تفاصيل من الحقول الزراعية بوديان إب

إب7برس Ibb7press
عمران هلال

تنقسم فصل الصيف الزراعي الكثيف في المناطق المرتفعة بمحافظة إب إلى ثلاث مراحل تفصيلية متنوعة، لكل مرحلة منها تفاصيلها الزراعية المنفردة ونوعيتها المميزة.

تبدأ هذه المرحلة بـ” حادي ” وهي أولى معالم فصل الصيف وأول موسم تساقط الأمطار، وتمتد من شهرين إلى شهرين ونصف، حيث يبدأ المزارعون بزراعة المحاصيل الشهرية مثل البطاط والثوم والشعير والقمح بطرق تقليديه فريدة.

  • زراعة الثوم

بعد أن يتم تقليب تراب الأرض بواسطة محراث ثور، يقوم المزارع برمي السماد العضوي عليها وتوزيعه، حيث يقوم ثلاثة من الرجال بتقليب الأرض في الصباح الباكر وتقسيمها إلى حقول زراعية، وتلحقهم بصف من ثلاث إلى أربع نساء يتناوبن على غرس بذور الثوم فص بفص بخطوط مستقيمة على أصوات ترديد المهاجل الشعبية، مثل:

يالله اليوم واليوم دايم

ويالله بالغيث وقت التلايم

وتختلف المهاجل من منطقة إلى أخرى، وتستمر المهاجل حتى الانتهاء من زراعة مربعات الثوم.

 

  • زراعة الشعير والقمح

يتم زراعة الشعير بعد تقليب الأرض بواسطة ثور أو ثورين بما يسمى المحراث، ويزرع الشعير والقمح برمي بذورها، على جنبات ساقية ” التلم ” والذي يشقه المحراث، من 5 إلى 10 حبات من البذور، لتصبح عصب شعير أو عصب قمح تبلغ المسافة بينها من 30 إلى 70 سم، وذلك لأن بذور القمح والشعير لا تنمو إلا متجاورة، لتوافر الحرارة والدفيء، وعلى أصوات المهاجل.

 

 

  • زراعة البطاط

 بحسب سابقة الطرق عقب تقليب الأرض وتزويدها بالسماد العضوي، يتم شقها بواسطة اثوار الحراثة، وتزرع على الجنبات بذور البطاط المخزنة من قبل عام داخل ما يسمى المدفن أو المخزن، حتى تبدء بذور البطاطس  بالإنبات.

وهناك المرحلة الثانية وتمتد من 4 إلى 5 أشهر، وتزرع فيها النباتات والمحاصيل النصف سنوية، مثل الذرة الشامية والذرة الحمراء أو البيضاء بواسطة المحاريث، وتتنوع فيها المهاجل من منطقة إلى أخرى لعل أبرزها:

يا مطر أمطر

للذرة والبر

والشعير نحجر

وتشتهر هذه المرحلة بالأمطار الغزيرة، وتحتاج بذور الذرة والذرة الشامية إلى ثلاث طقوس زراعية متنوعة لزراعة الذرة، أولها ” الذري ” وفيها تغرس البذور وتبذر، وثانيها ” الفقيح “، وفيها تقوم النساء بقلع غصون الزرع النامية المتجاورة والإبقاء على الأقوى منها فقط.

وثالثها ” السلاق أو الحجين”، وفيها يقوم الرجال بترطيب التربة حول الزروع بالفأس أو ما يسمى الحجنة أو المفرس أو القزمة، فيما تاتي ” الجنودة ” رابعا وفيها يتم فتح شق بين الزروع بواسطة الاثوار لضمان حجز أكبر كمية من الماء لتروية الزروع، وفي أواخر المرحلة الثانية يبدا موسم قطف الزعتر والمحاصيل الجبلية الأخرى.

المرحلة الثالثة والأخيرة هي المرحلة الفصلية، أو ما يسمى بالخريف الأخير، وتمتد هذه المرحلة إلى شهرين فقط، نصف شهر من أواخر المطر والبقية تعتمد على التسقية والري، وتزرع فيها المحاصيل التالية الجزر، البطاطس والبصل، العتر، وخضروات متنوعة أخرى.