#افياء_الجمعة

أثار واندثار
إب 7 برس Ibb7press

تكتبها هذه الجمعة: سمية سحلول

 

ما إن نتحدث عن إب القديمة إلا ويخطر على بال القارئ تراثها القديم ومبانيها الطينة القديمة وجوامعها الأثرية ومساجدها العريقة وتفاصيل أنيقة مذهلة.

تتعرض مباني مدينة إب القديمة بما تحويه من معالم أثرية وتراث قديم لموجه من العبث والتدمير الارعن، يتمثل ذلك بالحداثة التي شوهت بعض معالمها القديمة وقضت على طابعها الأثري والتاريخي.

تم إنقاذ أبوابها الخمسة من الاندثار وترميمها بالحجر المعتق وهي باب سنبل، باب الجديد، باب الكبير، باب النصر، باب الراكزة لتعود هوية مدينة إب من أبوابها المعروفة قديماً تقاوم ما جرفته الأيام.

رممت الأبواب، ودمرت بيوت الله، الوجع الكبير الذي يؤلم ساكني هذه المدينة وهم يرون أقدم جامع أثري تتهاوى مئذنته، وتمحى معالمه، نظير للإهمال الذي طاله، المسجد العمري أو ما يسمى بالجامع الكبير والذي يتوسط مدينة إب القديمة وله مكانة خاصة في قلوب أبناء المحافظة بكاملها، ناهيك عن كونه تاريخ وإرث فكري وثقافي.

لم يتجاوز العبث هنا فحسب، فقد طالت أيادي البطش مساجد أخرى متواجدة في حارات المدينة القديمة والمعلامات او ما تعرف بـ (الكتاتيب)، لقد أتخذوها مساكن لهم دون مراعاة لحرمات بيوت الله، والتي كان آخرها أخرها مسجد العقيم أو ما تعرف بمعلامة (السنه عمر) أخر معلم من معالم مدينة إب القديمة.

لقد تجاوز الأمر مداه، وبلغ فيه من الفجور ما يجعلنا نصرخ في وجه كل من يهمه الأمر لا سيما وأن تلك الكتاتيب والملحقات تتعرض حالياً للعبث والبناء عليها دون أي خوف من أحد، رغم المناشدات التي أطلقها سكان المدينة لإنقاذ المسجد من المعتدين عليه، والذين يعيثون فيه الفساد.

تكتمل الصورة الشائهة عندما نتحدث عن سوق إب القديم، والذي لم ينُظر إليه بعين الاعتبار لتجد معظم الدكاكين قد طمرها التراب، والأخر مغلق لا فائدة منه، ولم يتبق سوى القليل والتي لا يزال أصحابها يمارسون أعمالهم القديمة كبيع الشاي والمأكولات الشعبية، بعدما كان يكتظ بالباعة والمرتادين من جميع مناطق إب وخارجها.

كل شيء يطاله العبث، تاريخنا ينهشه الإهمال، فعن أي شيء سنتحدث وكل ما تبقى لإب القديمة من تراث وتاريخ ومعالم يندثر دونما أي اهتمام أو تصدي لهذه الكوارث التي تصيب خاصرة المحافظة في مقتل.