#بوح_اليَاسّمين

سيدات مكافحات

إب 7 برس Ibb7press
بغداد المرادي | رأي

تصعد عشرات المرات، فالنقل مئات المرات لتنظيف ستة طوابق وما يزيد عليها، تعمل بشغف وجد لنيل لقمة عيش  وافرة كريمة لأربع فتيات بعمر الزهور وابن خامس، في ربيعه الثالث، تؤثر على نفسها الراحة والطعام دون بناتها وطفلها.

هي امرأة تعمل ” فرّاشة ” في إحدى المؤسسات التعليمية بمحافظة إب، تعمل ليل نهار، لا تكل ولا تتعب، تحقق ذاتها وتغطي نفقة أسرتها بكل عزة وشرف.

سيدة أخرى، كبيرة في السن أو صغيرة أو متوسطة، حرمت من أبسط حق لها، وهو العيش بهدوء في ظل رجل يمنع عنها ضيم الحياة، لكنها فقدت ذلك الظل.

ومكافحة أخرى لا تخلد للنوم قبل أن تعمل وجبة “الباجيا” لتبيعها للأطفال صباحا وقت استراحتهم الصباحية، حيث تعمل بكل ما أوتيت من طاقة، فراتبها الشهري لا يأتي إلا في نهاية الشهر،-وقد بلغت من التعب وهضم حقها، وخصمياته المتراكمة وعدم السماح لها بغياب الايام الظرفية التي تكون فيها في أشدّ وأحلك الظروف حتى تأتي ببديلة لها-ما الله به عليم.

امرأة اخرى إذا ما عادت للمنزل بعد عناء يوم حافل بالعمل والجد والنشاط تعمل عصراً في بيع الملابس من منزل لمنزل لكسب بعض المال التي تقتات به واطفالها، وفي الاسواق تبيع منتجاتها من زباد واشكال من الحرير التي تعزفها بيدها.

لا تعيش الكثيرات ممن امتهن بعض المهن كمهنة الفرّاشة على انتظار الراتب المحصول والمتعوب عليه من المدرسة أو أي مرفق آخر يعملن به، بل أنهن يواصلن كفاحهن ولا تكاد تجد للراحة لهن وقتا، مبديات استعدادهن للكثير من التضحيات في سبيل أن يعشن وصغارها بكرامة، بعيدا عن تسول الناس، ودق أبواب المعونات المتأخرة عنهن لأعوام كثيرة.