أم الحريوه
إب7 press
محمد مزاحم l مقال رأي
” الحريوه ” لفظ شعبي يُطلق على العروس ليلة الزفاف، وفي ذلك اليوم تكون ” أم الحريوه ” المرأة الاكثر حركة بفائدة وبدون فائدة، حيث لا تتوقف منذ الصباح الباكر وحتى انتهاء مراسيم الزفاف.
تراها تخيط البيت خياط، متنقلة من مكان لآخر، تذهب إلى المطبخ لإحضار العصير، فتعود وبيدها المكنسة، أصواتها تملأ البيت ضجيجا، وتراها بتلك الزاوية تبتسم مرحبة بضيوفها، وفي الزاوية الأخرى تشكو بدموع حاره من إهمال الزوج والأبناء وأن كل شيء قائم عليها، لدرجة انها تبدا بالنياح وكأنها في مأتم، نادبة حظها.
الغريب في الأمر أن حالها يتغير بعد دقائق، لتبدأ في منافسة قوية مع الشابات في ميدان المنافسة، معبرة عن سعادتها وفرحتها بزفاف ابنتها.
أعتقد أن حركات أم الحريوه التي يضرب بها المثل، تعود لعوامل عديدة منها حب إثبات وجودها وأنها ما تزال قادرة على العطاء وأن إدارتها للشؤون الداخلية ما تزال قوية.
أيضا كنوع من أنواع الرسائل السريعة لتلك النظرات الحادة التي تتجه إليها من أعين بعض النساء، والتي توحي اليها بأنها بعد اليوم خرجت عن الخدمة وعما قريب سوف تصبح جده.. فتقوم بتلك الحركات لتقل لهن رسالة مفادها ” نحن هنا ولن تهزنا أي أعاصير قادمة.. “.
وبالإضافة لكون الموضوع اجتماعيا، فإن له إسقاطات كثيرة في دنيا السياسية والإدارة، فيقال من يتزلف لمرؤوس أو مدير، ودائما ما يقوم بإحداث جلبة أثناء وجود ذلك المدير بأنه ” ام الحريوه”.