شجرة “الحلقة” كنزا من كنوز الطبيعة في محافظة إب
إب7برس Ibb7press
نجوى عملاق
تحرص السيدة غانية عبدالله على جمع” أوراق الحلقة”، من الجبال وبعض المناطق المتوفرة فيها لما لها من فوائد عظيمة يلجأ لها كل سكان الريف.
ترمز شجرة الحلقة للتجدد، حيث تسقط أوراقها في الخريف، لتُعطي مكانها لأوراق جديدة في الربيع، في دورةٍ مُستمرة بين الحياة والموت، كما تتميز أوراقها بطعمها الحامض اللذيذ وفوائدها الصحية المتعددة.
“الحلص” هو الأسم الأوفر شهرة في اليمن لنبات “الغلف” ، أو “نجمة الرجل” أو “نبات الجراب”، وهناك مسميات شعبية أخرى متعددة، منها ( الحلقة ) في محافظة إب.
تشير غانية عبدالله لمنصة «إب7 برس ” إلى أهمية أوراق الحلقة، حيث تؤكد أن البسبب يعود لمذاقه الفاتح للشهية، بالإضافة إلى الفوائد الصحية المتعددة التي تمد الجسم بفيتامينات A و C و E، وكذلك الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم، حيث تُساعد هذه العناصر الغذائية في تعزيز المناعة، وتحسين صحة العظام، ودعم وظائف الجسم المختلفة.
* دروس طبيعية
وتؤكد أن شجرة الحَلَقَة، هي درسٌ من الطبيعة، تُعلمنا الصبر والمثابرة والتفاؤل، فهي تُذكرنا بعظمة الخالق وقدرته، وتُلهمنا للحفاظ على البيئة وحماية مقدرات الأرض.
يحرص كثير من المواطنين في المناطق الريفية بمحافظة إب على جمع أوراق الحلقة وغرس المزيد منها في حدائقهم وبيوتهم، فهي تعتبر كنزًا من كنوز الطبيعة، بكل ما تتمتع به من فوائد كثيرة منها، تقي من الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب، تُساعد في تحسين عملية الهضم، علاج الإمساك، وتخفيف أعراض القرحة المعدية ،تستخدم تقليديًا لتسكين آلام المفاصل والظهر، وتخفيف الصداع، تساعد في علاج الالتهابات المختلفة، مثل التهاب المفاصل والتهاب الحلق.
في حين تحرص غانية عبدالله على جمع أوراق الحلقة تقول أم سوسن(35عامًا) بزراعتها في بستان منزلها، وذلك لصعوبة الحصول عليها في أغلب فصول السنة، حيث تؤكد أن هذه الشجرة مباركة تُقدم للمجتمع فوائد جمة، ومن واجب الجميع الحفاظ عليها وزراعتها ونشر الوعي بأهميتها لِنعيش بانسجام مع الطبيعة ونستفيد من خيراتها.
* فوائد صحية وبيئية
يوجد لشجرة الحلقة فوائد بيئية واقتصادية عديدة، مقاومة للجفاف ممّا يجعلها خيارًا مثاليًا للزراعة في المناطق المُمطرة، تُساعد جذورها القوية على تثبيت التربة ومنع انجرافها، مُنّقية للهواء تُمتص ثاني أكسيد الكربون وتُطلق الأكسجين ممّا يُساعد في تحسين جودة الهواء.
بالإضافة إلى أنها تعد غذاء غني تُستخدم ثمارها وأوراقها كغذاء غني بالعناصر الغذائية، وتُؤكل طازجة أو مُخللة أو مُجففة، وكذا دواء تقليدي حيث تُستخدم لعلاج العديد من الأمراض، ممّا يُوفر بديلًا طبيعيًا لبعض الأدوية، وهي كذلك مأوى للحيوانات حيث توفر أوراقها وأغصانها مأوىً للعديد من الحيوانات الصغيرة، و منظر جميل تضفي جمالًا على المناظر الطبيعية، وتُستخدم في الزينة.
* الاستخدام
تستخدم أوراق الحلقة كطعام، حيث تُجفف الأوراق وتُطحن إلى مسحوق ناعم يُسمى الشُحْلَة يُستخدم هذا المسحوق في تحضير العديد من الأطباق اليمنية، مثل العصيد والمرق الحامض، كما يمكن إضافته إلى الحساء واليخنات.
* كيفية التحضير
يتم جمع الأوراق الطازجة الخضراء من الشجرة وتحضيرها على النار وتشكيلها على شكل دوائر”صُلع” وتجفيفها على الشمس حتى تجف تمامًا، ومن ثم تُطحن الدوائر”صُلع” المجففة إلى مسحوق ناعم باستخدام الهاون أو المطحنة الكهربائية أو “مدق”، ويُحفظ مسحوق الشُحْلَة في وعاء محكم الإغلاق في مكان بارد وجاف، وتنمو بشكلٍ طبيعي في سفوح الجبال والوديان وهي مصدر دخل جيد ومناسب ونحمد الله على هذه الهبة العظيمة.
* زراعة شجرة الحلقة
من المهم الإشارة إلى صعوبة زراعة شجرة الحلقة، إذ تتطلب ظروفًا خاصةً للنمو مثل التربة الرملية جيدة التصريف، وكمية كافية من أشعة الشمس،مما قد يُصعب زراعتها في بعض المناطق، وكذلك نموها بطيء، فهي تنمو ببطء، وقد يستغرق الأمر سنوات عديدة حتى تصل إلى حجمها الكامل، بالإضافة إلى أنها تنافس الأشجار الأخرى على الماء والمغذيات مما قد يؤثر على نموها بشكل عام.
* سلبيات هامة
من المهم الإشارة إلى أنه برغم تلك الفوائد الصحية لشجرة الحلقة، فإن جميع أجزاء شجرة الحَلَقَة سامة ما عدى الأوراق، وتناولها بكميات كبيرة قد يُسبب القيء والإسهال ومشاكل في الجهاز الهضمي، لذلك يجب توخي الحذر الشديد عند التعامل مع هذه الشجرة، وخاصةً الأطفال والحيوانات الأليفة.
وكذلك تُسبب الحساسية عند ملامسة أوراقها أو أزهارها الحساسية الجلدية لبعض الأشخاص،زوتظهر أعراض الحساسية على شكل حكة واحمرار وطفح جلدي.
لشجرة الحَلَقَة فؤائد كثيرة أكبر بكثير من سلبياتها، لكن يجب توخي الحذر عند التعامل معها ومراعاة احتياجاتها الخاصة للنمو.