مخاطر انتشار ظاهرة ” الشيشة الالكترونية” في أوساط شباب إب
إب 7 برس Ibb7press
طاهر الزهيري
ارتفاع معدل تدخين ” الشيشة الالكترونية” بين الشباب والمراهقين في محافظة إب، زادت وتيرته في الآونة الأخيرة بشكل كبير ومخيف، لتتحول هذه العادة الدخيلة إلى ظاهرة خطرة، قد تجر جيلاً كاملاً إلى الضياع والإدمان والانحراف.
وتتمثل خطورة ” الشيشة ” في كونها تسبب الإدمان، واحتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، والإصابة بالسرطان، وأمراض الأوعية الدموية واللثة والفم والمريء وعلى الصحة العامة بشكل عام، ناهيك عن خلق تجمعات شبابية في الاستراحات والمقاهي تسهم في ترويج تلك الظاهرة وتكسب المتعاطين الثقافة السلبية.
وفي استبيان أجرته، وحدة قياس الرأي في منصة ” إب7 برس ” في أول تجربه لها، حيث اجري الاستبيان على 170 عينة من الجنسين، تتراوح اعمارهم ما بين سن 15-40، وقد وزع بشكل عشوائي، حول تعاطي الدخان والشيشة.
وأظهر الاستبيان أن 43 من الذكور و24 من الإناث هم من يتعاطوا الدخان والشيشة بشكل دائم ومستمر، فيما 45 من الذكور و38 من الإناث لا يتعاطوا ذلك، وقد أمتنع 7 من الذكور عن الإجابة، وكذلك 13 من الإناث رفضن الإجابة.
- خطورة الشيشة الصحية
الشيشة لا تقل تأثير عن دخان السجائر حسب الدراسات العلمية العديدة، ففي دراسة قام بها باحثون في الجامعة الأمريكية في بيروت (2010Atmos Environ.)، أن تدخين دورة واحدة من الشيشة يطلق ما معدله أربعة اضعاف المادة المسرطنة (PAH)، وأربعة أضعاف الألدهايد الطيار وثلاثين ضعف أول أكسيد الكربون ما تطلقه سيجارة واحدة.
كما أظهرت الدراسة أن تدخين ساعة كاملة من الشيشة يطلق في الجو المحيط من المواد المسرطنة والسامة ما تطلقه 10-20 سيجارة، أي أن تأثير التدخين السلبي الناتج عن تدخين الشيشة قد يفوق في خطره تدخين السجائر، ودعا الباحثون إلى منع تدخين الشيشة في الأماكن العامة أسوة بالسجائر.
وكشف بحث نشر في مجلة الصدر (المجلة الرسمية لكلية الصدر الأمريكية) (Chest 2011) على عينة من المتطوعين الرجال والنساء، أن تدخين الشيشة نتج عنه زيادة مباشرة في ضغط الدم وسرعة التنفس، فيما بين بحث آخر أن النساء أكثر عرضة لآثار التدخين الضارة مقارنة بالرجال.
وقد أظهرت تدقيق علمي منهجي (Int J Epidemiol . 2010 ) أن تدخين الشيشة زاد بنسبة مهمة احتمال الإصابة بسرطان الرئة وأمراض الرئة الانسدادية المزمنة ونقص وزن حديثي الولادة وأمراض اللثة.
وتوصل الباحثون خلال بحث نشر في مجلة الصدر (المجلة الرسمية لكلية الصدر الأمريكية) (Chest 2011) قاموا خلاله بعمل مراجعة علمية منهجية لكل الأبحاث التي درست تأثير الشيشة في كل دول العالم، توصل الباحثون إلى أن تأثير الشيشة على الصحة لا يقل بأي حال عن تأثير دخان السجائر وأن يسبب كل مضاعفات تدخين السجائر.
- البداية ترفيه والخاتمة إدمان
تقول سعاد عبدالرحمن، طالبة جامعية ” اصبحنا نشرب الشيشة عندما نجتمع من باب الترفيه، وبالنسبة لي لا أشرب الشيشة إلا عند صديقاتي، ولكن بعضهن أصبحن مدمنات ويشربن بشكل دائم”.
- مصدر رزق
رضوان علي، بائع في محلات شيش يقول” الشيشة أصبحت ضروري، ومصدر رزق لنا، والشباب يقضوا أوقات فراغهم في الشيشة، أو يكيفوا في مقايلهم ويستمتعوا بالشيشة، واحنا عارفين بأضرارها وقد التحذيرات على علب الدخان وأكثر هذه المنتجات”.
- أحلى الهدايا
أما زكريا فاروق، طالب ثانوي، يقول: ” أنا استخدم الشيشة الالكترونية فقط، واصبحت الشيشة الالكترونية معا مغلب اصدقائي، حتى انها اصبحت من أحلى الهدايا التي نحصل عليها، واعتقد اضرارها اقل من التدخين بكثير “.
