في مجلس أمي ❸
إب7 press
أحلام المخلافي l أدب شعبي
اليوم منذ الصباح كان باب منزلنا كباب مول تجاري، كيف لا ؟؟! وفي العائلة ثلاث عرائس وكل واحدة منهن تأتي لترمي الأكياس من يدها مشتاطة غضبا موجهة نظرها لي وأنتِ متى ناوية تكتسي الأسعار نار.
لتأتي ” نهى ” عروس سبتمبر ، وعينيها مليئة بالدموع فتقعد في مكان والدتي الذي اعتادت الجلوس عليه وتكون فيه كقاضٍ يحل مشاكل من حوله.
تنهدت مخاطبة ” أفنان ” : بكم تذهبتي ..؟
وبكم الكسوة ..؟
ردت : كسيت بـ 500 الف للآن والذهب بـ مليون و مائتين وعاد ناقصني أشياء كثيرة ولا حجزت الفستان ولا قدمت عربون قاعة ولا مصورة ولا شي تخيلي ..!
دخلت أمي على حديث نهى المليء بالضيق .. لتقاطع حديثها : يا بنتي الزواجة مش بالفشخرة ومن أحسن من الثاني، الزواجة تأسيس بيت مش تخريبه، لا تشديها ولا ترخيها، ما هكذا ما بيجي بعد العرس بأسبوع إلا وزوجك مسجون بسبب كثرة ديونه.
تقاطعها بجواب متسارع : لا بيسجنوه ولاشي خليه يخسر يكون لي طعم ” الحالي غالي ” وبعدين عشان مايفكر يتزوج غيري لما يشوف كيف خسر بي ما بيفكرش يعيد التجربة .. ولو خففت عليه بيكون ماليش قيمة.
ترد عليها أفنان : لا .. لا.. والله إنك مجنونة كيف تفكري لا تزيديها عليه، الولد ما معه أحد وقد دفع اللي فوقه واللي تحته عشانك، وزاد غير العملة يعني الـ 3 مليون اللي دفعها عندهم في تعز بـ 4 مليون وثمان مائة تقريبًا وعاده زاد رسلك بـ 800 حق الكسوة اتقي الله.
ردت أمي على أفنان : ما أنتِ جبرك وحفظك وأسعدك بقرب أسعد، يارب فهميها يمكن تفهم، الله يهديك يا نهى ويزكيك عقلك.
خالتي أم العروس ” نهى ” تتابع بصمت فلا رأي لها، فهي خالة العريس، فإن قالت لا تشديها قالوا واقفة مع إبن اختها وإن قالت سهل يا بنتي قالوا تخلت عن إبن اختها اليتيم اللي مامعه أحد.
عم الصمت ولا أجيبهن ع سؤالهن الذي كان متى ستبدأين في الكسوة ..؟
وإذ بنهى تقول هيا ايش يا أحلام ما لك لا تتكلمي ولا شي، تلمح لأجيب على سؤالها، ابتسمت وقلت لها مربتة على كتفها : مالك يا بنت شكل الأسعار قرحت لك فيوز عقلك، أجيتي غاضبة ولا عاد سكتي وضحكت عليها ..
ابتسمت وقالت : والله الأسعار نار، الأساسيات فقط أخذت والأشياء المهمة لأي عروس، الأشياء الثانوية للآن ما أخذتهن كيف أفعل بس..
الباب يدق قمت لأرى من لتكتمل الجلسة بالخالة لطيفة وبنتها آلاء العروس الثالثة، تنهدت وقالت أدوا لي ماء باموت من العطش لترد ابنتها وتقول بنموت من الغلب يمه فستان العرس اللي بـ 170 والله ما اشتوه إلا هو الفرحة بالعمر مرة، لتخاطبها أمها بنبرة شديدة الغضب لو أخذنا لك الفستان هذاك لازم فستان مقارب له لزوجة أخوكِ بيقولوا ميزنا بنتنا على مرت إبننا يعني بـ 340 الف اعقلي ..
وبدأن بنقاش لا نهاية له من والدة آلاء ووالدة نهى ووالدتي ووالدة أفنان اللي أتت متأخرة كانت عند محل خياط فساتين الغُسل وبناتهن الثلاث وجميعهن يندبن حظهن ويلعن الأسعار التي أتت مخالفة تمامًا لرغباتهن ..
كنتُ أنظر لهن بكل تعجب ..!
وقررت أن أغادر المكان قبل أن يضممني إلى حوارهن الذي صدع بي من شدة الهموم وإرتفاع الأسعار فنجد أن العريس والعروس في ظل إرتفاع الأسعار لا يسعدون بالزواج وهم يفكرون في تفاصيل الزفاف ومن أين سيجدون المال ليتموا زفافهم ..
فقد أمسى الزواج وتفاصيله هم على كاهل العروسين .