أرواح تفقد في منتصف الطريق ..
إب7 press
أحلام المخلافي l مقال رأي
وأنا في سبات عميق أحلم بمستقبلي المجهول الذي أحاول جاهدة أن أصنع فيه جزء مما أتمناه، سمعت صوت زجاج يتناثر من النافذة التي بجواري حتى كاد قلبي يتوقف، هل عادت الصواريخ أم قامت القيامة، لم استوعب بعد ما الذي يحدث ..
شاهدت وجه والداي وإخوتي ولا أزال متصنمة لا أعلم ما يجري من حولي، فجأة قالوا لي إنها رصاصة فقط لا تقلقي، حدث شجار بين صاحب الصيدلية ورجل فأطلق الأخير النار وأتت على نافذة الغرفة، لا خوف في ذلك، ابتسمت وعدت لأنام ..
لم أستطع النوم وبقيت أتذكر كم من أرواح رحلت في منتصف الطريق لا تملك أي يد أو سبب ولكن قد تكون رصاصة عابرة وعابثة أو راجع من زفاف وغيره.
ذاك الشاب الذي قتل صديقه قبل حوالي 5 أعوام لتشاجرهما على 100 ريال والاخر الذي قتل صاحب بقالة على شوكولاتة، و قارورة الماء التي بسببها رحلت أكثر من روح، و بائعة اللحوح والطفلة التي كانت تلعب في شارع حيها وغيرهن الكثير ..
أما الموقف الذي كلما تذكرته اقشعر بدني ذاك الرجل الذي كان يقود باص خاص بركاب الأجرة، تشاجر مع رجل أخر يقود سيارة مرتفعة، دخلا في مشادات كلامية، تطورت إلى شتائم، وفي نهاية المشهد الفظيع رفع سائق السيارة مسدسه وصوبه لرقبة سائق الباص وأرداه قتيلاً ، كنت لحظتها في طريق ذهابي للجامعة، لا أعلم ما الذي حدث، وحين شاهدت المنظر كنت أصرخ بكل ما أوتيت من قوة وكأني أصبت بنوبة من الصراخ ولم أهدأ ذاك اليوم بأكمله، بل أستمر هذا الموقف يلاحقني لعدة أسابيع وكلما تذكرته يقشعر بدني وأشعر بالألم، فكيف أصبحت الأرواح رخيصة ..؟
مرة اخرى، لكن هذه المرة في الفناء الجامعي، تشاجر بعض الزملاء قبل 3 أعوام من اليوم فقرر أحدهم أن لا حل سيثبت به رجولته الا الرصاص، كنت في منتصف الطريق والرصاص يأتي من الخلف ومن الأمام تسمرت قدماي وسحبتني فتاة وربتت عليّ وقالت : لا تخافي .. كيف لا أخاف كادت أن تنتزع روحي مني.
هناك الكثير الكثير من المواقف كالاحتفال بالزفاف بواسطة اطلاق كل فرد يصل مهنئا العريس لزخات رصاص للاعلى، برصاص حي يميت كل من يمر في مكان سقوطه، أو في سلاح مرمي على الأرض يلعب به طفل فيرتد قتيل أو يقتل أحد من عائلته.
أو بيد رجل يقوم بتلميع السلاح، والذي اصبح زينة الرجل مؤخرا ومن إكسسواراته اللازمة ، ويقوم بتنظيفه فتخرج رصاصة طائشة بالغلط، يفقد حينها أحد أحب الناس إليه.
المواقف كثيرة و الأوجاع أكثر والخسارة فادحة فإما روح تنتزع أو جسد تتسبب له رصاصة بإعاقة مزمنة، فإلى متى سيستمر هذا العبث، إلى متى كل هذا ..؟!