سيد الأيام
يوم الجمعة، سيد الأيام وأفضلها، ويحتل مكانة خاصة في قلوبنا، كونه يومًا مباركًا يحمل معه الكثير من الخيرات والبركات. إنه اليوم الذي تُقام فيه صلاة الجمعة، والذي نجتمع فيه بالمساجد لأداء الصلاة، ونلتقي مع بعض اجتماعيا وقبله روحياً، ونتذكر المعاني السامية وتعاليم اسلامنا، وانه ليوم يعزز تآلف القلوب ويجمعنا ويوحدنا.
ومن مظاهر فضل هذا اليوم أنّه قد خُص بساعة يستجاب فيها الدعاء، كما أن تلاوة سورة الكهف فيه تعود بالنور والهداية على قارئها خلال الأسبوع. علاوة على ذلك، يجلب يوم الجمعة شعورًا بالسكينة والراحة، فهو يوم يجتمع فيه المسلم مع ذاته وأهله، يجدد طاقته الروحية والنفسية ويعزز علاقته بالله وبمن حوله.
ومع هذا، نجد بعض الناس يعتبرون الجمعة يومًا سيئًا، يشعرون فيه بالكآبة أو القلق، وقد يكون هذا الشعور نابعًا من تجارب أو ظروف شخصية، أو ربما من عدم قدرتهم على استثمار يوم الجمعة بما يعود عليهم بالنفع. فالشخص الذي لا يتعمق في فهم فضل هذا اليوم، ولا يستغل بركاته، قد يرى فيه عكس حقيقته. من الممكن أن يكون عدم الاستمتاع بيوم الجمعة نتيجة التوتر المتراكم خلال الأسبوع أو بسبب عدم الاهتمام بالجوانب الروحانية والاجتماعية لهذا اليوم.
لعلّ أفضل طريقة لتغيير هذا الشعور تجاه الجمعة هي إعادة النظر في كيفية قضاء هذا اليوم؛ فبدلاً من الخوف أو القلق، يمكن تحويله ليكون يومًا مميزًا، يستثمر في الأعمال الصالحة، التواصل العائلي، الراحة النفسية، والتفكر. إنه دعوة لإعادة الشحن والاستمتاع بنعمة الراحة والسلام الروحي.
يوم الجمعة ليس مجرد عطلة أو يوم للكسل والنوم، بل هو فرصة عظيمة لمراجعة الذات، وللتواصل مع الله ومع من نحبهم، ولإدخال السعادة إلى قلوبنا وقلوب الآخرين.