العنف الزوجي جعلني أغير مجرى حياتي

امرأة تعمل وتنتج وتتحمل مسؤولية أولادها وبناتها وتتحمل مسؤولية بيت وأسرة

إب7 press
عمران هلال

أروى البعداني، امرأة جامعية، تخصص تسويق وإدارة أعمال، انخرطت في سوق العمل وأسست معملا للخياطة لمواجهة الإحباط والعنف الاجتماعي، حيث تحولت من امرأة مضطهدة محكوما عليها بالتسلط وإنكار وجودها وامومتها، وكذلك إلغاء شخصيتها، إلى امرأة تعمل وتنتج وتتحمل مسؤولية أولادها وبناتها وتتحمل مسؤولية بيت وأسرة دون زوج يحجم منها ومن إنسانيتها.

خاضت مجال العمل، وأكملت تعليمها، واجتازت الصعاب، وعبرت دروب النجاح بدون يأس أو ملل، وساندتها في ذلك عائلتها الأولى، والديها وإخوانها، تلك العائلة الواعية والمثقفة، والتي، حسب قولها، شكلت بالنسبة لها جسر عبور وتشجيع للوصول للنجاح وتخطي عقبات كادت تودي بمستقبلها كإنسانة وكشخصية طموحة.

تقول أروى:” لم يكن هناك أي تعنيف أسري من قبل أهلي، ولم أجد منهم سوى الاحترام والتفهم والتشجيع، أبو الأولاد (زوجي) هو من كان يمثل لي مصدر إحباط وتسلط وضغط نفسي جعلني اغير مجرى حياتي كلها، وأحصل على حق الاستقلال المادي”.

وتضيف، استطعت ترتيب وتنظيم وقتي ونظام حياتي بحيث تركت مساحة للعمل والمنزل ولتربية الأبناء.

تحلم أروى أن تكون سيدة أعمال من الدرجة الأولى، وأن تنافس الشركات والمصانع الكبيرة، وأن يكون لها علامة تجارية منافسة، كما تحلم بإنشاء مصحة للمرضى النفسيين بحيث تختفي ظاهرة وجودهم في شوارع المحافظة.

وحول المضايقات الناجمة عن تعامل المجتمع مع المرأة، تؤكد أنها واجهت شخصيات مختلفة وعقليات عدائية بلا سبب سوى كونها أنثى، لكن في الغالب، حسب قولها، فالأكثر يسهل عمل المرأة، خاصة وهي تتعامل بوضوح ومصداقية وصراحة، لكن المهم في الوسط الذكوري أن تكون المرأة جادة وصارمة حتى تتخطى أغلب العوائق.

تختتم أروى حديثها، ” أنصح كافة شابات وسيدات المحافظة، لا سيما الطموحات، بأن لا يضعن لليأس مجال في حياتهن وأن تكون هناك مرونة مع المشاكل التي تواجههن، وأن يتقبلن انتقاد وتذمر المجتمع المحيط، فمع الأيام سيؤمن ذلك المجتمع بفاعلية شراكة المرأة في التنمية والبناء”.