الخضراء إب
قصيدة من الشاعر: د. همدان محمد الكهالي _ رئيس نقابة الشعراء في اليمن
إهداء لـ إب7 PRESS
خضراء باهرة الجمال بلادي
في حضنها قد أزهرت أعوادي
فكأنها من سندس واستبرق
غضى رداح عشقها بفؤادِي
فهناك في عليائها حصن لنا
يزهو شموخا وارث الأمجادِ
وادي بنا في خدها إرجوحة
وبصدرها إثر من الأجداد
وضفار عاصمة الأباة تربعت
جيد الحـسان ومنزل الأسيادِ
سبعون سداً في رياض حبيبتي
ينبوعــها من فلــذة الأكــبادِ
فجبالها كُسيت بساطًا أخضرًا
متناسق الألوان كالسجادِ
وغديرها يحكي تلألؤ مائه
اعقادُ ماسٍ بعثرت في الوادي
إن اسبلت رمشاً تضاهى سحرها
او راقصت جفناً تثير ودادي
آياتها في شعلةٍ لا تنطفي
وجمالها من كل شئ بادي
في همسها لحن يموسق للهوى
وبصمتها بحر من الأضداد
هي جـنّـة أولى لكُلِّ متيمٍ
وبها ربيت وأفطروا أولادي
باكــورةٌ للحبِّ والعـشّـاق
ورباطها جأش وبالمرصادِ
في وصفها لغة البيان تزينت
كعروســةٍ زُفَّتْ بمتنِ جوادِ
فبها من العود الأريج قوامهُ
يهدي رتاج الحب للأجوادِ
وبها من العلماءِ كُلّ معلمٍ
ولها من الأمجاد كُلّ ريادِ
حدقاتها ليل يؤنس وحشتي
وجبينها شمس ينير سوادي
إن لاح فجرٌ في سواها عابس
والليل فيـها بهجتي ومرادي
من عطرها كل الزهور تعطرت
وبعطفها شفة العصور تنادي
تُهدي إلى العين السرورَ كشحنةٍ
ترسي شعور النفس بالإسعادِ
إبُّ الجمال تعددتْ أوصافها
مــا مثلـها أرض بكلِ بـلادِ.