أفراح تتحول لأحزان لا تنتهي
إب7 press
يوسف الراعي| مقال راي
لا يخفى علينا فرحة كل مواطن يمني سواءً داخل الوطن أو خارجه، وذلك إن دل فإنما يدل على حب المواطن اليمني لموطنه اليمن ولشعبه ولفريقه الرياضي الذي رغم كل الصعوبات التي تمر على عاتقه إلا أنه حقق إنجازا رياضيا كبيرا.
لقد كانت فرحة يوم الاثنين المواقف 13/12/2021م، والتي سطرها لاعبي المنتخب اليمني في المباراة التي جمعت بين منتخب الجمهورية اليمنية ومنتخب المملكة العربية السعودية في ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام في نهائي بطولة اتحاد غرب أسيا الثامنة للناشئين التي أقيمت في المملكة العربية السعودية، فرحة عظيمة ورائعة وقيمة وقد عبر بها الشعب اليمني كلا بأسلوبه وبقدر استطاعته البسيطة.
المهم وهو ما سنتناوله في هذا المقال تلك المشاركات السلبية في أسلوب التعبير عن الفرحة، وبطريقة غير جيدة وهي والتي تحتاج لمعالجة، ولذا فينبغي التحذير من مثل هذه المشاركات وتوعية الشعب بالابتعاد عنها واستخدام الوسائل البديلة عنها والتي قد لا تسبب أي ضرر للإنسان اليمني في أرض اليمن.
ظاهرة إطلاق الرصاص الكثيف قبل أيام في سماء مدينة إب وباقي محافظات الجمهورية ابتهاجا بفوز المنتخب بالبطولة ظاهرة سلبية وغير حضارية.
وقد يكون هذا التصرف بنية صادقة ترغب بنشر الفرح والسعادة على أوسع نطاق ممكن، ولكن هذه الطريقة قد تودي بحياة كثير من الناس بلا شك، وقد يتحول الفرح الذي يعم أبناء الشعب اليمني إلى حزن عميق قد لا يكون لكل الشعب، ولكن ستكون هنالك أسر تدفع ثمن ذلك الفرح بإصابة أب أو أخ أو أخت أو أم الــخ، وقد تكون تلك المناسبة ذكرى سيئة كلما مرت الأيام وكلما عادت بهم الذكريات.
يعتبر إطلاق الأعيرة النارية في الهواء من العادات والتقاليد اليمنية القديمة الغير جيدة، ويقوم بعض أبناء اليمن بذلك إما للتفاخر أو ترحيباً بالضيوف، وفي أغلب المناسبات قد تطلق أعيرة نارية بالآلاف، وقد يصاب بعض الحاضرين برصاصات طائشة نتيجة انحراف أو انزلاق السلاح الناري من يد أحدهم، أو نتيجة رجوع الرصاص، كما هو متعارف عليه فيما يسمى “راجع”.
إن واجب السلطات الرسمية أن تضع حدا لمثل هذه العادات الغير جيدة، وأن تضع العقوبات الصارمة والمشددة، وتُفرض الغرامات المالية والسجن لمن يستهتر بمثل هذه الأعمال أين كان.
إننا بحاجة للتخلي عن مثل هذه الأعمال ومحاول البحث عن البديل الجيد والمناسب، إن البدائل الجيدة متوفرة وكثيرة جدا ولن تسبب بتحويل المناسبات السعيدة إلى أحزان، بل ستجعل الفرحة ذكرى رائعة على مدى الأيام، يجب علينا أن نعلم أننا سنحاسب عن كل شيء وسوف يسألنا الله تعالى يوم القيامة عن كل نفس أزهق روحها ظلما.
أفراح تتحول إلى مآتم تسبب جروحاً لا تندمل، وأحزاناً لا تنتهي.