الأديبة فاطمة أحمد العبادي في حوار خاص لـ«إب 7 برس»:

  • الخوف من نظرة المجتمع سبب تدني الكتابة النسوية، والكاتبات اليمنيات يلجأن للكتابة بأسماء وهمية

  • دعم الجهات الرسمية والمؤسسات الثقافية متواضع للغاية، والرواية الأكثر مبيعا في مكتبات إب
  • الكتابة تمثل أفكار الكاتب لا نفسه وشخصيته، والعزيمة والإصرار أساس كل نجاح

إب7برس Ibb7press
حوار| بغداد المرادي

احتفى الوسط الثقافي بمحافظة إب الأيام القليلة الماضية بحفل توقيع رواية ” لم أهبك كتاباً لتقرأه” للروائية والأدبية فاطمة أحمد العبادي، كأول إصدار سلط الضوء على العديد من القضايا الإجتماعية المسكوت عنها، والاكثر تأثيرا على الفرد والمجتمع، مثل التنشئة والانفصال، العنف والسلطة الأسرية، التعلق بالماضي، الانتحار والميتافيزقيا، والطبقية وعوالم أخرى وتداخلات متفرعة وغربية، في محاولة حثيثة منها لمعالجة الاختلالات وصنع واقع يتسم بقدر من الانسجام والتفاهم الذي يعزز التماسك الأسري ويفسح المجال للمؤسسات التعليمية في دعم وتشجيع المواهب.

الأديبة ” العبادي” أخصائية إجتماعية، خريجة بكالوريوس، علم الإجتماع والخدمة الإجتماعية – جامعة إب، تعمل في مجال العلاقات العامة لعدة منشآت طبية، بالإضافة إلى أنها تعمل في حقل التدريب والتأهيل لمهارات التسويق، واللغة الانجليزية، والتنمية البشرية.

«إب 7 برس» كانت السباقة في إجراء أول حوار مع الأديبة ” العبادي” عقب إصدار مولودها الادبي البكر، وقد كانت حصيلة اللقاء على النحو التالي:

 

#البدايات

◻️◼️منذ متى بدأت  تمارس هواية الكتابة؟ وماهي التحديات التي واجهتك أثناء ذلك؟

– بدأت الكتابة في العمر الحادي عشر، بدأت بكتابة القصص المصورة ثم الخواطر والنثر، ثم الشعر والقصص القصيرة، أما بخصوص التحديات فقد تمثلت بقلة الالتفات لهذا النوع من المواهب، وقد كان الاهتمام منصبا على الرسومات والمواهب الفنية والتشكيلة وحتى الرياضية، دون الالتفات للجانب الأدبي، فكانت الكتابة بالنسبة لي ممارسة ذاتية حتى أنه لا يعرف إلا القليل فقط بأنني أكتب أو أمارس هذه الهواية.

 

#ارهاصات الرواية

◻️◼️لم أهبك كتاباً لتقرأه، هذا ربما المولود الأدبي الأول لك، حديثنا عن تجربة كتابة أول رواية، وما هي ارهاصات الرواية؟

– المولود الأدبي بمجال الرواية وهي حقًا أول رواية كوني لم أمارسها حتى، فقد جاءت من باب الحاجة واستدعت لها الضرورة، وارهاصات الرواية، تمثلت في فكرتها الأساسية، حيث بدأت الشرارة الأولى لفكرة الرواية، بسبب أحداث واقعية وقضايا إجتماعية تؤثر على نفسية الفرد، ولكونها قصص متعددة فضلت أن تكتب كرواية واحدة. أما الدوافع فقد كان لتخصصي دور في غرس الغيرة على الانتهاكات الاجتماعية، وكيف تؤثر البيئة الإجتماعية على حياة الفرد ونفسيته، فكان هناك رسائل حول ذلك، وغيرها بما يتعلق بالسلطة الأسرية، والتعلق بالماضي، والتنشئة، والانتحار والميتافيزقيا، والطبقية، وغيرها، فيما شخصيات الرواية فكانت الشخصية الأساسية لفتاة تعلقت بالقراءة ومواجهة أسرتها لها بالقمع لتلك الرغبة، وكيف أثرت عليها سلبًا وجعلتها ضحية للعوامل النفسية وتدخل عوالم أخرى وكيف وقعت في مصيدة مع غفلة المجتمع، كذلك شخصيات دخيلة تمثل الطبقية وكيف كانت مجال لاستغلال المشاعر في ظل التخلي الأسري، هذه البذرة الأولى والأهم التي دفعت لكتابة الرواية.

مواضيع الرواية تمثلت بقضايا أسرية مثل: العنف والسلطة الأسرية، وكذلك الطفولة وكيف تؤثر على الفرد من خلال التنشئة والانفصال، وأيضًا العوالم الأخرى والتداخلات الغريبة.

