس فقط ينجم عن خيانة أو صفعة خذلان أو شيء سلبي كما يظن البعض
وإن كان أحد قد تعرض لأحد تلك الأسباب فليعمل لتغييره في مثابرة غير مرئية لمن حوله ليثبت لأولئك الذين همّوا بإسقاطه في واحات الحزن والفشل أنّ داخله ما زال ينجب قوى وإرادة حقيقيتين نابعتين من يقين راسخ محوره” لِمَ اليأس والله معي؟”
حينئذٍ، سيجد عزمه مرفأه سريعًا وسيستعيده دون مغادرة ليطرد أشياءً كانت سببًا في معاناته لتعود إليه حياة لن تستطيع المخاوف والأوجاع أن تكونا فيها ندّا أو شريكا.