ندوة فكرية حول آثار محافظة إب
إب7 press
نشوان النظاري
عُقد صباح اليوم، في القاعة الصغرى بمكتب ثقافة إب ندوة فكرية حول آثار المحافظة ومسؤولية الحفاظ عليها، نظمها مكتب الثقافة بالمحافظة.
وشارك في الندوة كلا من الأديب والمؤرخ والباحث نبيل الحضرمي، مدير عام مكتب الثقافة عبدالحكيم مقبل، مدير عام فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات خالد غالب .
وركزت الندوة على ما تتعرض له الآثار والمواقع التاريخية من هدم ونهب عشوائي وممنهج جراء الصراعات التي نشبت منذ القدم وحتى وقتنا الحاضر .
وقدم المشاركون نماذج مما جرى تدميره لعدد من المواقع الأثرية، وقلاع ، حصون، نقوش، مخطوطات وسواقي، مآذن، مقامات، قبور ومدافن.
وحث المؤرخ نبيل الحضرمي جميع المعنيين على ضرورة الإهتمام بالمعالم الأثرية والتاريخية، بكل أنواعها مخطوطات، مصنفات، كتب قيمة، وأثار .. لافتا إلى أن الآثار ثروة علمية عبر أطوار التاريخ، ومدى العصور المتعاقبة.
وقال الحضرمي :” كيف إستطاع الوجدان الإنساني أن يجسد بأنامله الرشيقة طابع الصفاء والروحانية بتلك المساجد، من خلال النقوش والزخرفة التشكيلية والخطوط المتنوعة، وتأريخ بناؤها الذي يكتب بطريقة شعرية أو آيات قرآنية، وكذلك شروق الشمس من نافذة، ثم تتخذ مسارا آخر للنافذة الأخرى دون تعرج أو انثناء، وكذا نمط البناء بالأحجار الرخامية المنحوتة من السقف وحتى الأرض بطريقة هندسية بارعة تدل على سواعد قوية وعزائم فولاذية “.
وتطرق الحضرمي إلى أن الحضارة اليمنية كانت بعيدة عن كل الحضارات، لا تؤثر ولا تتأثر، بسبب الصراعات القبلية والطائفية الداخلية.
ونوه إلى أن المستعمر عندما يريد تدمير أمة فإنه يقوم بتقويض معالمها التاريخية، ونهب كنوزها وآثارها، ويجند من من الداخل من يشكل معول يساهم في نهب وتدمير الآثار وكل ما يمت للحضارة الإنسانية بصلة .
من جانبه ناشد مدير الثقافة عبدالحكيم مقبل جميع أبناء المحافظة إلى ضرورة أن يستشعروا مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية للحافظ على المعالم والمناطق التاريخية .. منددا بكافة عمليات النهب والسطو التي تطال المواقع الاثرية .
وأضاف مقبل ” إن هذه الفعالية تعد انطلاقة في مسار التوعية، ولفت أنظار الجميع لأهمية الآثار التي يستفيد منها الأجيال في الحاضر، ويستشرفوا منها أبعاد المستقبل، وتشكل لهم رافدا ثقافيا وحضاريا واقتصاديا”
فيما أكد مدير فرع هيئة الآثار خالد غالب إلى أن أغلب المواقع الأثرية في المحافظة تتعرض للنبش والتدمير الممنهج ولم تحرك السلطة المحلية ساكنا .. مشيرا إلى وجود عصابات منظمة تحاول تضليل الجهات المختصة عبر زرع آثار مزورة في مناطق ليست أثرية كم حصل قبل أشهر في جبلة.
ولفت غالب إلى وجود مؤامرة خارجية كبيرة تستهدف حضارة البلد وتستخدم أدوات داخلية لتنفيذ مخططاتها ..مشيرا إلى وجود أجهزة ليزرية يمتلكها بعض المواطنين تكشف وتحدد المواقع الأثرية.
وعبر عن شكره لمكتب الثقافة الذي استضاف 400 قطعة أثرية تابعة لمكتب الآثار، بعد أن تم نهب المتحف القديم، واحتلال المتحف الجديد من قبل المقاول بحجة عدم منحه بقية مستخلصاته من الجهات المعنية .. متوقعا أن تكون المومياء بداية لفتح متحف جديد .
تخلل الندوة قصيدة شعرية تحاكي الموروث الثقافي للشاعر الحضرمي ومداخلات قدمها الباحث في التاريخ القديم والمعاصر يعقوب محرز جار الله، خالد نصاري، وهشام المجاهد، عبدالله الهيال.
وأشارت المداخلات إلى أن الندوة تعد صحوة في الإتجاه الصحيح، وأن محافظة إب تعد مرتكزا اساسيا للآثار .. منوهين على ضرورة نشر الوعي في المناطق الأثرية، وجميع مساجد المحافظة ووسائل الاعلام ومنصات التواصل الإجتماعي.
وفي ختام الندوة ناشد المشاركون كل أفراد المجتمع من مواطنين وأكاديميين ومختصين القيام بادوارهم الوطنية في الحفاظ على تلك المعالم من خلال نشر الوعي بأهمية الآثار ودورها الحيوي في بناء نهضة الأمم .. منددين بالعبث الذي طال تاريخنا وآثارنا الذان يمثلان هويتنا الحضارية.
حضر الندوة مجموعة من المختصين في الآثار، وباحثين، ومهتمين بالشأن التاريخي والثقافي.