- نية للإقلاع
أحد الأمراض الذين التقينا بهم وهو يستخدم جهاز البخار للتنفس، حدثنا بعد ذلك، ” تعبت جداً، وتم اسعافي للمستشفى، وبعد الاسعافات الاولية وجهاز التبخير وصرف الأدوية، الطبيب كلمني أن أمتنع تماماً عن تدخين الشيشة وحذرني منها وأنها السبب في مرضي، وأن لها أخطار ومضاعفات حتى تؤدي بحياتي، وبصراحة أنا كنت من مدمني الشيشة وبشكل يومي، بس حالياً ناوي أبطلها تماماً، ما كنت متوقع أنه ممكن تروح حياتي بسببها”.
- الأعمال الدرامية تروج للسموم
الدكتورة هبه نصر ” التبغ بشكل عام المستخدم في الدخان والشيشة يحتوي على كميات كبيرة من المواد السامة، ولا يخفى اليوم على أحد أضرار التدخين وتأثيره على الجهاز التنفسي وأمراض القلب وضعف الصحة، وربما ما زاد من انتشار الشيشة والدخان هي الاعمال الدرامية التي تروج لهن وللخمور ولأشياء كثيرة سلبية، وهي تساهم في انتشارها بين جيل الشباب “.
- فتاوى بالتحريم
عبدالرزاق، أحد طلاب العلم الشرعي، يقول ” علمائنا ومشايخنا حرموا التدخين بكل أنواعه ومشتقاته، لأنه منكر وضرر ولا يخفى هذا، إلى جانب أنه لا يجوز بيعه أو المتاجرة فيه ولا الترويج له، ونحمد الله أن طلاب العلم الشرعي لا يتعاطون التدخين ومدركين تماماً لخطورته وشره “.
- وفيات التبغ والتدخين
التبغ يودي بحياة أكثر من 8 ملايين نسمة سنوياً، وبحسب تقرير صادر من منظمة الصحة العالمية، “فإن التبغ يودي بحياة أكثر من 8 ملايين نسمة سنوياً، بينهم أكثر من 7 ملايين يتعاطونه مباشرة، ونحو 1.2 مليون من غير المدخنين يتعرضون لدخانه لا إرادياً، وتؤكد في تقريرها أن السجائر والنرجيلة الإلكترونية خطرة، خصوصاً عندما يستخدمها الأطفال والمراهقون، فالنيكوتين يسبب الإدمان بدرجة عالية، في حين يظل نمو الدماغ مستمراً لدى الشباب حتى منتصف العشرينيات من العمر”.
وفي إحصاء لها أشارت إلى “تعرض الشباب لإعلانات السجائر الإلكترونية، القطاع الذي يستثمر أكثر من 9 مليارات دولار أميركي سنوياً للدعاية لمنتجاته، وما فتئت صناعة التبغ تستهدف بشكل متزايد الشباب بدفعهم إلى استهلاك منتجات النيكوتين والتبغ، محاولة بذلك تعويض 8 ملايين شخص من الذين تفتك منتجاتها بأرواحهم سنوياً”.
- التبغ المسخن سام
أوضحت الصحة العالمية في تقريرها “أنه تم الترويج خلال السنوات الأخيرة لمنتجات التبغ المسخنة على أنها منتجات أقل ضرراً أو عن قدرتها على مساعدة الأشخاص في الإقلاع عن تدخين التبغ التقليدي”، مؤكدة “أن شأنها شأن جميع منتجات التبغ الأخرى، فهي سامة بطبيعتها وتحتوي على مواد مسرطنة، ويجب أن تعامل مثل أي منتج تبغ آخر عندما يتعلق الأمر بوضع سياسات بشأنها، وهي منتجات يتولد عنها بخاخ يحتوي على النيكوتين ومواد كيماوية سامة تنطلق عند تسخين التبغ أو تنشيط جهاز يحتوي على التبغ”.
ويلفت التقرير إلى “أن المتعاطين يستنشقون هذا البخاخ أثناء عملية الامتصاص أو التدخين بواسطة هذا الجهاز، ويحتوي هذا الرذاذ على مادة النيكوتين المسببة للإدمان الشديد، ومواد مضافة أخرى غير التبغ، وغالباً ما تكون معززة بنكهات”.
أصبح المجتمع يشعر بالقلق حيال هذه الظاهرة التي غزت أحياء مدينة إب، وقد زادت في الفترة الأخيرة مع وجود العديد من الأنواع بأسعار ليست باهظة الثمن، لتبقى المشكلة قائمة تبحث عن حلول أقلها معاقبة كل من يتعاطى الدخان تحت السن القانوني، 18 عام، بملغ مالي وسجن تأديبي، وتكثيف التوعية في كافة قنوات الاتصال والمراكز التعليمية والمساجد، وداخل المجتمع عن طريق المبادرات والشخصيات الاجتماعية المؤثرة.