إب تموت
إب7برس Ibb7press
عمران هلال | رأي
من يرى حجم الاجتياح العمراني وهو يقتحم كل أركان هذه المدينة ويقضمها من أطرافها قطعة تلو الأخرى خصوصا خلال العقد الأخير من الألفية الثالثة ويغرقها تحت سطوة الخرسانة لتصبح كتلة خرسانية ميتة، ويخنق فيها ويحاصر كل متسع للخضرة وواحة للطبيعة يدرك حقا أن هذه المدينة تموت.
من يرى هذه المدينة وهي تكتظ بحركة مرورها، وتختنق بضيق شوارعها وتلتهم فيها الحياة العصرية كل مظاهر الطبيعة العذبة المعروفة عنها أنفا والمشهورة بها سابقا يدرك حقا أن المدينة تموت.
من يلاحظ حجم سوء التخطيط العمراني والاستحداث لكتلة الخرصان على حساب متسع الخضرة يدرك أن المدينة فعلا قد أصيبت بسرطان خبيث وكالطوفان يلتهم كل شيء أمامه بلا رحمه ولا بصر وتعقل.
من يرى تصحرها واقتطاع اشجارها والغطاء النباتي بفعل الزحف الحجري الجائر والتوسع العمراني العشوائي ومد الخطوط حتى صارت المدينة التي كانت صيفا وشتاء مكسيه بثوبها الأخضر الآن شبه عارية طوال العام يدرك هذا، من يلاحظ إختلاف هوائها عما كانت سابقا عليه وما عايشه فيها عمرا يعلم هذا.
من يتابع إنعدام منتزهاتها الطبيعية وشحتها وافتقار أهلها إليها يدرك هذا، من يشاهد حجم اتساخ شوارعها وتراكم مخلافات قمائم أهلها على الجبال والسهول والأودية، ويراقب شحة مواردها المائية ونضوب عيونها المائية المعروفة سييقن هذا، ويعلم أن المدينة على وشك التحول إلى قفر مخيف لولا رحمه الله بقليل من المطر يحاول انعاشها كل عام ولكن دون جدوى، فالمدينة حقا تسير إلى الإنهيار، فالوداع يا إب التي لم تعد كما كانت وسنفتقدها كثيرا..