” العرينة ” .. بيت الأسُود
إب7 press
إسماعيل الخطيب
أستوقفني التفكير كثيرا عندما سألني الدكتور ” شو “، هندي الجنسية، وهو أستاذي في المستوى الثالث قسم اللغة الإنجليزية قائلا ” ما معنى كلمة العرينة!!! ”
فتخيلت الطبيعة الجبلية التي تحظى بها قريتنا الحبيبة، وعدد الكهوف التي كانت سكنا للحيوانات المفترسة مثل الأسود فأجبته باللغة الإنجليزية قائلا (it means lions’ home ) لأن مفردة ( العرين) التي نشتقها من كلمة [ العرينة ] تعني “بيت الأسد ” وجمعها بيوت الأسود.
وهكذا راودني هاجس الكتابة والتعريف بقريتي ومسقط رأسي منذ زمن وكنت أتردد في الكتابة لعلمي يقينا بأني لو كتبت عنها فلن اوفيها حقها وسيأتي من يكتب عنها ويعرفها بطريقة أفضل مني.
فهي التي ولدنا وترعرعنا بها واستقينا حبها وعشقها وغرست فينا الكرامة والعزة والنخوة والإباء والمحبة وكل مكارم الأخلاق منذ نعومة أظافرنا، ولكن طال الانتظار فقررت أن أكتب ما أستطيع عنها كبداية وكتعريف بسيط عنها وأنا في قناعة بأن أبنائها لن يخذلوها في الكتابة والتعريف بها بعد أن يروا هذا المنشور.
إنها قريتي واسمها قرية العرينة، تابعة إداريا لعزلة عجيب مخلاف عمار بمديرية الرضمة محافظة إب، وتتمتع بطبيعتها الخلابة ومناظرها الساحرة التي تجعل الزائر لها مبهور بجمالها الرائع وتنساب خطوات أقدامه مع انسياب مجرى سيلها النابع من الحاجز الضخم المسمى { سد الزيل أو سد العرينة } والذي يخترق الوادي متجها إلى المروي ويسلم بحذر على جامع المروي وهو على طريقه ليصل إلى وادي قرنه المشهور.
http://https://youtu.be/ChX7HH6K0IM
http://https://youtu.be/ChX7HH6K0IM
أتذكر أنني سمعت من أحد الآباء أنها كانت تسمي في ما مضى من الوقت ( الهجرة أو هجرة العرينة ) لأنها كانت منارة العلم والمتعلمين فقد كان معظم أهلها هم مشائخ العلم الذين يقومون بتدريس وتحفيظ القرآن الكريم واللغة العربية لكافة القرى المجاورة لها، وكانت تستقبل كل من يريد الاستفادة من العلم والمعرفة على أيدي الساده الأجلاء معلمينا الأوائل.
هي القرية التي قال عنها أحد الزوار أنها تصلح أن تكون موقعاً للتصوير الخاص بالمسلسلات والأعمال الدرامية اليمنية التي تحمل الطابع اليمني الأصيل كونها تتمتع بطبيعة خلابة جميلة ومناظر رائعة ففيها الوديان الجميلة والأشجار الباسقة وتحتوي على سبعة من الغيول المائية التي يعتمد عليه الناس في الزراعة والري والشرب ويظمها من ثلاث اتجاهات جبل العرينة المشهور والأبله الشهيرة، وجبل أزال المشهور، فهي كشبه جزيرة مليئة بالدرر والياقوت.
عدد البيوت فيها مائة بيت، وعدد سكانها ما يقارب الألف نسمه حيث وقد انتقلت بعض الأسر للعيش خارج القرية سواء في العاصمة صنعاء أو عدن وبعض المحافظات الأخرى وكذلك في دول الجوار وبلاد الغربة.
تعيش بها عدد من الأسر والقبائل وهم (آل الخطيب ، آل المهدي ، آل واصل ، آل الحنشلي ، آل الفقيه )، ويعيشون فيها كأسرة واحدة في محبة وتعاون و تناغم وانسجام على مدى زمن طويل، ويشتغلون بالزراعة التي تعود بالفائدة عليهم ومصدرا للغذاء الخاص بالحيوانات التي يقومون في تربيتها كالأبقار والأغنام وغيرها .
ومن الأشياء الرائعة في القرية الجامع القديم الذي يحافظ على أصالة الفن المعماري القديم بما فيه من العقود الرائعة التي تحمل السقف المكون من الأخشاب القديمة المعمولة يدويا، وقد تم إضافة توسعة للجامع الكبير مع الحفاظ على الأصالة في البناء القديم ويوجد إلى جانب الجامع الكبير مسجدين آخرين في أحياء القرية الأخرى، ويوجد بها مدرستان ومستوصف وكليهما مشاريع متعثرة بالرغم من أن مدرسة عمر بن الخطاب قديما ( عمر بن عبدالعزيز -حاليا. ) هي من أوائل المدارس -إن لم نقل الأولى- التي انشأت في المنطقة والتي تتلمذ بها من هم اليوم قادة المجتمع من نفس القرية ومن القرى المجاورة.
نفخر بانتمائنا لهذه القرية والتي كانت ومازالت منارة للعلم والفطنة والنجابة على مدى أجيال، فأجدادنا كانوا هم المصابيح التي انارت المنطقة بعلمها وفقهها وورعها في حقبة من الزمن ليست بقصيرة وها هي قرية العرينة الآن تفخر بأبنائها الذين أصبحوا نماذج مشرقة في المجتمع يشار إليهم بالبنان، وعلى مستوى المنطقة بكلها تفخر قرية العرينة بأن منها الطالب المتفوق والأستاذ والأكاديمي المتألق والسياسي البارع والطبيب والصيدلي والضابط والإعلامي والمهندس و التاجر والمقاول والمغترب الذي يشغل مواقع مهمة في بلد الاغتراب والذي يرفد الوطن بالكثير من الاموال، وكل المهن والوظائف سواء في الدولة أو القطاع الخاص والذين يقومون بخدمة هذا الوطن الغالي..إذاً فقريتنا الحبيبة كل شي بها كان ولا يزال مدعاة للفخر والاعتزاز.