تقرير صحفي معمق يكشف أن أول من أدخل بذرور الافوكادو وزرعها في اليمن قبل 36 عام أكاديمي من إب

إب7برس Ibb7press

كشف تقرير صحفي معمق أن أول من أدخل بذرور الافوكادو في اليمن وقام بزراعتها قبل 36 عام أكاديمي من محافظة إب.

وذكر التقرير أن الباحث الأكاديمي الدكتور أحمد اليماني، وهو الأستاذ المساعد في الإرشاد الزراعي في كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة إب، قام في منتصف الثمانينات بزراعة 3 بذور من فاكهة الافوكادو التي جلبها، وتحديداً قام بغرس بذور من صنف Lula (الذي يزرع في شمال المكسيك). وكان الدكتور اليماني قد غرس تلك البذور آنذاك في مزرعة المعهد الزراعي في إب، والتي تحولت لمزرعة كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة إب.

ويفيد التقرير الذي نشره موقع ” حلم اخضر ” واعدته الزميلة “سماح الجعراني”، أن الدكتور اليماني قام بإدخال بذور الافوكادو إلى اليمن قبل 36 سنة، حيث كان عائداً من الولايات المتحدة الامريكية إلى اليمن، بعد أن أنهى دراسة الماجستير في جامعة نيومكسيكو، وأثناء عودته جلبَ معه عدداً من بذور الافوكادو، وتحديداً من النوع الذي يزرع في أمريكا اللاتينية.

ويشير التقرير إلى أن فكرة الدكتور اليماني، في زراعة بذور الافوكادو بالمعهد، لغرض البحث بشكل رسمي، بقدر ما كان الأمر شغفاً منه في التجربة وحب المعرفة حول ما إذا كانت ستنمو الافوكادو في بيئة إب. لكن النتيجة كانت مدهشة ولافتة للعيان.

وعقب عودته لليمن، عُين اليماني أستاذاً في المعهد الزراعي الذي تأسس في العام 1979م في محافظة إب وسط اليمن، بدعم من الوكالة الامريكية للتنمية. كان اليماني من أوائل المدرسين بالمعهد الزراعي. وفي العام 1989 تم تعيين اليماني وكيلاً للمعهد الزراعي الذي تحول فيما بعد لكلية للزراعة. ونظراً لنشره أبحاث علمية عديدة حصل اليماني على درجة الدكتوراه في العام 2010 بقرار من مجلس جامعة إب.

تقول الباحثة الزراعية في كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة اب، إيمان أحمد اليماني: «نجحت تلك البذور في الانبات، ووجدت أشجار الافوكادو البيئة المناسبة. وحققت نمواً قوياً وسريعاً ومثيراً للاهتمام، وعندما أزهرت الأشجار واثمرت فاكهة الافوكادو لم تستساغ وكانت ترمى لأنها لم تكن معروفة في اليمن».

وتضيف ايمان: «بعد ذلك، تعرضت أشجار الافوكادو للاقتلاع، والعبث من قبل البعض. ورغم كل ذلك أبدت الأشجار مقاومة كبيرة، وقد اثار ذلك الامر اهتمام القائمين على زراعتها، حيث تمت متابعة نموها ومحاولة زراعتها بالعقل ولم تنجح».

تؤكد الباحثة الزراعية إيمان، وهي ابنة الدكتور اليماني، أن والدها، كرر تجربة زراعة الافوكادو مرة أخرى قبل 26 سنة، وقام بزراعة بذور الافوكادو في حديقة منزله في مدينة إب. وكانت البذور من الأشجار التي زرعها في مزرعة الكلية (المعهد الزراعي سابقاً) في العام 1985.

وقالت إيمان : «في العام 1996، زرع الدكتور اليماني البذور في حديقة منزله. ومن هنا بدء الاهتمام التجريبي والبحثي على هذه الشجرة، وبعد مرور أربع سنوات على زراعتها، بدأ الإنتاج من 3 أشجار، أعطت كل شجرة ثمار مختلفة في الحجم واللون. غير أن كل الثمار كانت تشترك في الرائحة التي تشبه رائحة الينسون».

