إب في ربيع النور المحمّدي .. أيقونة خضراء تشع جمالاً وروحانية

 

إب7برس Ibb7press

تقرير | نشوان النظاري – طاهر الزهيري

 

تتجلى نورانية الوهج المحمدي في ربيع إب الأخضر على هيئة مطر يزف للأرض ربيع النبوة وبشرى الخير وفصول الرحمة المهداة والإنسانية المفعمة بكل معاني الحب والخير والرحمة والإحسان والصدق والأمانة والإخلاص، فتزهر معه زوايا الأمكنة وظفاف القلوب. محافظة إب تتوشح الأخضر عنوان الفرح وصورة البهجة بهذه المناسبة الدينية العظيمة.

 

حيث ازدانت مبانيها وشوارعها وأسواقها وساحاتها ومآذنها بالأنوار المحمدية البديعة، واعتلت جبالها العبارات الضوئية المعبرة عن الابتهاج بذكرى المولد النبوي الشريف، وتزينت الشوارع الرئيسية والفرعية والأزقة باللوحات التي تحمل أجمل عبارات الترحيب بذكرى مولد سيد الكونين وخير من وطأت قدماه الأرض محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

ووسط أجواء مفعمة بالمحبة والتعظيم للنبي الخاتم والمبعوث رحمة للعالمين، وبزخم شعبي ورسمي منقطع النظير، شهدت مديريات محافظة إب منذ مطلع شهر صفر أجواء روحانية غامرة، مع انطلاق الفعاليات والأمسيات الاحتفالية الواسعة بذكرى المولد النبوي الشريف، التي تميزت هذا العام بزخم استثنائي تصاعد يوماً بعد آخر، ليرسم مشهداً جامعاً يجسد عمق الارتباط الشعبي بخاتم الأنبياء والمرسلين.

 

وفي الجانب الحكومي، يرتسم حضور المكاتب التنفيذية في عاصمة المحافظة والمديريات بملامح استثنائية، حيث تتحول فعالياتها إلى ساحات حاشدة بمشاركة واسعة من المواطنين، ليظهر المشهد لوحة إيمانية جامعة يتداخل فيها الرسمي بالشعبي، ويعكس حالة اصطفاف تُبرز عمق الانتماء والمحبة للنبي والحفاوة بهذه المناسبة.

 

هذا الامتداد الشعبي يجسد حالة من التلاحم المجتمعي حول ذكرى مولد رسول الله، باعتبارها محوراً روحياً وثقافياً في وجدان أبناء إب، ويبرز من خلاله ارتباطهم بتاريخهم الإيماني وهويتهم الدينية، في صورة تؤكد رسوخ المناسبة في الوعي الجمعي وحرصهم على إحيائها بما يليق بمكانة النبي الأعظم.

 

وتُحيي المرأة هذه الذكرى العظيمة في محافظة إب بتهيئة البيوت وتزيينها فتعبق الأرجاء بروائح العود، وماء الورد، والريحان، والقهوة اليمنية، وتُتلى سيرة المصطفى وتُنشد قصائد تمدح النبي الكريم، بلحن يمني أصيل، كما تُردد الصلاة على النبي وآله، في مجالس روحانية تغمر القلوب بالسكينة وتبعث الطمأنينة في النفوس، وتعكس بهجة الإيمان وجمال الانتماء.

 

وجابت مسيرة ضوئية مكونة من العشرات من السيارات المطلية باللون الأخضر والمكسية بالأضواء الخضراء، الطرق المؤدية إلى مدينة إب وعبرت شوارعها تعبيرا وإبتهاجا بهذه الذكرى الجليلة، فيما احتفت المناطق الريفية بهذه المناسبة بطريقة مختلفة، حيث قام الأهالي بتحضير أطباق تقليدية وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، تعبيرا عن المحبة والايثار الذي علمه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما غطت سماء مدينة إب الألعاب النارية عشية انطلاق الفعاليات المركزية.

 

وبحشود ملايينية هي الأكبر على الإطلاق خرج أبناء محافظة إب اليوم في المهرجان المحمدي الأكبر ليبهرون العالم قاطبة بمدى التفافهم وحبهم وانتمائهم لخاتم المرسلين، حيث تدفقت الحشود الجماهيرية المشاركة إلى ساحات الإحتفال بساحة الرسول في مدينة إب واستاد إب الرياضي للقطاع النسائي، وساحات مديريات يريم والعدين، في صورة عكست الروحانية التي يتحلى بها أبناء اليمن في حضرة خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي غير مجرى التاريخ وأضاء بنوره الكون ماحيا دياجير الظلام، ومحطما أغلال العبودية وأساطين الظلم والطغيان.

 

الإحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف في محافظة إب ليست مجرد طقوس احتفال، بل تجلٍ صادق لحب ضارب في الجذور، وتربية وجدانية تُعلّق القلوب بسيرة الرسول الأعظم وأخلاقه، وحضور أصيل يعبر عن الإيمان، والولاء، والبهجة بمولد الهادي البشير.