رسالة إلى قارورة مكسورة

إب7برس Ibb7press
أميمة راجح | رأي

أخبروهن جميعا، كلكن قوارير وهذه الرسالة للمكسورة فيكن دون غيرها،،

رسالة إلى قارورة مكسورة:

بعد التحية التي تليق بقلبك الجميل اسمحي لي أن أطلب منك طلبا صغيرا، “اخلعيه من المحكمة”، نعم زوجك الغبي أقصد – عديم الرجولة – رغما عن قلبك الساذج وحبك غير المثمر، وعن القبيلة المكسورة جنبيتها، والعادات القاتلة، وألسنة النساء رائدات النميمة في قريتكم، ورغما – يا صديقتي المغلوبة- عن هذا الوطن المخمور حتى في ليلة زفافه.

قارورتي لا تحزني، لا تسمحي لهذه الرسالة الفضة أن تزهق دموعك، أن تغتال صفاء ذهنك قبل قراءتها، أن تغتال الحقيقة المرة الماثلة أمامك، لا تجعليها هي أيضا انكسار آخر، فحياتك منذ دخلها السخيف المدعو زوجك لا يحدث فيها إلا انكسارا يتلوه آخر، كما لو كان مطرقة ودخل بيت من زجاج.

قارورة؛ أرى زوايا جراحك الحادة في أتم الاستعداد للثأر، أرى بوضوح شغف الثأر المتباهي أعلى النهايات المدببة، وليكن لتثأري لإنسانيتك، لأنوثتك، لخيالك الذي أستأثر بحقول النرجس لطيفه كل أيام صباك الأولى، لعذرية قلبك المشتهي للحب منذ أول قبلة بينكما، للغربة التي تمزق عينيك كل ممزق، لزوجته الأولى التي كرهتك قبل معرفتك ولازالت تكرهك بسبب غباء زوجك منقطع النظير.

صديقتي التي أشعلت دموعها الحرائق بصدري منذ زمن، صديقتي التي طلبت مني منذ وقت طويل أن أكتب قصتها اللامعقولة وأبيت وتهربت وجبنت، وخذلتها مرة تلو الأخرى لأن الكتابة عن أشباه الرجال أمر مقرف كذكر المراحيض على مأدبة العشاء!

ها أنا ذا لم أستمر صامتة، خرج الوضع عن السيطرة وصار لا بد بعد عامين من الاختطاف والاغتصاب تحت عباءة الزواج أن يعود الحق لأهله، أن ترجع الزهرة لحقلها، أن يعطى صاحب كل حق حقه، أن تخلعي هذا الذي اسمه زوجك كما تخلع امرأة حذاء ممزق ذا كعب عالي مظهره يوحي بفائدته والحقيقية أنه مجرد وهم يسبب التواء الكاحل وأضرارا بالغة بالعمود الفقري لا يليق حتى بقتل الصراصير.

قارورتي القوية، قوية حقا لم تتهشم بعد رغم كل ما مر بها، نقية كالعادة ومحبة كما يجب أن تكون أنثى مكتملة علما وخلقا وجمالا ولطفا وصدقا…

هذه الرسالة لا تخضع للمسائلة القانونية، ليست تحريضا أو إيقاعا بين زوجين، هي ببساطة الرصاصة الأخيرة التي سوف تحطم آخر قيود العبودية في القرن الأكثر تطورا، فليكن ما يجب أن يكون، حنجرتي يا عزيزة بانتظار الإشارة.