شرفة |ريحانة المدائن

 
نشوان النظاري | رأي

 

إب في صيفها القرمزي النرجسي القشيب جنان معلقة على رمش الوطن المسجى بالوجع والحرب والشتات، مروجها الخضراء تتدلى من شرفة الكون كرسالة الأنبياء ووحي السماء ونفحة الفجر المتشح بالضوء والضياء، إنها قيثارة المدى وأيقونة البهجة وقلب الطبية النابض بالحياة.

شلالاتها الدافقة على إمتداد الغيم روح الأرض المقدسة وعرق السماء المفعمة بالغيمات الجذلى، حقولها المرصعة بالزنابق والمشاقر والشذاب والأزهار تجليات البوح الزهري الأخضر، إب سيدة الأبجدية وأميرة الماء، أنثى مبللة بعطر المطر، مخضبة بانسياب الجداول وانبجاسات التدفقات الناعمة من جوف الصخور الصماء.

إب ريحانة المدائن وشذى الفصول الأربعة وقديسة الجريان والتدفق العابر للأزمنة والمحيطات، هي نافذة العبور إلى ضفاف الأساطير والأحلام الوردية، إب مهوى القلب ومرتع الأمنيات الرقراقة. تمنحنا هذه الفيروزة على الدوام دواء لكافة ادواء اللحظة الوجودية الحرجة.

صباحات إب المفعمة بالدهشة والجمال، المحملة بانداء البزوغ الساحر ترفد المارة على استحياء جرعات الأمل، تعطي العابرين على وجل سكينة الكون وهدوء الصحراء. لياليها هواء عليل وفرح مخملي ناعم يتجول في الأزقة والردهات الدافئة، وفي الأحياء العتيقة. إنها إب ملهمة الغيم ومعشوقة المطر.