العوادة أو عسب العيد
بغداد المرادي
العوادة أو عسب العيد، هي عبارة عن مبلغ من المال يقدمه الرجال لكل امرأة قريبة له، حيث يذهب إليها لتهنئتها والسلام عليها، يوم العيد صباحاً أو خلال أيام العيد الأولى، وعادة ما تكون في مقدمة المعايدة الأمهات والأخوات والبنات، ويتراوح ذلك المبلغ ما بين 500 ريال إلى 50,000 ألف ريال، وأحيانا أكثر.
ويمنح الرجال تلك المبالغ عادة بناء على قدرتهم المالية ومستوى دخلهم، وقد تختلف العيدية المقدمة من أسرة لأخرى، فهناك من يقدم الحلويات والمكسرات بمختلف أنواعها ولكن هذا الطقس وخاصة في الآونة الأخيرة لم يعد يتداول بشكل كبير بسبب ارتفاع الأسعار لمختلف أنواع المكسرات والحلويات، فيكتفي البعض بتقديم المال فقط.
وقد تقوم المرأة في الغالب بإعطاء بعض النقود كعيدية لبعض الأطفال الصغار أو القادمين إليها مع الأهل والاقارب والجيران لزيارتها.
وقد تختلف مسميات “العسب” من منطقة إلى أخرى، في محافظة إب يطلق عليها “عوادة” وفي مناطق أخرى يطلق عليها اسم “عسب العيد” أو “العيدية”، وقد جرت هذه العادة منذ القدم وتخصص في عيدي الفطر المبارك وعيد الأضحى حيث أصبحت عادة متوارثة وجزء من الموروث الشعبي اليمني في كافة أنحاء اليمن السعيد.
وعلى اختلاف الأوضاع في البلد منذ أزمنة عدة، إلا أن هذه العادة ظلت راسخة كما هي، لم تتغير في نفوس الكثيرين الذي يجدون راحة ومتعة في احيائها حتى اللحظة.
- متى تُسلم العوادة
تسلم العيدية إلى المرأة في محافظة إب بعد السلام عليها وتهنئتها بالعيد السعيد، والمكوث في المنزل بعد أكل الزبيب والمكسرات الأخرى، وشرب الشراب المقدم له من نساء المنزل، وقبيل مغادرته المنزل يقوم أكبرهم كالجد أو العم أو الخال بمناداة أكبر فتاة في المنزل واعطائها المبلغ وهي بدورها تقوم بتوزيعه بينها وبين أخواتها وأمها، وآخرون قد يطوفون المنزل وإعطاء كل فتاة حقها من المبلغ المقدر لها، ومن تقبيلهن بالرأس والذهاب إلى أخريات.
وهكذا يستمر كل رجال اليمن وخاصة في محافظة إب بهذه العادة والذهاب إلى كل النساء صغيراتهن وكبيراتهن، والسلام عليهن، وتقديم العيدية لهن، إلى قبيل ظهيرة ذلك اليوم البهيج، أينما كانت، سواء كانت في مناطق داخل المدينة أو خارجها، في الأرياف أو مناطق خارج المحافظة.