الحرب والفقر والغلاء عوامل أجهضت فرحة الأطفال بالعيد

إب7برس Ibb7press
محمد كريب

فاقمت الحرب أوجاع أبناء محافظة إب وأثقلت كاهلهم وحرمتهم من جميع المناسبات والأفراح، حيث يعيش معظمهم في ظل ظروف معيشية وسياسية صعبة واستثنائية تمر بها بلادهم.

وتعيش العديد من الأسر اليمنية أوضاعاً مأساوية أجهضت بسمة وفرحة الأطفال بهذا العيد جراء ارتفاع أسعار كسوة العيد بشكل كبير عن الأعوام الماضية.

ويشكو الكثير من المواطنين والموظفين في محافظة إب من عدم قدرتهم على شراء كسوة العيد لأبنائهم مما يجعل الآباء والأمهات يخوضون حرباً موجعة من أجل لقمة العيش ويبحثون عن فرحة العيد وسط ركام الحرب.

يقول الناشط في حقوق الأطفال عبدالغني اليوسفي أن العالم يستقبل عيد الأضحى بكسوة جديدة، وتحضير الكيك وشراء الهدايا وجعالة الأطفال بينما نحن اليمنيين نستقبل العيد بكسوة بالية، وفي وجباتنا اليومية المعتادة. ”

وأضاف ” الحرب المستمرة منذ سنوات وارتفاع أسعار كسوة العيد والمواد الغذائية وانقطاع الرواتب جعل الكثير من الأسر تترك فرحة العيد وتتجه لتوفير وجبة العيش لأبنائها فقط .”

وتابع ” باتت سعادة وفرحة أطفالنا مخطوفة بالعيد، وليسوا كغيرهم من الاطفال في بقية البلدان العربية والإسلامية، الذين يستمتعون بوقتهم أثناء العيد من خلال شراء الألعاب النارية والذهاب إلى الحدائق والمنتزهات. ”

ويعتبر اليوسفي أن الأوضاع الاقتصادية وتفاقمها هذا العام أكثر شدة من أي عام مضى مما أثر على غالبية الأسر التي تجد صعوبة في الحصول على احتياجاتها، في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار، وانعدام مصادر الدخل.

أما على المجذوب ويعمل بائعا في أحد الأسواق تحدث عن استياء الناس من تدهور الأوضاع المعيشية وتصاعد الأسعار وارتفاع ثمن الملابس، لافتًا إلى أن غالبية المواطنين يحاولون توفير الضروريات فقط، دون إيجاد متطلبات العيد.

ويشكو المجذوب من تلاعب التجار بالأسعار دون رقابة حكومية، موجهًا مناشدة للقيادة والحكومة للنظر في “مآسي المواطن الذي يموت جوعًا قبل أن يموت بالحرب.

فيما يقول خليل الحنوم ويعمل في جامعة إب أن الوضع أشد مأساوية لدى منتسبي السلك الحكومي، لا سيما فئة المدرسين والأكاديميين الذين يمثلون النسبة الأكبر من موظفي الدولة، والذين أصبحوا بلا رواتب منذ 7 أعوام، إلا من نصف راتب يصرف كل ستة أشهر.

ويشير إلى أن ذلك يجعل من مهمة الحصول على متطلبات العيد لإدخال الفرحة على أسر هؤلاء الموظفين باتت مستحيلة، باستثناء من بحثوا عن مصادر رزق أخرى.

ويضيف الحنوم أن تداعيات الحرب بالبلاد والتدهور الاقتصادي، والمناخ العام جعل من الحصول على مصدر رزق آخر “أمرا مستحيلا مما يسبب في إجهاض البسمة التي ترتسم في وجوه الأطفال بيوم العيد.

من جهته يقول الناشط مسعود الاشول ويعمل في مكتب المالية إن ” العيد هذا العام من أسوأ الأعياد على المواطن في محافظة إب، وذلك لتفاقم الأزمة جراء التدهور المعيشي في ارتفاع أسعار السلع الغذائية والملابس وانقطاع الراتب وتقليص بعض المنظمات للمساعدات التي تأتي قبل العيد “

وأضاف ” الأسر المتعففة والتي كانت تمتلك مصدر دخل وقادرة في شراء جميع احتياجتها باتت هذا العام غير متمكنة من شراء متطلباتها كالسنة الماضية.

وتابع ” المعاناة هذا العام شملت جميع الأسر بدون استثناء، حتى بعض من كانوا أغنياء أصبحوا والفقراء متساويين، وخصوصاً في قدرتهم على شراء الملابس لهم ولأولادهم. “

كما أوضح إبراهيم الأشول ويعمل مديرا للشؤون الاجتماعية إن للشعب اليمني سمة بارزة، برزت أكثر خلال الحرب، هي التكافل الاجتماعي واهتمام بعضهم ببعض، وهو ما ساهم في التخفيف من معاناة الحرب والحصار وتداعياتهما طوال السنوات الماضية.

 وقال بإن الهدنة من منظور اقتصادي لم تغير شيء، وزاد تردي الوضع المعيشي، وأشار إلى أن ” هنالك مبادرات مجتمعية تقوم بتوزيع لحمة العيد لأسر الشهداء والجرحى والنازحين في بعض المناطق

ويقول الناشط” عمر مانع ” ويعمل مدرسا إن العيد بات عيد العافية، ليس كما كان في السابق، عندما كنت طفلاً لا أعلم ما الدخل والخرج في أسعار الثياب، كنت اتعجب عندما أسأل أمي عن العيد وماذا سنرتدي في يوم العيد.. كان جوابها دومًا العيد عيد العافية يا ولدي.”

وأضاف ” لا أعلم ماذا كانت تقصد بذلك العمر لكن عرفته الآن بأن العيد عيد العافية فعلاً، والثياب ما هي غير أشكال نرتديها أمام الناس. “

وتابع ” يعاني الإنسان اليمني اليوم من فقدان كل ملذات الحياة السعيدة ويفقد الطفل اليمني فرحة العيد، جراء الرواتب المنقطعة والنزوح والتشريد والفقر. ”

 وأردف ” تنكسر ظهور الآباء والأمهات في هذه الأعوام عندما لا يقدرون أن يفرحوا أولادهم بشراء كسوة العيد، بسبب تجاوز أسعار ثياب الأطفال الصغار الحد المعقول”.

واختتم قائلاً: ” أسعار خيالية وجنونية بامتياز يمارسها التجار دون رقيب أو حسيب، فقد الطفل اليمني فيها ملذة العيد والأب بسمة طفله.

ويبقى الأمل بأن يحمل عيد الأضحى معه نهايةً لما يجري في بلاد ضربتها حرب شعواء وأفئدة تصر على الفرح وتضغط على جراحها.