إب7 press
بين كل ضربةٍ وأخرى لإبرته الحادة على حذاءٍ متهالكٍ بين يديه يزفر الإسكافي هيثم بامتعاضٍ عميق من تعامل الزبون الذي ذهب قبل قليل.
يقول هيثم :”يجي يخلع صندلته لقدام وجهي ويقول بتكبر هيي ياخادم خيّط جزمتي بسرعة وانا واقف، فقلت له : لما أكمل اللي بإيدي شرجع لك، فبدأ على طول يهزئني ويقلي أنت الا خادم وحدّك 200 ريال وتشتغله الآن! “.
يحكي الإسكافي هيثم بعض معاناته من بعض أفراد المجتمع، ويستغرب قسوتهم المختلطة بحاجتهم إلى خدماته.
يضيف هيثم:”أنا أشتغل مخيّط جزمات(إسكافي) منذ سبع سنوات، أرقع أحذيتهم بالحلال؛ فيمسحون بي شوارعهم احتقارًا للوني أو فقري أو طبقتي الاجتماعية”.
يزيد الرجل الأربعيني “دخل هذه المهنة ضعيف جدًا لايزيد عن 2000 ريال باليوم الكامل، لكن لا بأس الأهم أننا لانسرق ولا نمد أيدينا للحرام”.
قاطعنا زبون فانتظرنا الإسكافي أن يكمل عمله لنواصل الحديث، وحينما عاد هيثم حدثنا “شغلي شريف وأشقي على خمسة أطفال منها، ثلاثة منهم في المدرسة الابتدائية، لا أمد يدي للناس وأتسول لكني أدخل لقمتي أنا وأسرتي من هذي الشغلة ومرتاح فيها لولا معاملة بعض الناس الجارحة”.
هيثم نموذج مصغر للإسكافيين في محافظة إب، والذين ينتشرون في كل مناطقها.
ومع تعاظم الحاجة إليهم جراء ارتفاع أسعار الأحذية، ورداءة جودتها يعملون جاهدين لإطالة عمر الحذاء في أقدامٍ لاتكلّ ولا تهدأ. وهو -كغيره من زملائه- بحاجة للتقدير الذي يستحقه من أفراد المجتمع.