يكفي أن يعرفنا الله

إب7برس Ibb7press
انتظار الكامل

“حتى في الصلاة على موتانا لا نجدهم ” هكذا تستهل وهبه حديثها معي، وتواصل قائلة:” العديد منا يموت ولا يُصلى عليهم أحد من القبائل “، حسب توصيفها.

أذكر أن أحد جيراننا مات فتحايلنا على قيّم المسجد أن يفتح كي تُقام صلاة الجنازة، فرفض وخرج ابنه قائلًا: ” يا خادمة أبي مش موجود”.

هذا موقف من العديد من المواقف وفي حادثة مماثلة تُضيف حُسن رفيقتها ” قبل أن ننزح مات أبي وهذه المرة فُتح المسجد ولم يحضر إلا ثلاثة أشخاص للصلاة عليه”.

تُعقب وهبه على حديثها : التمييز العنصري والتنمر الذي نلاقيه يفوق الوصف والجميع يعلم ذلك؛ أنا لا أنكر أن معظم المهمشين حسب وصفكم يفعلون أفعال تجعل ردة المجتمع هكذا، لكن العجيب في الأمر أنهم يعتقدون أننا لا نعرف الله، وكل شيء لدينا مُباح، ولكن يكفي أن الله يعرفنا”.

الطريف في الأمر أنهم يتخذوننا كوسيلة لإرعاب أطفالهم كأن يقولوا: “لا تخرج الخادم بيأكلك ؛ الخادم سوف يأخذك”.

قلت لها محرجة بذكر هذا الحديث، أنا تذكرت أمي ومقولتها أنكم تأكلون بعضكم إن مات أحدكم تأكلوه أو تدفنوه مكانكم .. ” لا اعلم من أين لها هذه الخزعبلات؟”.

ضَحكت بألم وسخرية وقالت، ” هذا غيض من فيض “، وأردفت، ” لا أعلم على أي أساس تم تقسيم هذا المجتمع حتى إن تزوج أحدهم منا وصموه بالعار، مهما طورنا من أنفسنا لا تزال نظرتكم قاصرة إلينا، أننا لا نصلح إلا للتسول أو للأعمال اللاأخلاقية”.

إبنتي مُصابة بالصرع، أذكر حين ذهبنا لعمل الفحوصات ضلت الممرضات ” يتعازمن ” أيهم ستسحب الدم لابنتي، وكأنها فيروس سريع الانتشار أو شيء قاتل يحتاج لأقواهن نفسًا وأشدهن عزيمة، واليوم اتتها النوبة فجأة، ولم يساعدني أحد من المارة، لم يساهموا سوى بنظرة الازدراء حتى التقينا معًا في هذه اللحظة.

فرصه سعيدة ، سُررت بالحديثِ معكِ كثيرا .هكذا اختتمت حديثي معها.