أبو حيدر العولقي ..من شخص بسيط إلى ظاهرة على منصات التواصل الاجتماعي
إب7برس Ibb7press
طاهر الزهيري
بدأ أبو حيدر العولقي رحلته من خلال عرض السيارات المستعملة عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، مستخدماً لغة عفوية قريبة من الناس، إلى جانب صور ومواصفات تفصيلية تعزز من مصداقيته.
ولكن سرعان ما تحولت هذه الصفحة إلى وجهة رئيسية لمئات الباحثين عن سيارات في اليمن، ليصبح اسمه علامة فارقة في السوق الرقمي المحلي .
أصبحت منشوراته تتفاعل عليها أعداد كبيرة، مستفيدة من شِعاره “خلو الناس تسوقم” ولقب “محبوط العمل”، ما منحها طابعاً شعبياً أصيلاً، ومكنه من وصول المليون متابع .
التحديات القانونية والاتهامات السوقية
مع تزايد شعبيته وتأثيره في السوق، تقدمت عدة معارض سيارات بشكوى إلى الغرفة التجارية الصناعية، متهمة العولقي بتدمير السوق عبر بيع السيارات بأسعار تقل عن الأسعار التقليدية بنسبة تفوق 50% .
لكن بعض معارض السيارات أكد عدم علاقته بالشكوى، مؤكداً أن اسمهم أدرج بدون علمهم أو موافقتهم، وأن الأمر يعد تزويراً يضر بسمعته المهنية، بينما نشرت وثائق شكاوى أخرى بمواقع التوصل وأتضح أنها مجرد تزوير وتصاميم وليست صحيحة وحقيقية.
ابتزاز إلكتروني وتهديد خصوصي
في تطور لافت، كشف أبو حيدر العولقي أنه تعرض لمحاولة ابتزاز إلكتروني باستخدام رقم هاتف سعودي. أوضح أن المخترق تمكن من استهداف جهازه الشخصي وسرقة صور عائلية، مهدداً بنشرها إن لم يستجب لمطالبه .
عبر العولقي عن ما يعيشه بشكل مؤثر قائلاً: “أمانة في رقابكم… ولدي حيدر في العناية المركزة، وولدي مقداد مصاب بالسرطان، وأبي المريض بالقلب، وأمي الكفيفة…”
بعد هذا، نشر منشوراً آخر مفاده “أكيد فهمتم قصدي… واجهك مطب يخرجني من الدنيا بكلهاء…” مما أثار قلق المتابعين، فيما ناشد الجهات الأمنية في اليمن والسعودية بالتدخل لحمايته وكشف هوية المبتز .
في بث مباشر، كشف العولقي أن التهديد لا يتعلق بمحاولة تصفية جسدية، بل اختراق رقمي يهدف لإسكات صوته، خاصة بعدما تم سحب الصور من بريده الإلكتروني وانتهاك خصوصية عائلته بكاملها .
الإعلام، التفاعل الجماهيري، والتحذير الرقمي
تعكس هذه القصة مزيداً من الخطورة التي تواجه الناشطين في ظل تصاعد جرائم الابتزاز الإلكتروني. فشخصيات مثل العولقي، التي تجذب جماهير واسعة وتتمتع بتمثيل شعبي واقتصادي، تصبح أهدافاً سهلة للقراصنة الذين يستغلون بياناتهم الشخصية.
المجتمع الرقمي تفاعل بشكل كبير مع الحادثة، مما يبرز وعياً متنامياً بخطورة هذه الظاهرة، والدعوة إلى حماية النشطاء إلكترونياً وتعزير السلامة الرقمية للجميع .
أبو حيدر العولقي نجح في تحويل تجربته البسيطة إلى منصة مؤثرة في السوق المحلي، بفضل أسلوبه العفوي ومصداقيته.
في محصلة الأمر، تبرز قصة أبو حيدر العولقي كدراسة حالة في التحديات الثنائية بين شهرة رقمية إيجابية، وتهديد إلكتروني قد يطال خصوصيات حياته.
من “محبوط العمل” إلى “محبوب العمل”
في تحول لافت، استطاع أبو حيدر العولقي تغيير الصورة السلبية التي لازمته لفترة، حيث عرفته الجماهير بلقب “محبوط العمل” عقب بعض المشاكل التي واجهها في محيط عمله. ورغم تلك التحديات، تمكن العولقي بذكاء من قلب الطاولة لصالحه.
ففي فيديو نشره على حساباته الرسمية، طرح العولقي سؤالاً مباشراً على متابعيه، قائلًا: “هل تريدون محبوط العمل أم محبوب العمل؟”.
هذه الخطوة تبرز ذكاء العولقي في استغلال شهرته، حيث يحوّل قراره المهني إلى تصويت شعبي، مما يجعله أكثر ارتباطًا بجمهوره الذي أصبح شريكًا في تحديد هويته الإعلامية القادمة.




























