سميرة البعداني لـ« إب7 برس »: المجتمع ذكوري يسعى فقط لتحقيق أهدافه، وحظيت بمجال عملي بمن لا يزال يشجع المرأة وينظر لها بفخر واعتزاز
إب7برس Ibb7press
لقاء | بغداد المرادي
” هناك من يرى أن إعاقته قتل لمستقبله ومواهبه، لكن على العكس تماماً، أرى الإعاقة من منظور إيجابي، كانت مشكله وتحديتها وسعيت لتخطيها، لإن الحياة دار بلاء ومحن وكل إنسان ولديه مشكلة”.
سميرة يحيى البعداني، تعمل في جامعة إب، مختص شؤون طلبة بمركز اللغات والترجمة منذ عام 2014، ومسؤول ثقافي لجمعية ” المعاقين حركياً”، وعضو لدى شركة عالمية، وتعمل أيضا في مجال التسويق والإعلانات، ولديها العديد من الدورات في كافة المجالات .
تعاني ” سميرة ” من إعاقة حركية، نتيجة لتعرضها لحمة شوكية منذ كان عمرها ثلاث سنوات، لكنها تخطت حاجز الإعاقة، وأكملت تعليمها حيث حصلت على البكالوريوس في اللغة العربية، دبلوم إدارة أعمال وسكرتاريا ولغة إنجليزية إضافة إلى العديد من الدورات في كافة المجالات،
وتفتتح الأستاذة سميرة لقاءها بالحديث حول الصعوبات التي تواجهها كامرأة عاملة وأنثى طموحة، ” لا يخلو نجاح بلا صعوبات خصوصا وأنك تمتلك هدفاً في الحياة سواءً أنك بوجود إعاقة أو بدونها، لكن بالطبع الإعاقة ضاعفت جهودي، لكنها لم تكن عائقا، بل كانت بمثابة حافز تحديت كل من يقف في وجهي”.
وتضيف:” كنت بطبيعة نفسي أرفض السلبية، وبالمشقة يحلو طعم النجاح، ولا ننسى أن طبيعة حال الريف والعادات والتقاليد صعبة، حيث تمنع المرأة السليمة من إكمال دراستها فكيف بالمعاقة أضافة إلى الطرق الوعرة والغير معبدة وبعد المسافة للمدرسة التي درست فيها، لكني مضيت حتى النهاية”.
وتشرح أبرز مرحلة مرت في حياتها حيث تقول:” إن أبرز وأهم مرحلة في حياتي، بل شكلت لي منعطف كبير في مشواري التعليمي والاجتماعي، تحرري من الكرسي المتحرك ، وذلك عندما كنت في المستوى الأول في الجامعة، لأصبح حره طليقة لحركتي و لأقهر بذلك المستحيل، بعد ذلك سرت في مسيرة دراستي بعزم وإرادة لا تقهر، حيث حظيت بالتشجيع الكبير من الأسرة ومدرسين ودكاترة سواء، عندما كنت طالبة بالمدرسة أو في مرحلة الجامعة، كان الجميع يشيدون بي، ويشيرون ألي باعتزاز، وقد كرمتُ مرات عدة.
وتكمل، أما عن عملي لم أجد أي صعوبة، على العكس تماماً، ما أجمل أنك ترى نفسك وترى صنع حلمك، وبعد كل هذه التعثرات والصعوبات تقف شامخاً وتعمل بفخر واعتزاز بنفسك، بعد كل هذا الشتات ربما في السابق معانتي كانت بالمواصلات وبفضل الله تلاشت معاناتي لكسر الحاجز والمستحيل وهو قيادة سيارة بنفسي وبذلك اختفت كل معاناتي، فمن يدثر أحلامه من الخوف يصبح واقعه مخنوقاً بفشل لا ينتهي فهناك من يعمل ويفشل لمرات عديده لكنه يستمر حتى يحقق أحلامه ويقف بكل ثقه، عندها يشعر بلذة الانتصار على ضعف قدراته.
