أثار مقطع فيديو لشاب من مدينة إب، جازف بحياته وبسيارته لينقذ سائق دراجة نارية كانت السيول قد شرعت بجرفه بعد تعطل دراجته النارية وسط السائلة، العديد من ردود الأفعال والتفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي، والتي أشادت بمجملها بصنيع الشباب وشجاعته وإنسانيته المفرطة.
« إب7 press » ألتقت بالشاب، وكانت المفاجأة أنه أحد الأصدقاء المصورين، إنه محمود الباشا، ويعمل مصورا فوتوغرافيا محترفا في مدينة إب.
يقول محمود:” في يوم الخميس الماضي وأثناء تواجدنا أنا وزميلي المصور عبد الرحمن الصلاحي في خط الصلبة وأثناء هطول الأمطار بغزارة شاهدنا شاب على متن دراجة نارية ينجرف بسبب ضغط وقوة السيل “
ويضيف، ومن منطلق إنساني وواجب ديني، جازفنا وعبرنا السائلة الهائجة بمياه المطر، ووضعنا السيارة بشكل عرضي أمام الدراجة النارية وصاحبها مما حال دون جرفهما، وبهذا أوقفنا جرفهما كخطوة أولى.
ويستطرد، بعد ذلك تمكن السائق من الإمساك بسيارتي والصعود على مقدمتها، وتحرك بعدها إلى سقف السيارة، وتم إنزاله من فتحة التهوية الموجودة في سقف السيارة، إذ يستحيل فتح أحد الأبواب، وبهذه الطريقة وفقنا الله لنساهم بإنقاذ حياة الشاب.
محمود الباشا بدأ مهنة التصوير بالعام 2012 م كهواية، وبعدها بعامين أصبح التصوير مجاله، فهو حد قوله يساهم في نشر جمال مدينة إب السياحية، ناهيك أن التصوير بات مصدرا لدخله من خلال الأعراس والحفلات، كمتعهد حفلات.
ويتطرق المصور الباشا إلى أن أفضل المواسم للتصوير هي أيام الصيف بشكل عام، حيث يكون المجال مناسبا لالتقاط أجمل الصور الطبيعية ونشرها ونشر جمال المدينة وطبيعتها الخلابة، فإب تعني له كل ما هو جميل بهذه الحياة، حيث يقول ” أعطتنا هذه المدينة فرصة لالتقاط صور تليق بها واعطيناها صور تليق بنا”.
ويلفت إلى أن الصورة التي أثرت به كانت صورة لرجل سبعيني وعلى وجهه كل ملامح التعب والكفاح.
ويختتم لقاؤه: ” أنصح كل هاوي أو عاشق لهذا المجال بالاستمرار والمكافحة للوصول لمستوى يليق بمدينة إب وأن يكون هاوي ومحب للمهنة بدرجة أولى قبل التفكير بالماديات “.
يبقى عمل الخير، ومساعدة الآخرين، ونجدة المتضررين، وتقديم العون لهم في الوقت المناسب، سمة إنسانية وخلق رفيع يتحلى به ذوي القيم السوية والأرواح الطاهرة، ولا يتعلق الأمر بمهنة أو صفة أو مسؤولية.