نجيب الحميري
مر طاقم برنامجه المسابقاتي الرمضاني الترفيهي، باثنين أحدهما كان يغسل سيارة الآخر يدويا، في أحد شوارع مدينة المآذن، نطقت ملامح رغبته في فوز ذلك البائس، شرح لهما بعد التعارف، طريقة المسابقة، وتمنى لكل من : ( مملوك )، و( مالك العربي )، الفوز بجائزة الحلقة المقدرة بمليوني ريال،
بدأ المذيع بتوجيه أسئلته في الإستديو، مذكرا أن الإجابة الصحيحة الأسرع، هي المعتمدة تصاعديا :
السؤال الأول :
_ نسمع عن ( شهر العسل )، فما هو ؟ وهل عشته ؟
_ الشهر الأول من الزواج، وقد ذقته ثلاث مرات ، ولم أصل بعد للثلاثين من عمري.
_ شهر رمضان المبارك، وصائم منذ خمسة وأربعين عاما!
السؤال الثاني :
كم عدد الأيام التي نعيشها في العام الواحد ؟
_ ثلاث مئة وخمسة وستون يوما!
_ ثلاثون يوما.!
بدت على المذيع علامات التأثر، تقاطع شهيقه بزفرات المخرج والمصورين.
_ركز يا (مملوك)، ليس الوقت مناسبا لإجاباتك تلك !
_ هز رأسه ساخرا بعبارة :
( فاصل ثم نواصل)!
السؤال الثالث :
_ بم تفسر ازدحام المساجد في رمضان وخلوها في شوال ؟!
_ خوفا من الله ، فما قيمة صيام بلا صلاة.
_ لأن رب الشهور ليس بواحد ، إذ ماقيمة صلاة دون صلة!
السؤال الرابع :
لماذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام الدهر؟!
_ لما في ذلك من جهد ومشقة وتعب…
_ ليغفر لي ربي (أنا)، وكل بائس فقير.!
السؤال الخامس :
أكمل العبارة التالية:
تكثر مظاهر الخير في رمضان، ويتسابق الكثير على إفطار الصائمين لأن :……
_ الأجور فيه مضاعفة.
_ لأنه شهادة ميلاد جديدة، تكفر ذنوبهم عن عام سابق، وآخر لاحق، وهكذا كل عام.!
سمح المخرج بإضافة سؤال ترضية :
_ ماذا ستفعل بالمليوني ريال لو كنت أنت الفائز ؟
_ سأتزوج الرابعة
_ سأعيد ترميم وتأثيث الخيمة التي أسكنها وأسرتي !
اعتمد ( الكمبيوتر)،إجابة ( مالك)، وتسلم المليوني ريال، أنهى المذيع حلقته قائلا:
نبارك للأخ ( مالك)، فوزه بجائزة الحلقة، ونشكر شركة :
(العربي للإستيراد والتصدير)،
والتي قدمت جائزة الحلقة، على أمل اللقاء بالمشاهدين الكرام مع حلقة ألم أخرى!
منعت إدارة القناة عرض الحلقة، وبقي الإعلان طوال أيام شهر التوبة والغفران، عاد ( مملوك) بخرقه للشارع، يبحث عن سيارة أخرى، وقد عقد العزم على ألا ينسى أخذ أجرة سيارة غسلها قط!