رائدات إب النسوية في اليوم العالمي للمرأة
إب7 press
بغداد المرادي
أثبتت المرأة في محافظة إب قدرتها وانفرادها في إدارة الأعمال وتقدمها فيها وذيوع صيت إدارتها المحنكة في كافة المجالات وعلى جميع الأصعدة، بالرغم من كل المعوقات والصعوبات والتحديات التي تواجهها.
لقد رسمت المرأة في محافظة إب طريق النجاح نحو الشهرة والعالمية انطلاقا من طموح ممزوج بقوة الإرادة والثقافة العالية والرؤية الواسعة، وتجاوزت النظرة الضيقة للمجتمع الذي ما يزال يعتبر نشاط المرأة، وانخراطها في مجال الأعمال التجارية والميدانية عيبا.
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، حاولنا فتح نوافذ مغايرة، ونقل صورة مختلفة أكثر املأ لنساء حديديات أثبتن أنفسهن وأصبحن سيدات أعمال يشار إليهن بالبنان.
الأسماء كثيرة ويصعب رصدها جميعا، إلا أننا خلال هذا التقرير سنحاول عرض تذكيري لأبرز الوجوه النسائية الرائدة في محافظة إب.
تؤكد مدير مكتب الغرفة التجارية لسيدات الأعمال بالمحافظة الاستاذة منى الورافي أن نسبة سيدات الأعمال حسب قاعدة البيانات المدونة لديهم قدرت ما نسبته 40% سيدة أعمال، وعدد 60% سيدة تعمل في عدة أنشطة ولم تلتحق بقاعدة البيانات لديهم.
فيما أوضحت منسقة سيدات الأعمال في محافظة إب الاستاذة فاطمة الحشاش، أن نسبة معاناة النساء العاملات في المجتمع تقدر بأكثر من 60% تتراوح تلك المشكلات ما بين الضرائب وجشع أصحاب العقارات ومحاربة النساء العاملات، بإضافة إلى تدهور أوضاع البلد الاقتصادية وكثرة البطالة.
الدكتورة رضية الشوافي، بكالريوس لغة انجليزية، تعمل مديرة لمركز ” كليوباترا للصحة والجمال ” صناعة الأدوية يدويا بإضافة إلى مستحضرات التجميل الطبيعية، وهي نازحة من محافظة تعز، وباتت تقيم في مدينة إب بشكل دائم.
” الشوافي ” تمتلك العديد من المراكز الخاصة في محافظات أخرى منها الحديدة.
البيت الذي يمنح المرأة كل الحب والثقة والاحترام أكبر دافع للمضي قدما نحو النجاح، بداية بالأب مرورا بالأخوة وانتهاء بالزوج ..هكذا ردت على سؤال عن عوائق واجهتها أسرياً..
واضافت، لم اعاني من مشكلة أو معوقات على مستوى الأسرة لكن بالفعل كان هناك الكثير من المعوقات من قبل المجتمع المحيط بي، ووجدت العديد من المشاكل والتحديات كأن تمتلك المرأة مركزا وتديره بحد ذاته عند البعض ” عيب ” لأنها امرأة فقط ..!
وتواصل، وكذلك ظروف الحرب ايضاً التي أجبرتني لإغلاق المركز نظرا لعدم تواجد الخامات ما أدى إلى خسائر كبيرة أغلقت على اثرها مركزين في فترة واحدة ولكني لم استسلم لكل تلك العوائق بل استطعت مواجهتها بالعلم والتفوق الدراسي والمهني والثقة بالنفس و الاخلاص في العمل تمكنت من كسب احترام ودعم وثقة الجميع، وقد حققت من خلالها نجاحات كبيرة بفضل الله..
وتختتم الدكتورة رضية مداخلتها، بالرغم من كل ذلك فقد أصبح المجتمع أكثر وعيا عن ذي قبل بأهمية وأحقية المرأة في العلم والعمل، وقد حدثت مؤخرا نهضة في مجال تدريب المرأة وتأهيلها في عدة مجالات كالخياطة والكوافير وصناعة الحلويات والروائح والتصوير في الأعراس وغيرها من المهن الاي تدر على المرأة ما يساعدها على تحمل اعباء الحياة في ظل الظروف الراهنة.
تسعى ” الشوافي ” إلى تجميع عدد من النساء اللاتي لديهن مشاريع صغيرة ويعملن في الظل وابرازهن وعمل معارض وبازرات لمنتجاتهن وبالفعل نجحت في انجاز الكثير لتحقيق ذلك.
وتحدثنا ” ام كهلان ” سيدة اعمال اخرى، مدير عام محل لبيع كل ما تحتاجه المرأة العصرية، عن معيقات ومعاناة وصولها لهذا المنصب، قائلة :” لقد كانت أولى تلك المعوقات التي مررت بها ك امرأة في مجتمع ذكوري لا يؤمن بها وبقدراتها وثقلها في ميدان العمل والإنجاز تتمثل في جشع أصحاب العقارات ومحاربتهم للنساء العملات وكثرة البطالة، ب اضافة الى تدهور أوضاع البلد الاقتصادية”.
وترى ” ام كهلان ” أن هناك من لا يزال ينظر للمرأة على أنها لا تستطيع عمل شيء باستثناء تربية الأبناء وعمل المنزل، فيما هناك ايضا، وهم كثر، أناس أكثر وعياً وعلماً بأهمية وأحقية المرأة في المشاركة في العمل والمنافسة في ميدان العمل .
تحلم “ام كهلان” أن تكون أكبر تاجرة لاستيراد بضائعها الخاصة بالمرأة من الصين مباشرة.
الإعلامية “جميلة صبر” عملت في إذاعة إب لفترة من الزمن، ومرت بمعاناة وعوائق أثناء عملها في مجال الإعلام بسبب نظرة البعض للفتاة الإعلامية أنها كسرت الحواجز وأصبحت شخصية جريئة ولكن من استمعوا لبرامجها الإذاعية استطاعوا تغيير تلك النظرة والفكرة عن الفتاة العاملة او المتعلمة، هكذا تقول .
وتعتقد الإعلامية “جميلة” أن المجتمع أصبح أكثر وعيا بأهلية المرأة واحقيتها في المشاركة في ميدان العمل لأنها لا تقل كفاءة عن أخيها الرجل.
المجال هنا لا يتسع لإحصاء جميع السيدات اللاتي تحدين الواقع المرير وأصبحن نساء رائدات وقدوة في المجتمع، وباتت تجاربهن محط إعجاب آلاف الفتيات ، وشكلن عزيمتهن سياج فولاذي حيال المجتمع وبتن رمزا للتفوق، وحققن نجاحات عجز عنها الرجال، وها هن يواصلن كفاحهن بثقة وإرادة لا مثيل لها، وهن بهذه الهمة يصنعن بريق الضوء للقادمات بوجل نظرات المجتمع الطائشة.