حبر خشن وثقافة السطو الذكورية
إب7برس Ibb7press
نشوان النظاري | رأي
خلال مارس المنصرم تعثرت قدماي، ووجدت نفسي عنوة في مملكة النواعم من خلال مقالين في العمود الأسبوعي ” حبر ناعم”، الأمر الذي أثار حفيظة بعض الزميلات، وأنا أقدر لهن هذا التحفظ واحترمه واجله، وهذه حالة صحية تعكس حدود حرية الرأي واحترام حقوق المرأة في إطار المنصة، وتلك حقيقة ثابتة وتوجه مقنن تنتهجه إدارة التحرير في سياق سياساتها التحريرية وموجهاتها العامة.
تسير «إب7برس » في نسق تحريري قائم على التحديث والتطوير، وهي في كل دورة تحريرية تقوم بمحاولات حثيثة بنقل المنصة من محطة إلى أخرى بما يواكب عالم الفضاء الرقمي، والنقلات السريعة في تلك الخدمات الإعلامية الإلكترونية، مع الاحتفاظ بالسياسة التحريرية والأهداف العامة التي تسير عليها المنصة.
ويمكننا تلخيص النقلات التي تقوم بها إدارة المنصة، إدخال خطة نشر دورية جديدة تعتمد في تناولتها على القضايا من زوايا اخرى، تركيز الاهتمام على جوانب معينة لأسباب طارئة أو ضمن السياقات العامة والدولية كالأيام والحملات العالمية، تغيير أبواب قديمة وتحديثها بالجديد ، فتح نوافذ جديدة وإنتاج مواد صحفية بتقنية جديدة كالرسومات المتحركة والافلام القصيرة والانفوجرافك وغيرها من فنون صحفية مواكبة.
هنا أجدني مضطرا لإفشاء شيئا من ترتيبات المنصة خلال الفترة الراهنة، فجميع الشباب يعمل على قدم وساق من خلال الدخول في إنتاج المحتوى المرئي والصوتي وخدمة المحافظة لا سيما وهي مقبلة على الموسم السياحي الاخضر وفيه تزدان العاصمة السياحية بدرر الجمال وسحر المكان وروعة المنظر.
أعود مرة أخرى لزلتي الطارئة التي اعتقدت، ربما خاطئا، أنها في سياق متسق مع توجه المنصة، حيث تصب تلك المواد في مضمونها على أهداف العمود، وتسير مع خطة النشر العامة وتشبع المادة المراد إيصالها للقارئ، ناهيك عن توقف الزميلات عن الكتابة للعمود، وأخريات اعمدتهن قد أصابهن الجفاف، أو هن في حالة استعداد وتحديث لمواكبة التطور المطرد الذي تشهده المنصة.
في اليمن تبدو المرأة نفسها عائقا كبيرا أمام تطلعات اقرانها، وتقف حائلا أمام أحلام جيل الفتيات اللاتي يأملن في نخب اليوم أن يوصلن قضايا النساء لصانعي القرار لتغيير النظرة العامة ومحاولة ادماجهن في صنع القرار وإدارة التحولات الوطنية التاريخية.
ينبغي أن يعلم الجميع أن “إب7 برس” هي صوت المرأة في إب، ونبض الشارع في المحافظة، وهي كذلك صدى الجغرافيا وصديقة الشلالات والمروج الخضراء، هي لسان المجتمع، ومنبره الحيادي المستقل المهني الملتزم.
نحن نؤمن بالمرأة كشريكة حياة وصانعة تحولات في مضمار البناء والتنمية، ولا يمكن أن تكتمل الصورة الكاملة بدون النساء، فهن شقيقات الحلم ورفيقات التطلعات، وثقافة السطو والاستغلال الذكوري نحاربها بشكل دائم ومطلق من خلال ما نكتب وما ننشره لتوعية المجتمع، وما نمارسه في حياتنا العملية والاجتماعية، لذا اقدم اعتذاري عن إقحام نفسي في عمود « حبر ناعم » ليبقى فضاءً مفتوحا للزميلات في المنصة، ولكل الأقلام النسائية داخل المحافظة.
#حبر_خشن