الناسور الولادي في إب

إب7برس Ibb7press
عمران هلال

الناسور هو حالة تشكّل فيها الأعضاء أو الأوعية في الجسم ممرات غير طبيعية، على سبيل المثال قد يتشكل اتصال بين فتحة الشرج والمهبل أو المثانة والمهبل.

ويأتي ناسور الولادة في الأغلب عقب ولادة مطوّلة ومتعسرة، وعادة ما يصيب السيدات من الفئات الأشد فقراً وغير المتعلمات اللاتي يعشن في المناطق الريفية، ببعض البلدان التي تتدنى فيها جودة الرعاية التوليدية، والتي تلجأ السيدات فيها لأن يضعن حملهن في بيوتهن.

وتكمن المشكلة الأخطر في كل ذلك، أن بدون المعالجة السليمة، قد تدخل السيدات المصابات بناسور الولادة في معاناة طويلة الأمد ويعجزن عن التحكم في إخراج البول أو البراز، ويجد هؤلاء النساء أنفسهن، نتيجة هجر أزواجهن وأسرهن لهن، منبوذات من المجتمع، وكذلك الفتيات منهن يتركن المدارس، والسيدات لا يقدرن على العمل أو تصبح بعض الأمور البسيطة مثل ركوب الحافلات بمثابة مشكلة ومعضلة جراء الروائح المنبعثة منهن.

تؤكد الطبيبة أمل المفتي، مديرة إدارة الإحصاء بمستشفى الأمومة والطفولة، أنها قد سجلت حالتين مصابة بالنواسير المهبلية في المستشفى خلال العام 2010م.

وتضيف، ” الحالتان تم عمل لهن عمليات بواسطة جراحين هولنديين أثناء إقامة الجراحات التجميلية أيام المخيمات عام 2010م، وكانت مجانية بكل تكاليفها، وبعدها لم تسجل أية حالة”.

لم تعد لدى مكتب الصحة العامة بالمحافظة أية سجلات في الآونة الأخيرة، وذلك حسب القائمين هناك، وذلك لندرة الإصابة بهذا المرض في الغالب، أو لأسباب أخرى غير معروفة.

وتضيف الطبيبة أسمهان الصديق، رئيسة قسم الصحة الإنجابية بمكتب الصحة، أن الإصابة بالنواسير تحدث بسبب تعسر الولادة، والناجمة عن عدة أسباب منها، كبر حجم الجنين حين تكون النساء صغيرات السن، وكذلك الولادة في مكان غير مجهز للتوليد، وحين تكون القابلة غير مدربة جيدا.

وتشير الدكتورة أسمهان، أن طرق المعالجة غالبا ما تتم عبر التدخل جراحي، لأنها تعتبر ثقبا اما بين المهبل والمثانة مما يؤدي إلى التبول الغير ارادي، أو شق ما بين المهبل والمستقيم ما يؤدي إلى خروج بعض الفضلات بطريقة غير ارادية.

وتوضح الطبية إلهام الملهم، أخصائية النساء والولادة، أن النواسير الولادية تعتبر أحد أخطر تداعيات الولادة وأكثرها مأساوية، وتعد إحدى مضاعفات الإنجاب المهملة إلى حد ما.

وتضيف، غالبا ما تحدث خلال عملية الولادة المتعسرة لفتره طويلة، لعدة أيام، ما يقارب من 3_8 أيام، بدون الحصول على أي تدخل طبي طارئ في الوقت المناسب.

وتواصل حديثها، الناسور الولادي يحدث أثناء الولادة وبالتحديد عند هبوط رأس الجنين إلى منطقة حوض الأم ويبدأ بالضغط لفتره طويلة دون أن يستطيع الخروج من فتحة المهبل، والضغط المستمر للجنين يسبب انضغاط الأنسجة الداخلية في الحوض، والتصاقها بالعظام على جانبي الحوض، الأمر الذي يقلل تدريجيا من تدفق الدم إلى هذي الأنسجة، ويصيبها بضرر بالغ، ينجم عنه ثقب بين قناة الولادة والمثانة او المستقيم، ويؤدي هذا الثقب إلى تسرب البول أو البراز أو كليهما من المرأة، وقد يؤدي أيضا إلى دخول المرأة بمجموعة من الأمراض الجسدية الأخرى، كالالتهابات المتكررة، وأمراض الكلى، وقرح مؤلمة والعقم، وكذلك دخول المرأة بحالة اكتئاب وعزلة اجتماعية.

وتختتم الدكتورة إلهام تصريحها حول الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالنواسير الولادية قائلة: ” الحمل في سن مبكرة، فمعدل عمر المرأة عند إصابتها بناسور الولادة يترواح ما بين 22_23 سنة تقريبا، وقد تحدث ايضا عند ذوات العمر 35_40 عاما”، وذلك لأن معدل وزن الجنين يميل للزيادة مع تقدم عمر المرأة، وكذلك سوء التغذية عند الفتاة في سن صغيرة، وعدم حصولها علي كفايتها من الكالسيوم وفيتامين د، ما قد يسبب لديها تشوهات في الحوض، والقوام الصغير للأنثى يعد أيضا من أحد الأسباب، وكذلك وجود خلل في التناسب الرأسي الحوضي لدي المرأة، وكبر حجم الجنين، وطريقة تموضع الجنين في الرحم ليست مناسبة لعملية الولادة، والحمل بتوأم، والمجيئ المقعدي للجنين، بالإضافة إلى تأخر المساعدة الطبية الفورية في حال الطلق المطول، يزداد حدوثه بين النساء الأشد فقرا “وتهميشا” في المجتمع.

تشير الأبحاث أن ما يقارب 90 % من النساء اللواتي يصبن بناسور الولادة يلدن مولودا” ميتا”، ما ينبغي ضرورة التنبه إلى مثل هذا الداء الأكثر خطورة على النساء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الدولي لإنهاء ناسور الولادة International Day to End Obstetric Fistula

فيديو : https://youtube.com/shorts/xzKiwu2mjEU