التحرش في المدارس
إب7برس Ibb7press
أسرار الدحان
التحرش هو مُضايقة، أو فعل غير مرحب به من النوع النفسي أو الجنسي أو اللفظي أو الجسدي، ويتضمن مجموعة من الأفعال أو من الانتهاكات البسيطة إلى المضايقات الجادة التي من الممكن أن تتضمن التلفظ بتلميحات مسيئة من منطلقات عدة.
وقد انتشرت ظاهرة التحرش في الآونة الأخيرة بشكل كبير ومتكرر بالمدارس( الحكومية ، والاهلية ) ، ويرجع ذلك الكثير من الأخصائيين النفسيين لعدد من الأسباب منها الإنترنت وما تنتشر فيه من محتويات هابطه تهدم القيم المجتمعية، ضعف متابعة الوالدين وبعدهم عن أبنائهم وخاصة في سن المراهقة، الابتذال بالقول أو الفعل من قبل الكبار أمام الأطفال مما يجعلهم عرضة للتصرفات السلبية المبتذلة، ومشاهدة الأفلام الخادشة بمشاركة الأطفال و التي لا تتناسب مع أعمارهم و أفكارهم.
تحدثت إحدى الأمهات عن هذه الظاهرة لـ « إب7برس»، قائلة:” لاحظت في الآونة الأخيرة أن طفلي البالغ من العمر 11 عاما، لم يعد كسابق عهده، فهو لا يلعب ولا يختلط بالأطفال ولم يعد اجتماعيا إطلاقاً، وأصبح ذو طبيعة عصبية جداً، كما أنه أصبح كثير البكاء”.
وتضيف، شعرت بالقلق كثيراً وأنا أراقب تصرفاته الأخيرة وبعد متابعة مستمرة مني ومحاولات حثيثة للتحدث معه وعن حاله، بدأ يخبرني بأنه يتعرض للتحرش الجنسي بالمدرسة من قبل طلاب المراحل المتقدمة.
التنمر عند الأطفال هو أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل أخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة، وقد يأخذ التنمر أشكالًا متعددة كنشر الإشاعات، أو التهديد، أو مهاجمة الطفل المُتنمَّر عليه بدنيًا أو لفظيًا، أو عزل طفلٍ ما بقصد الإيذاء أو حركات وأفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ من قبل البعض مما يجعلهم تصرفاتهم سيئة وعنادية.
يتحدث أحد طلاب المرحلة الثانوية قائلا:” التحرش اللفظي ثم الجنسي أصبح ظاهرة منتشرة وبقوة بين الطلاب، وأصبح الكثير منهم لا يهتم لا بتعاليم دين أو قيم مجتمع كما أن الألفاظ البذيئة والخادشة للحياء أصبحت من علامات الرجولة والدهاء والقوة”.
تؤكد الاستاذة تيسير درهم، هي أخصائية اجتماعية في إحدى مدارس البنات، بأنها تلاحظ هذه الظاهرة حتى بين الفتيات وبأن الكثير من الحالات التي تحدث يتم التستر عليها واستدعاء أولياء الأمور واستبعاد الطالبة من المدرسة إن تكررت الشكاوي ضدها.
وتنوه إلى أن أكثر الطالبات المتحرشات تعرضن لضغط نفسي من قبل الأهل مثل أن تكون الأم مطلقة وبعيدة عن أبنائها الذين يعيشون حياة غير مستقرة ويتنقلون من منزل إلى آخر للعناية بهم وقد يتعرضون للتحرش من الأهل أنفسهم وخاصة من قبل الأقارب الشباب، أو أن الأمهات أنفسهن ذو طبيعة مبتذلة وفاسدة.
وتكمل، أو إما أن الأمهات يتعرضن للضرب والسب والإهانة بالألفاظ البذيئة والتحرش أمام الأطفال من قبل الأب.
وتشير إلى أن هذه الأسباب بالإضافة إلى أسباب أخرى قد لا تحضرها تجعل الطفل (ذكراً كان – أم أنثى) يمر بضغط نفسي مما يجعله يتصرف تصرفات خاطئة أو قد يصل به الأمر إلى التحرش بزملائه أو أقرانه سواءً كانوا في مثل عمره أو أصغر منه.
من جهتها تضيف زهرة محمد، إخصائية تربوية ونفسية، أن نسب شكاوي التحرش أصبحت في الفترة الأخيرة مرتفعة جداً، مما يحتم على القائمين بالمؤسسات التربوية بضرورة نشر الوعي، والوقوف بجدية أمام مثل هذه القضايا الشائكة التي تتخفى تحت عباءة العيب والشرف
بينما هي تنخر في النسيج المجتمعي وتنمو بشكل مخيف ومتزايد، حتى أصبح الأمر يتعدى التحرش بين الطلاب أنفسهم إلى تحرش بعض المدرسين والمدراء عديمي الضمير والأخلاق بالطلاب الصغار أو الشبان، وقد تم رصد بعضاً من هذه الحالات مع الأسف، رغم قلتها، لكنها موجودة.
التحرش كلمة مرعبة تنتهي بأصحابها إلى بيئة الجريمة وإلى التدني الأخلاقي، وتجعل من الذين يتعرضون لها أشخاص ذو طبيعة عدوانية أو أشخاص مكتئبين نفسياً لا يستطيعون بناء المجتمع أو التقدم في حياتهم أو الإنجاز
لذلك لابد من نشر الوعي المجتمعي، بداية بالأسرة، ثم بالطلاب والطالبات على حدٍ سواء، بمساندة المؤسسات التربوية والجهات ذات العلاقة بالطفل، حتى نستطيع أن ننتج مجتمع خالي من الجريمة والعنف بأنواعه.