 

# القمع يولد الإصرار

◻️◼️هل هناك موقف معين أو ما شابه، استفز قلمك ودعى وحيك للكتابة عنه على نحو عمل أدبي متكامل؟

ـ نعم! لربما الاستهزاء والسخرية الذي تلقيته في طفولتي وكذلك قمعي من ممارسة هذه الهواية جعلني ارسم هدف وسعيت للوصول إليه، كذلك إهمال الجانب هذا من قبل المدرسة كنت أرى نفسي بلا موهبة بسبب عدم الالتفات لهذا المجال، وحين طلبت من بعض معلماتي بقراءة ما سطره قلمي لقيت تشجيعًا ومدحًا، (استمري لديكِ ملكة الكتابة) فقط.

 

#إقبال وتشويق

◻️◼️كيف ترين واقع الكتابة الروائية في المحافظة؟ والوطن؟

– الرواية لها إقبال لدى مجتمعنا، خاصة أنها تجعل القارئ يستمتع ويتشوق للأحداث ويستوعبها، فالرسالة التي يمكن إيصالها إلى الجمهور يكون أسهل بالرواية بسبب تفضيل القارئ لهذا الفن الأدبي، وأخص بالذكر محافظتي، حيث كنت أتابع المكاتب الكبرى وأسألهم عن أكثر الكتب مبيعًا، كانت الإجابة غالبًا: الروايات.

 

#عقدة الخوف

◻️◼️كيف تقيمين مستوى الكتابة النسوية في بيئة محافظة إب؟ وهل لها تأثير كبير في جانب الحراك الثقافي اليمني؟

مستوى الكتابة أعتقد أنه ضعيف نوعًا ما، حيث أغلب التحديات مبنية على قلة الإصرار، والخوف من نظرة المجتمع لما سطره القلم أو أن تقييم الآخرين سيكون مركونًا على كتابات ونصوص لا تمت للكاتبة أي صلة، وهذه أفكار لها وجود فعلي في هذه البيئة، مما يجعل الكاتبة تلجأ لنشر كتاباتها بأسماء وهمية سواء على مجلات ورقية أو مواقع التواصل الاجتماعي، كذلك عدم معرفة الآلية الصحيحة لنشر وإصدار المؤلفات.

 

جانب الكتابة والتدوين جانب مهم في الحراك الثقافي في أي مجتمع والكاتبة لها دور حيث أنها تنقل الواقع الاجتماعي وأحداث الحاضر التي ستصبح لاحقًا تاريخ اجتماعي، كذلك نجاح الكاتبة يحفز من زيادة همم الكاتبات وتوسع جانب القراءة وكذلك الكتابة والإسهام في النهضة والتطوير الثقافي.

 

#إسهام متواضع

◻️◼️هل تسهم المؤسسات الأدبية أو الجهات الرسمية في دعم الأدباء والكتاب؟

لا يزال هذا الجانب ضعيف ونفتقر إليه، لكن هذا لا يعني انعدامه، فهناك من بدأ أو يحاول أن يضع رؤية وهناك دعم معنوي وتحفيز، لكن! للأسف كدعم حقيقي ومساعدة الكاتب في إصدار كتابه ونشره بشكل مباشر ما يزال ضعيفا جدا، حيث يستهلك هذا الأمر من الكاتب الكثير والكثير دون فائدة وقد يحبط من عدم الالتفات إليه ويترك هذا الهدف أو الحلم.

 

# هدوء وموسيقى

◻️◼️لكل كاتب طقوس وأوقات تمكنه من كتابة ما يجول في خاطره وتحرر افكاره بأسلوب ممتع شيق وجذاب، ترى ماهي الطقوس المتبعة لدى فاطمة العبادي اثناء الكتابة؟ وكيف توزاني بين حياتك الشخصية وبين الكتابة؟

– الهدوء، والموسيقى، وأن لا يكون هناك ضغوط نفسية أو تشتت أفكار. أما بالنسبة لكيفية التوازن بين حياتك الشخصية وبين الكتابة، فحياتي الشخصية ليس لها تداخل بالكتابة، فحين يكون هناك فكرة أو موضوع أو مسابقة أو شغف فهو لا يستهلك من وقتي وحياتي الشخصية شيء، كأن أكتب بدلًا من قضاء الوقت على الانترنت دون هدف.

 

#العزيمة والإصرار

◻️◼️ما نصيحتك للكاتبات اللائي يردن الانخراط في هذا المجال؟

لا تفكري أو تهابي نظرة المجتمع لكِ من خلال ما سطر قلمكِ، فالصورة التي رسمها الفنان لا تعني أنه رسم نفسه في كل مرة، لا تخافي بأن تنشري كي لا يرى المجتمع أنكِ عبارة عن تلك الصفحات، فالكتابة تمثل أفكار الشخص لا نفسه وشخصيته، وكذا العزيمة والإصرار أساس كل نجاح، فلا تتخلي عن حلمكِ.

 

#تحفيز

◻️◼️️كلمة تودين توجيهها عبر منصة «إب 7 برس»؟

شكرًا للمنصة على اهتمامها بالجانب الأدبي، ونقل رسالة الأدباء. شكرًا لكل من يفخر بالقلم ويؤمن بالعقل وما يبتكره، فلا تقلل من كلمة قد ترفع بها شخص محبط وتضيء له درب النجاح، لا تقلل من فعل أو دعم بها يرتفع العلم والثقافة وينتصر هذا السلاح في معارك الحياة التي أنهكتنا.