وأضافت: «قام الدكتور اليماني بإكثار النبات وتعريف المزارعين على هذه الشجرة محاولاً نشر زراعتها ونشر ثقافة فاكهة الافوكادو».

في 17 يوليو/تموز العام 2010، حصلت الباحثة ايمان اليماني، على جائزة رئيس الجمهورية للشباب للعلوم التطبيقية على مستوى محافظة إب عن بحثها المقدم بعنوان: «ادخال زراعة الافوكادو الى اليمن».

كان هذا البحث عبارة عن فكرة ادخال الافوكادو الى اليمن ومحافظة إب تحديداً، لما لثمارها من أهمية متعددة الفوائد الغذائية والصحية والجمالية والاقتصادية.

وقد قدمت الباحثة إيمان في بحثها، تجارب لإمكانية زراعة الافوكادو في اليمن بما يعود بالفائدة للمزارعين وللمجتمع عامة. وتوصلت من خلال بحثها الى تحديد أهم المناطق التي تناسب البيئة اليمنية، والمتطلبات البيئية اللازمة لزراعتها والوصول الى الجيل الثاني من الافوكادو صنف Lula المكسيكي.

ولفتت الباحثة إيمان: «من هنا قام الدكتور اليماني على انتاج شتلات الافوكادو من مشتل مزرعة المنزل من الثمار المنتجة الناضجة، وعمل على زراعة بعضها في حديقة المنزل، والبعض الاخر قام بتوزيعه على حدائق جيرانه، وأرسل عدة شتلات لبعض المحافظات لتجريب زراعتها، وقد نمت بشكل ممتاز وتأقلمت مع البيئة التي زرعت فيها، أزهرت شجرة الافوكادو باليمن واثمرت في عمر 3 الى 4 سنوات، بينما في دول أخرى مثل لبنان وفلسطين تزهر وتثمر أشجار الافوكادو حين تصل عمر 5 سنوات».

«اليوم، ينتج الدكتور أحمد اليماني من مزرعة حديقة منزله قرابة 50 كيلو في السنة الواحدة، من 30 شجرة أفوكادو مختلفة الاعمار في مساحة أرض تبلغ 3 قصب. وينتج من الشتلات لمن يرغب في زراعة هذه الأشجار سوآءا كانت زراعتها في المنازل او المزارع الخاصة». قالت إيمان.

وفي تاريخ 28 فبراير/ شباط 2020، أعلن الدكتور أحمد اليماني، ولأول مرة في اليمن نجاحه في انتاج العسل من زهرة الافوكادو.

وقال الدكتور اليماني : «لأول مرة في اليمن استطعنا انتاج العسل من زهرة الأفوكادو. وما يميز العسل المنتج من زهرة الافوكادو هو لونه الداكن ومذاقة المختلف عن أنواع العسل الأخرى. والإنتاج مازال شخصي وتحت التجربة».

ووفقاً لليماني، تنمو الافوكادو في التربة العميقة جيدة الصرف والمشمسة، ولا تناسبها التربة العميقة الغدقة، والأشجار لا تتحمل جفاف التربة بل يناسبها التربة الخصبة ذات الرطوبة الجيدة.

كما تنجح زراعتها في الترب الرملية الطينية، قد تصل مسافة الأشجار الى 12×15 متر وتقل المسافات في الأراضي الفقيرة والاصناف الضعيفة تصل الى 4.5×6 متر.

طبقاً للدكتور احمد اليماني، نجحت تجربة زراعة أشجار الافوكادو في بعض المحافظات اليمنية، وإن كانت بكميات محدودة.

