رسالة معلم
إب7برس Ibb7press
خالد كرش | مقال رأي
ونحن على أعتاب عام دراسي جديد ننظر من خلاله إلى المستقبل كون التعليم هو الركيزة الأساسية واللبنة الأولى لبناء الأوطان وتطورها وتقدمها ننظر بعين الحسرة وصريم المعاناة وقصص الوجع الذي يعانيها المعلمين، تلك الشريحة المهمة والعمود الأساسي لبناء الأجيال وتأهيلهم تأهيلا يواكب العصر ويحمل قيم الوطنية والمواطنة المتساوية.
نجد ان هذه الشريحة وكما يطلق عليهم قادة الشعوب هم أكثر شرائح المجتمع معاناة وأصبحت المسحوقة، وغدا المجتمع ينظر إليها بعين الشفقة نتيجة انقطاع الرواتب منذ سنوات، وإلى يومنا هذا وكل الظروف التي أنتجتها الحرب وتسببت بها زادت جراحا إلى جراحهم ومعاناة إلى معاناتهم.
القصص والأمثلة على كل ذلك لا حصر لها، فمنهم من آثر الانتحار على الحياة ومنهم من فقد عقله وآخرين من هربوا من مسؤوليتهم وعجزوا عن إعالة أسرهم وضاعوا في غياهب التيه ولا تعلم عنهم أسرهم وبنيهم شيئا ومنهم من تفككت وتشتت أسرته وطلقت زوجته.
هذا هو حال المعلم الذي سنرسل أبناءنا كي يعلمهم ويمدهم بالمعلومات والمعارف، هذا المعلم الذي يذهب إلى المدرسة ولم يذق لقمة يسد بها رمق جوعه وملابسه البالية إن لم تكن رثة، يذهب إلى الدوام أشعث اغبر يعاني من عقد الحياة ومالاتها البائسة، وينتظر ما تكرم وجاد به التلاميذ وجمعت كمشاركة مجتمعية لدعم هذا المعلم المسكين منتظراً ذلك الفتات ليوزع بينه وبين زملائه.
فكيف لنا أن نطمئن على مستقبل أبناءنا وعلى الوطن، ما الذي نرتجيه من معلم يعاني من كل العقد النفسية والمعيشية نتيجة انقطاع راتبه وقوت أولاده، ولكم أن تتخيلوا النتائج والمخرجات المشوهة والمكسحة ناهيك عن المستقبل الذي ننتظره وننظر إلى مستقبل الوطن من خلاله.
رسالة لكل أطراف الحرب، أوقفوا الحرب التي أهلكت الحرث والنسل وتسببت بمعاناة شعب ومزقت وطن وكلما استمرت زاد تمزقا، اوقفوا الحرب وأطلقوا رواتب المعلمين وكافة موظفي الدولة، كفانا أشلاء ودماء كفانا معاناة وآلام كفانا شتاتا، اقطعوا الطريق على أعداء الوطن وقدموا تنازلات من اجل الشعب والوطن ومن اجل أنفسكم، ليس عيبا ان تقدموا تنازلات فيما بينكم وإنما العيب ان تظلون مرتهنين للخارج منتظرين ما يتفضلون به عليكم من بقايا موائدهم ومبادراتهم التي تخدم مصالحهم ولا تخدم وطنكم.