حملة التحصين ضد شلل الأطفال وإعطاء فيتامين «أ» في إب
إب7 press
بغداد المرادي
انطلقت يوم أمس، في محافظة إب حملة التحصين الطارئة ضد شلل الأطفال ” من منزل لمنزل ” ، ولجميع مناطق الريف والحضر، وتتضمن إعطاء اللقاح لجميع الأطفال دون سن الخامسة من أعمارهم وكذلك تزويدهم بفيتامين «أ» .
وتستهدف الحملة التي تنفذ من منزل إلى منزل على مدى ثلاثة أيام، 700 ألف طفل وطفلة من عمر يوم وحتى سن الخامسة.
وتأتي هذه الحملة الطارئة لشلل الأطفال في هذا الظرف الاستثنائي وذلك لتفشي بعض الأوبئة ومنها شلل الأطفال في بعض الدول المجاورة ودول القرن الأفريقي، حيث تم
تحصين اليمن من هذا الوباء نهائيا، وإعلانها عام 2005م دولة خالية من فيروس شلل الأطفال، فأتت هذه الحملة الاستثنائية وهي على مراحل، وقد كانت الأولى قبل شهرين من الأن وهذه تعتبر المرحلة الثانية من هذه الحملة.
وأوضح مكتب الصحة بالمحافظة أنه تم تجهيز ألفين و341 فريقا متحرك وثابت للوصول إلى الأطفال المستهدفين في 422 ألفا و72 منزلا .
وبيّن أن إجمالي عدد العاملين الصحيين والمتطوعين في الحملة أربعة آلاف و439 عاملا إضافة إلى 551 مشرف فرق و40 مشرف مديريات و42 مراقباً من المجالس المحلية و7 مشرفي محافظة .
وفي هذا الصدد تحدث الدكتور عدنان أحمد محمد، مدير الوحدة الصحية بالمدورة، “مديرية حبيش”، لـ” إب7 press ” قائلاً : ” جاءت هذه الحملة تزامنا مع ظهور حالات شلل الأطفال نتيجة لانتشار الأوبئة والعوامل المساعدة لانتشارها، وكذلك تدني نسبة التطعيم جراء الحرب والحصار “.
واضاف أن الأسباب وراء كون هذه الحملة “طارئة” نتيجة لخطر فيروس شلل الأطفال وللحد من انتشاره ومن خلال هذا اللقاح يمكن وقاية الطفل من الإعاقة.
مشيراً إلى أن هناك من المشككين بأمر هذه الحملة مما أدى إلى عزوف البعض من الأهالي عن استقبال فريق التحصين، وهذا الأمر يصدر من اللاوعي بخطورة هذا الفيروس الذي بدأ بالانتشار بشكل كبير وغير طبيعي وبالتالي يجب على الأهالي عدم الإذعان والإنصات لأي من تلك الشائعات .. داعيا إياهم إلى المبادرة والدفع بأبنائهم إلى التحصين.
من جانبه أكد استشاري طب الأطفال في محافظة إب الدكتور أشرف الفرزعي، على أهمية اخذ اللقاح للأطفال ضد شلل الأطفال لما فيه من أهمية في تقوية جهاز المناعة لدى الأطفال عن طريق مولد المناعة الذي يكسبه الجسم مدى الحياة ضد المرض.
وأشار ” الفرزعي” إلى أهمية فيتامين A ، حيث يؤدي نقصانه إلى الإصابة بالعمى لدى الأطفال الذين يعانون سوء التغذية، وزيادة في معدل الوفيات وانتشار للأمراض المعدية الأخرى، وكذلك انتشار لحالات الإسهال والحصبة.
ويواصل حديثه، ” فعملت وزارة الصحة على ادرج فيتامين A مع لقاح شلل الأطفال في تدعيم وتحسين الصحة والحفاظ على المناعة لدى الأطفال والحد من خطورة انتشار المرض وزيادة في مقاومة الجسم للإمراض المعدية”.
ونوه إلى أن هناك بعض أعراض للقاح ولكنها خفيفة كالحمى والفتور، وهذا لا يقلل من أهمية اللقاح ومن فعاليته التي أظهرتها الدراسات بانخفاض كبير في معدل الحالات التي كانت منتشرة على نطاق واسع..
ووجه استشاري الأطفال جميع الآباء والأمهات إلى ضرورة التفاعل مع الحملة، كون اللقاح السبيل الأنسب واللازم للقضاء على فيروس شلل الأطفال في اليمن.
وعلى نفس السياق، قال الدكتور طلال كرش، مدير مركز “حبلة سمارة الصحي”، محافظة إب مديرية المخادر، ومشرف فرق التحصين ضد شلل الأطفال، بأن اليمن ليست غير العالم أو أنها من عالم آخر فالجميع يشاهد كل يوم وعبر شاشات التلفزة منصات التواصل الاجتماعي كيف أن العالم يهرع اغلى أخذ اللقاح ضد فيروس كورونا.
ويضيف ” كرش” ، ” لقد أصبح اللقاح معيارا عالميا، وباتت بعض الدول لا تقبل دخولها إلا لمن كان يحمل بطاقة تحصينيه ضد فيروس كورونا، وكذلك هو نفس النظام بالتعامل مع شلل الأطفال وغيره من الفيروسات التي تصيب الطفولة بشكل عام”.
أما عن نسبة لإقبال الأهالي على تحصين أطفالهم في المنطقة، فقد أكد الدكتور طلال، أنها نسبة جيدة جداً، ويعود ذلك بسبب زيادة الوعي لدى الأهالي.
هذا وقد أبدى الأهالي تعاوناً ملموساً مع فريق التحصين ضد شلل الأطفال في أغلب مديريات المحافظة، مشيدين بالدور الذي يقوم به مكتب الصحة لتوفير اللقاح وتدريب الفريق على النزول الميداني من منزل لمنزل منذ ساعات الصباح الأولى .
حيث تشير ” أم زيد “، أم لأربعة أطفال أكبرهم في التاسعة من عمره، أنه لولا تلك النزولات الميدانية واشعار الأهالي بهذه الحملة لما تمكنوا من تطعيم أطفالهم، وذلك لعدة أسباب أهمها بعدهم عن مراكز الخدمات الصحية، وعدم امتلاكهم أيه وسيلة تواصل اجتماعي، مشيدة بهذا العمل الإنساني العظيم.
يذكر أن الحملة الطارئة للتحصين تستهدف رفع مستوى المناعة لدى الأطفال ولمن سبق تحصينهم في الحملات السابقة أو من خلال التحصين الروتيني.