واوضح الدكتور اليماني أن من أبرز تلك المناطق التي نجحت فيها زراعة الافوكادو هي ريف محافظة إب، ومناطق في عتمة، وأجزاء من محافظة ذمار، والعاصمة صنعاء، وفي صعدة شمال البلاد. وبعض المناطق المشابهة لها التي لا تتعدى درجة الحرارة فيها عن 40 درجة مئوية.

“لكن زراعة الافوكادو لم تنجح في مناطق الحديدة، ومناطق محافظة تعز، ومناطق أخرى، بسبب ارتفاع درجة الحرارة فيها، وبسبب ظروف مناخية مؤثرة”. قال اليماني

تحتاج زراعة شجرة الأفوكادو إلى بيئة خالية من البرد أو الصقيع، ولا مانع من هبوب رياح خفيفة، أما الرياح القوية والشديدة فإنها تمنع الرطوبة، وتؤثر على التلقيح، لأنها تجفف الزهور.

في السنوات العشر الأخيرة، زاد الطلب المحلي على فاكهة الأفوكادو، وخصوصاً من قبل الكافيهات ومحلات العصائر والبوفيهات العاملة في مراكز المدن الرئيسية في اليمن.

ونتيجة لذلك، بدأت أنواع الافوكادو المزروعة محلياً بالظهور بشكل تدريجي ومحدود في الأسواق الزراعية، ويمكن ملاحظتها في بعض محلات العصائر والبوفيهات.

وبالنزول الميداني تم العثور على أصناف من فاكهة الافوكادو المحلية معروضة للبيع بشكل محدود لدى بعض مراكز التسوق والسوبر ماركت في العاصمة صنعاء ومدينة إب، ويمكن شراء عصيرها من بعض محلات بيع العصائر الطازحة.

وقال عدد من مُلاك البوفيهات في محافظة إب وفي صنعاء، إن سعر الصنف المحلي لفاكهة الافوكادو لا يتعدى مبلغ 1,500 ريـالاً الى 2,000 ريـال يمني لقيمة الكيلوجرام الواحد.

ولعل تفسير سبب جودة ومذاق الافوكادو المزروعة محلياً، تكمن من الناحية الزراعية، في كون تربة ومناخ اليمن كان لها دور محوري في تحسين جودة الصنف من حيث النمو، ومن حيث سرعة الإنتاج. الأمر الذي ميزها عن الأصناف المستوردة بالمذاق والرائحة الزكية، وتحديداً تمبزها عن الافوكادو الكيني.

يذكر أن شجرة عُرفت قبل أكثر من 8000 سنة في المكسيك، ومنها انتشرت زراعتها في جميع أنحاء العالم، وخاصة في المناطق ذات المناخ المداري أو المتوسطي. وتُعرف الأفوكادو بثلاث سلالات أساسيّة، أوّلها السلالة المكسيكيّة، وهي التي تزرع في هضاب المكسيك المرتفعة، والسلالة الثانية هي الجواتماليّة، والتي تناسب المناخ الاستوائيّ البارد، والسلالة الهنديّة الغربيّة، والتي تُناسب المناخ الاستوائيّ الرطب (انظر الجدول: أسفل التقرير).

تعد الأفوكادو Avocado، واسمها العلمي: Persea Americana. أو الزبديّة، شجرة دائمة الخضرة، يصل ارتفاعها من 40 – 80 قدمًا ولها فروع عديدة. وهي تصنف من أنواع العائلة الغاريّة Lauraceous. أوراقها بيضاوية الشكل، وطولها من 3-10 بوصات. أما الزهور فهي صغيرة، خضراء، ومثالية.

وتأتي هيئة ثمرة الأفوكادو مستديرة الشكل، أو على شكل كمثرى، أو مستطيلة، وقد يختلف جلد الثمرة في نسيجها ولونها. قد يكون الجلد ناعماً، أو ناعم إلى خشن، ولونها يختلف حسب سلالتها.

رابط التقرير على موقع حلم أخضر : https://holmakhdar.org/news/stories/2601/