تواصل فعاليات المعرض الفني الأول “حاملات الشريم” للفنانة إميليا الحميري بإب
إب7برس Ibb7press
نشوان النظاري
تتواصل لليوم الثاني على التوالي في محافظة إب فعليات المعرض الفني التشكيلي الأول “حاملات الشريم” للفنانة إميليا الحميري، الذي تنظمه الفنانة على مدى ثلاثة أيام في المركز الثقافي التابع لمكتب الثقافة بالمحافظة.
ويضم المعرض، الذي يعد أول معرض فني تشكيلي يتحدث عن قصص النساء في محافظة إب، على 14 لوحة كبيرة تترجم معاناة وتطلعات النساء في المحافظة وكافة المحافظات اليمنية، بالإضافة إلى 60 لوحة جانبية تتناول مواضيع إجتماعية مختلفة.
ويأتي المعرض، الذي أقيم بدعم ورعاية مطعم مستر سندوتش للوجبات الخفيفة، إيمانًا من الفنانة “الحميري” بأهمية المعارض الفنية في تعزيز الحراك الفني التشكيلي، ورفد الساحة الثقافية والأدبية حضورا يرتكز على المقومات الثقافية والحضارية التي تزخر بها اليمن، وتسليط الضوء على الموروث الفلكلوري لكافة مناطق محافظة إب وباقي المناطق اليمنية.
وتكمن خصوصية معرض “حاملات الشريم” في أنه يعكس بجدارة شمولية التجربة الفنية التشكيلية بالمحافظة، والتي تشكل جزءًا مهما من الحراك الثقافي الوطني، حيث استهدفت الفنانة سبع فئات نسوية تشكل النسيج العام للمرأة اليمنية، وأولى تلك الفئات المرأة النازحة التي خاضت تجربة النزوح وما خلفته الحرب من بؤس وتأثير على نفسيتها وحياتها إجمالا.
كما استهدفت المرأة التي لا يعترف بها المجتمع، مثل صاحبات البشرة السمراء، وما يتعرضن له من إقصاء مجتمعي، وكذا فئة الزواج الغير متكافئ، المعاناة الأزلية لأكثر من نصف المجتمع اليمني وتندرج تحته زواج القاصرات الزواج الإجباري، التفاوت التعليمي والادراكي بين الزوجين، وكيف تتحول المرأة حيال هذا الأمر إلى الضحية الوحيدة.
واستهدفت ضمن الفئات السبع، المرأة المربية وقد فقدت المعيل مثل زوجة المغترب والأرملة والمطلقة وقصص كفاحهن التي لا تنتهي، بالإضافة إلى فئة الجدات بكل ما تحمله هذه الفئة من قيم الحب والحكمة والأمان، وارتباطها الوثيق بالمعمار القديم، وكذلك فئة ذوات الهممم، وفئة المرأة المستقلة التي مهما حصل تظل شامخة، وهي إمرأة الشريم التي تثبت وجودها رغم التضييق المستمر عليها.
وخلال فعاليات المعرض، أكد الكاتب والناقد والفنان التشكيلي الأكاديمي الدكتور ياسر العنسي، أن تجربة الفنانة التشكيلية “إميليا” اتسمت بكونها تجربة عصامية، اعتمدت من خلالها على تطوير قدراتها المهارية، لافتاً إلى أن الحالة الإبداعية عند الفنانة لا تقتصر فحسب على ما هو صوري مادي دلالي بصياغتها للصورة الواقعية، بل تذهب عملية الإبداع لديها أبعد من ذلك، إلى استنطاق ما وراء الصورة وما وراء المرئي والحسي، فتغدو اللوحة لديها ذات دلالات إجتماعية وثقافية.
ونوه الدكتور العنسي، في محاضرة له خلال فعاليات المعرض، إلى أن المرأة اليمنية هي العنصر المهم والطاغي في أعمال الفنانة، ومرتكزا أساسيا وعنصرا حيويا ورئيسيا في فضاء تكوين الأعمال، فكانت المرأة بجميع حالاتها هي القضية التي أرادت الفنانة الإفصاح عن مكنونها، ويظهر ذلك جليا من خلال أغلب عناوين أعمالها.
من جهتها، أشارت الفنانة إميليا الحميري إلى إن هذا المعرض يعد الأول من نوعه في محافظة إب الذي يسلط الضوء على قصص النساء، والمشكلات الحقيقية التي تواجهها المرأة، مشيرة إلى أن الهدف منه لفت أنظار المجتمع لتلك المشكلات وأهمية معرفة حقوق وواجبات المرأة حتى نوجد مجتمع تنموي خلاق.
ولفتت الفنانة “إميليا” لـ«إب7 برس» إلى أن فكرة المعرض هي إسقاط مباشر للواقع، حيث اعتمدت خلال فترة الإعداد الذي استغرق سبعة أشهر، على إجراء المقابلات النسوية، تم من خلالها استجداء الإلهام وتعميق كثافة الشعور الآتي من تلك النساء اللاتي خضن تجارب معينة وتكوين فكرة من خلالها تترجم معاناة هذه المرأة في رموز بسيطة أو قوة ألوان أو ملامح وجه.
هذا وقد استخدمت الفنانة “الحميري” خامة الزيت في الرسم، بعد أن خاضت تجارب عديدة في أكثر من خامة وأكثر من أسلوب.
يذكر أن الفنانة إميليا محمد الحميري، فنانة تشكيلية من محافظة إب ترسم منذ 15عام على فترات متقطعة لكن بدايتها الفعلية والجادة في العام 2017م، ولها مشاركات في عدة معارض محلية ودولية، كان آخرها المعرض الدولي”للفن ضوء” الذي أقيم في دار الأوبرا في القاهرة بجمهورية مصر العربية.