أروى ضاوي لـ « إب7 برس» : للمجتمع دور إيجابي في حياتي، ونفتقر لوجود دعم حقيقي للمرأة

إب7برس Ibb7press
لقاء | أسرار الدحان

أروى ضاوي، واحدة من نساء إب اللاتي قاومن جحافل الفشل والاخفاق، واستطعن تحدي الواقع، وقمن في ظل هذه الظروف المعيشة الصعبة بتحقيق حلمها ومساندة أسرتها، ووضعت بصمة في المجتمع من خلال مساعدته وفتح المجال لغيرها من النساء في بناء قدراتهن.

مراسلة « إب7 برس» التقت بالسيدة ” أروى ” وأجرت معها هذا الحوار الذي أكدت من خلاله أن المرأة في محافظة إب استطاعت كسر قيود الحرب، وتخطت الواقع الاقتصادي الصعب، وحققت جزء من أحلامها في وسط غير قابل لمجرد الحلم، لكنها الشجاعة والإقدام والإصرار على النجاح والحضور بتفوق.

أروى صادق محمد ضاوي، بكالوريوس علاقات عامة، إعلام جامعة العلوم والتكنولوجيا، بكالوريوس إنجليزية كلية الآداب جامعة إب، من مواليد 87 في السعودية، متزوجة، ولها بنتين سما وسلاف.

تتحدث أروى عن فكرة مشروعها وكيف استطاعت برمجة حلمها ليكون واقعا ملموس، حيث تقول:” كنت سابقاً أعمل في سلك التدريس، لكن بعد أن أصيبت ابنتي الكبرى بالشلل الدماغي، تغيرت حياتي حيث جعلني ذلك أفكر بالحصول على مصدر دخل أقوى أستطيع من خلاله توفير العلاج، كونها بحاجة إلى رعاية دائمة وتكاليف باهظة”.

وتواصل، حينها قررت أن أبدأ مشروع من الصفر، وهنا كانت البداية، حيث التحقت بمركز ” منتدى الرائدات ” للتدريب والتأهيل النسوي، وبدأت بتعلم مهارة الخياطة حتى أتقنتها، بعدها بدأت الأفكار تأتي تباعاً، وشجعتني على ذلك (أستاذتي بدور الجبري)، وبدأت فكرة مشروعي بالدخول في تجارة الأقمشة.

وتستمر في تسليط الضوء على تفاصيل نجاح مشروعها وحلمها ” أسميت مشروعي باسم ابنتي الكبرى (معمل سما .. للخياطة والأقمشة)، وقد كان مشروعاً ناجحاً بفضل الله وبفضل من شجعوني ودعموني، وبدأت بتوسيع المشروع حتى أصبح الآن معملا كبيرا للخياطة، وتجارة الأقمشة، وقد تم توسعته مؤخراً بحيث أصبح يضم محل الأقمشة، ومعمل للخياطة، ومركزا خاصا بتدريب النساء”.

 وتؤكد ” أروى ” أن أسرتها وأقاربها كانوا أكثر من ساندها حيث تقول:” وقفت على قدمي بفضل الله اولاً، ثم بفضل والدي ووالدتي الذين شجعوني كثيراً ووقفوا إلى جانبي بكل ما يملكون، وكذلك زوجي فهو إنسان متعلم مثقف ذو ملكة هادئة عميقة متزنة كثيراً، وقد ترك لي حرية ممارسة العمل وسهل لي الكثير من المعاملات التجارية “

وتضيف، ” كما أن للمجتمع دور إيجابي في حياتي، فهو لا يخلو من الإيجابية، حتى وإن كان هناك جوانب قصور كبيرة فيما يخص النظرة للمرأة وعملها لكن هناك خير وايجابية في فئات مجتمعية كبيرة تحفز وتشجع وتدعم”.

وحقيقة الفضل الأكبر بعد الله هو لوالدي الذي شجعني على مواصلة تعليمي حتى الجامعة، ودعمني مادياً ومعنوياً لالتحق بالعديد من الدورات التدريبية، والدي هو القاعدة الحقيقية التي وقفت واستندت عليها حتى تمكنت من تخطي العديد من الصعوبات، كما كانت الأستاذة بدور الجبري أول من دعم أفكاري وشجعني على تنفيذها في أرض الواقع وفي الحقيقة هي أول من سوق لمشروعي، وجميل هو الطموح والأجمل أن لا نستسلم مهما كان الواقع متعباً وغير محفزاً.

واستعرضت جملة من الصعوبات التي واجهتها ومن أبرز تلك الصعوبات عدم وجود داعم حقيقي للمرأة، مشيرة إلى أن المنظمات مجرد دعاية وإعلان لا أكثر، فلم يصلنا أي دعم منذ خمس سنوات وحتى الآن رغم مساهمتنا الفعالة في تدريب مئات النساء من الأسر المحتاجة، حتى يتسنى لهن إعانة أنفسهن وعائلاتهن، ناهيك عن تبعات الحرب في بلادنا والحصار القائم وظروف الناس التي لا تساعد على الانتعاش في مجال التجارة مطلقاً.

وتستكمل سرد الصعوبات التي تواجه المرأة المتطلعة صاحب المشروع بالمحافظة،” ولا ننسى النظرة المجتمعية القاصرة والدونية للعمل في بعض المهن، ومحاربة المرأة نفسها للمرأة الناجحة والبارزة في المجتمع بسبب المستوى التعليمي المتدني والتنشئة الخاطئة، كما أن من أبرز الصعوبات عدم وجود كادر نسائي كفؤ يساهم في كسر عزلة النساء ويفتح لهن آفاق الإبداع والابتكار.

وتوضح بعض ما يقدمها مشروعها لتمكين النساء، ” لدينا برامج تدريب في مجال الخياطة (من الصفر وحتى الاحتراف)، وكذلك دورات في الصناعات العطرية والبخور، ودورات في المهارات الحياتية مثل (صناعة الحلويات، والمعجنات، والجاتوهات، وصناعة الاكسسوارات، وكذلك دورات في الإسعافات الأولية) وما زلنا في صدد إضافة دورات أخرى الى قوائم التدريب”.

استطاع مشروع السيد أروى تدريب أكثر من 800 متدربة خريجة، وحاليا يوجد 120 متدربة، وتحلم بتوسيع نطاق التدريب حتى يشمل كل المجالات التي تحتاجها المرأة وان تصل إلى مرحلة تمكين المرأة، فتستطيع أن تقف جنباً الى جنب مع الرجل لبناء مجتمع يكتفي بما يصنع وينتج، كما تطمح أن تكون فكرة ملهمة لجميع النساء، وأن يصبح مشروعها مساهماً في النهوض بمستوى المرأة، ومحاربة الفقر والبطالة التي سحقت كثير من طموحات وتطلعات النساء اليمنيات.

وفيما يخص مساهمة السلطات المحلية والمجتمع فتؤكد أن الدور الأكبر الذي يمكن أن تقدمه السلطات المحلية للمشاريع الصغيرة والنامية هو تسهيل الإجراءات القانونية وتقديم منح وتسهيل القروض والإعفاء من الضرائب، أما المجتمع فتتمنى أن يقف مع المرأة الطموحة المتطلعة لبناء الوطن والخروج من الأزمة الحالية بأقل الأضرار.

وتستمر المرأة المكافحة والناجحة في محافظة إب بمواجهة العواصف والمحن مهما كانت قوتها، لتمنح كل من حولها الأمل والعزيمة ولتعطي بلا حد في أقسى الظروف، لنقدم لها وعلى الدوام التحية لهامتها العظيمة ولشخصيتها العملاقة.