وعن نظرة المجتمع للمرأة تتحدث البعداني “من وجهة نظري واحتكاكي الكبير بالمجتمع ومن واقع ما نسمعه ونشهده للبعض، فلا يزال المجتمع ينظر للمرأة نظرة قاصرة، كربة بيت فقط، وليس لها لا حلم ولا هدف تحققه في حياتها، مجتمع ذكوري يحقق فقط أهدافه، أما المرأة ليس لها حق لتكون سنداً لا عبئاً بإكمال تعليمها وممارسة حقها في العمل ككيان له الحق وأولوية في التعليم والعمل مساوة بأخيها الرجل”.
وتستطرد، لكني في مجال عملي حظيت بمن لا يزال يشجع المرأة وينظر لها بفخر واعتزاز كل من قابلتهم، مجال عملي ترك بصمة جميله بحياتي.
وتستكمل حديثها، ” هناك من يرى أن إعاقته قتل لمستقبله ومواهبه، لكن على العكس تماماً، أرى الإعاقة من منظور إيجابي، كانت مشكله وتحديتها وسعيت لتخطيها، لإن الحياة دار بلاء ومحن وكل إنسان ولديه مشكلة، وقد قال الله تعالى { لقد خلقنا الإنسان في كبد }، فكرم الله رسله بالابتلاءات ليكونوا أمة وقدوة للناس أجمعين ، فمن يرتضي بما كتبه الله له عوضه من حيث لا يحتسب.
تأملاتي وطموحاتي لن تقف عند هذه المحطة التي وصلت لها، بل اطمح بأن أكمل دراسة الماجستير والدكتوراه.
وتوجه رسالة المرأة في محافظة إب “كوني نموذجا يتعلم منك الآخرين ويمشون حذوك، فلم تعد المرأة نصف المجتمع، فقد أصبحت كل المجتمع، حاربي من أجل طموحاتك بأن تكملي تعليمك أولا، لأن العلم سلاح المرأة وإن جارت عليها الحياة والزمن تعرفين متى وأين ستصنعين من علمك وحلمك لتتحري من باب الخذلان والانكسار إلى باب العز والفخر بنفسك دون اللجوء لمساعدة الأخرين، وحققي أهدافك لا مزيد من الأعذار “.
وتوضح أهمية المرأة بالمجتمع، ومعنى الحرية وكيف تتجاوز المرأة الإعاقة وتحقق ذاتها قائلة:” المرأة أساس المجتمع، لأنها كل شيء فلا تسمحي بحرمانك من أبسط حقوقك، فأنتِ المدرسة التي تتكون فيها شخصية الإنسان، والمجتمع الذي يسقط هذا الحق لا يمكنه أن ينتظر من أفراده خدمة أو نظراً سديداً فحرية المرأة في اختيار أبسط حقوقها في العلم والعمل، وليست تلك الحرية المغلوطة والخروج عن المألوف، حريتها يعني حرية الاختيار والتفكير الإيجابي بما يخدم نفسها ومجتمعها كإنسانة لها كينونة إثبات ذاتها وثقتها بنفسها أنها إنسانه قادره في هذه الحياة، كذلك الإعاقة ليست عيبا لتكون بين ظلمة أربعة حيطان قد ربما تجد بعض الأسر غير واعية وتجعل من هذا المعاق لاشي عاله بإهمالهم له والعكس تجد معاقا يتنمر على نفسه ومجتمعة وهذا خطأ فادح”.
وتختتم بالقول : أفرضوا تواجدكم ولا تجعلوا كل انكسار وخذلان في حياتكم أشياء سلبية في طريقك، وإنما حولها من نقاط ضعف إلى نقاط قوة وإيجابية، عندها فقط سترى بنفسك ما يميزك وما تمتلكه عن غيرك بشجاعة وتحدي، قد ربما تكون أنت نموذجاً وشمعة في طريق غيرك، وقد تفتح نوافذ الأمل لمعاق حبيس الجدران، قد تحرره من قيود متزمتة، وقد تكون بمثابة رساله وعي وثقافة لبعض الأسر قد تكون كذلك حروفي هذه رسالة لك ولكِ لا شيء مستحيل ما دمت تؤمن بنفسك وثقتك ورضاك لما كتبه الله لك، ليس محنه إنما منحه من الله وبشر الصابرين.